بيان القوات المسلحة: مُستمرّون في منعِ كافةِ السفنِ من كُـلّ الجنسياتِ المتجهةِ إلى الموانئِ الإسرائيليةِ حتى توفير احتياجات إخواننا في غزة
الاستهداف تم بصاروخ بحري مناسب وبعد أن رفضت الاستجابة للتحذيرات
المسيرة: نوح جلّاس
قطعت القواتُ المسلحة اليمنية، كُـلَّ الطرق والحيل التي استخدمتها أمريكا وبريطانيا لمساعدة الكيان الصهيوني في تفويج السفن التجارية إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة؛ فبعد أن أرغمت صنعاءُ أنفَ كيان العدوّ الصهيوني على الهروب بسفنه بعيدًا عن البحرين الأحمر والعربي بعمليات نوعية تنوعت بين الاستيلاء والاستهداف، لجأت لندن وواشنطن للتحايل على قرارات القوات المسلحة وذلك باستقدام شركات شحن أُورُوبية لمساعدة كيان العدوّ في نقل ما يحتاجه من سلع، ظناً من قوى الاستكبار أن العين التي قال عنها قائد الثورة أنها مفتوحة للرصد الدائم، قد تغفو عن الخدع والأكاذيب؛ لتستيقظ دول الاستكبار في الساعات المتأخرة من مساءِ أمس الأول الاثنين، على خبر وقع عليهم كالصاعقة، وهو خبر استهداف سفينة نرويجية كانت في طريقها إلى الكيان الصهيوني، وبهذا التطور اللافت ضربت القوات المسلحة اليمنية موعداً مع السباق الدولي والإقليمي لبسط النفوذ المشروع على الملاحة في البحر الأحمر، وحمايتها بما ينسف إجرام قوى الغطرسة والاستكبار.
المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، فاجأ العالم بتدوينة على حسابه في منصة إكس عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء، أعلن فيها عن بيان مرتقب خلال ساعات، ليفتح باب التكهنات، ويجبر إعلام العدوّ الأمريكي والبريطاني على الاعتراف بشيء من العملية، ومحاولة التشويش على بعض الجوانب المتعلقة بها، لكن دون جدوى هذه المرة؛ فالحدث كان خارج قدرة التزييف لدى تلك القوى الظلامية، وبهذه التدوينة فتح العالم أعينه وآذانه، ومعهم كُـلّ الأحرار في العالمين العربي والإسلامي التواقين للوجود العربي المتحدي للغطرسة الصهيو أمريكية في ظل خضوع أنظمة العمالة والخيانة، وعند العاشرة من صباح الأمس أطل العميد سريع ليعلن البيان، والذي معه أعلن دخول اليمن مرحلة جديدة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني الغاصب، وفيها يحاصر اليمن الحصار الصهيوني المفروض على غزة، ليجعل هذا الكيان الهش أمام زاوية ضيقة، لا يوجد فيها إلا باب نجاة واحد، أعلنه سريع أكثر من مرة.
وأوضح بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أن القوات البحرية “نفذت عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ “استريندا” تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي”، مُشيراً إلى أنه “تمَّ استهدافها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب”، دون أن يشير إلى نوع أَو اسم السلاح المستخدم، ما يؤكّـد أن القوت المسلحة اليمنية ما زالت في مرحلة تجربة الأسلحة المتعددة التي دخلت الخدمة، وأن ما ينتظر الأعداء هو المزيد من القوة والقدرات التي لا يتوقعها.
ومع تزايد الأخبار خلال اليومين الماضيين عقب البيان التاريخي للقوات المسلحة مساء السبت الفائت، بفرض حصار كامل على موانئ العدوّ، وذلك بشأن حرف مسار السفن العاملة مع كيان العدوّ، أشار العميد سريع في بيان الأمس الثلاثاء، إلى أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ نجحتْ خلالَ اليومينِ الماضيين في منعِ مرورِ عدةِ سُفُنٍ استجابتْ لتحذيراتِ القواتِ البحريةِ”، ما يؤكّـد نجاعة الخطوات النوعية للقوات المسلحة اليمنية في تضييق الخناق على الكيان الصهيوني الغاصب، فيما أوضح متحدث القوات المسلحة أن القوات البحرية “لم تلجأْ لاستهداف السفينةِ النرويجيةِ المحملةِ بالنفطِ إلا بعدَ رفضِ طاقمِها كافةَ النداءاتِ التحذيرية”؛ ما يؤكّـد صرامةَ الموقف اليمني وجديته في تنفيذ ما أنذر وحذر منه نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وقد عزز سريع في هذا السياق من قوة الرسائل اليمنية التحذيرية، بتكرار قوله: إن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تتردّد في استهداف أية سفينةٍ تخالفُ ما وردَ في البياناتِ السابقة”.
وفي ختام البيان، رسّخ العميد يحيى سريع، ثبات المعادلة اليمنية الجديدة في البحرين والمندب، مؤكّـداً أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد استمرارها في منعِ كافةِ السفنِ من كُـلّ الجنسياتِ المتجهةِ إلى الموانئِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ العربي والأحمر حتى إدخَال ما يحتاجُه إخوانُنا الصامدونَ في قطاعِ غزةَ من غذاءٍ ودواءٍ”، وهو الأمر الذي يجعل باب النجاة الوحيد للعدو الصهيوني هو وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزّة، ما لم فَــإنَّ التجارِبَ الماضية توحي بقدوم سيناريوهات أكثرَ إيلاماً على العدوّ.
وبهذه العملية يعزز الشعب اليمني وقواته المسلحة جهود وقف العدوان ورفع الحصار على الشعب الفلسطيني في غزّة، كما أن تكرار هذا النوع من العمليات، أوصل للعالم رسالة مفادها أن لا خطوط حمراء لدى اليمن سوى الإجرام بحق الشعب الفلسطيني، وأن اليمن يدوسُ على كُـلّ الخطوط التي يراها العملاء أنها حمراء بالنسبة لأمريكا وحلفائها، أما اليمن وقواته فيرَون تجاهُلَ التحذيرات وتجاهل نداءات الإنسانية لما يجري في غزة، ضوءاً أخضرَ لإقحام المزيد من الصواريخ والمسيّرات في المعركة المقدسة، على طريق بيت المقدس.
استنفارٌ أمريكي غربي:
وفي سياق متصل، تصاعدت حدةُ المخاوف الصهيوأمريكية من العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية، ومعها ظهر مدى التخبط والهستيريا في صفوف تلك القوى الظلامية، حَيثُ استنفرت القوى الظلامية وبدأت الأصوات الرسمية الأمريكية تتداعى لتشكيل تحالف عسكري بقيادة أمريكية إسرائيلية هدفه الجوهري السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب وحماية التجارة الإسرائيلية؛ ما يؤكّـد أن العمليات اليمنية مثلت صفعة موجعة في وجه تلك القوى، التي لاقت ما يشغلها عن التفرغ لقتل الأطفال والنساء في غزة وبطرق وحشية تزيد انكشاف الوجه الأمريكي القبيح.
ومن خلال هذه العملية وما رافقها من استنفارٍ أمريكي غربي، استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تفضح الخصوم المحليين المرتزِقة، وتجبرهم على خلع آخر أقنعتهم، ليظهر ولاؤهم للعدو الصهيوني بشكل معلَن وواضح، حَيثُ أعلنت وسائل إعلام مولية للعدوان، أن حكومة المرتزِقة خضعت واستجابت للأوامر الأمريكية بالمشاركة ضمن التحالف الجديد لحماية المصالح الإسرائيلية، وهنا يتأكّـد للجميع أن العدوان على اليمن وتجنيد المرتزِقة منذ 9 أعوام كان هدفه الاستراتيجي هو حماية الكيان الصهيوني ومصالحه على حساب القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، واصل الإعلام الصهيوني نقل الحالة المزرية التي تنتاب الكيان الغاصب جراء العمليات اليمنية، حَيثُ نشرت عديد القنوات والصحف الصهيونية، يوم أمس عن الأوضاع الاقتصادية والتجارية في العمق الفلسطيني المحتلّ، وقد أفردت مساحة واسعة لعملية القوات المسلحة اليمنية الأخيرة وتداعياتها، مشيرةً إلى أن تصاعد العمليات أمر خطير وكارثي، وخطر يهدّد سلاسل إمدَاد الغذاء والاستقرار التمويني في الأسواق الإسرائيلية، معتبرةً العمليات اليمنية حرباً اقتصاديةً كاملةً ستضاعف الأوجاع على الكيان الصهيوني وحكومته المجرمة، فيما يرى مراقبون أنها ستشكل عامل ضغط آخر يجبر الكيان الصهيوني على التراجع عن غطرسته ويباشر تنفيذ الخطوات الدبلوماسية للخروج من المستنقع الذي وقع فيه، وقد ظهرت ملامح هذا في الأفق، مساء أمس الثلاثاء، حَيثُ أوردت وسائل إعلام عبرية ودولية أن حكومة نتنياهو تخاطبت مع الأطراف القطرية لتحريك ملف هدنة جديدة وصفقات تبادل مكثّـفة، قد تكون طريقاً للخروج من هذا المستنقع، وعندها يظهر للجميع مدى فاعلية العمليات النوعية لأحرار اليمن.
وبعيدًا عن التخبط والانفضاح في صفوف واشنطن وأدواتها الإقليميين والمرتزِقة المحليين، فَــإنَّ القوات المسلحة اليمنية ومن خلال هذه العمليات، قد حجزت موقعاً متقدماً على سُلَّمِ اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، فبالنظر إلى تصاعد العمليات تدريجيًّا انطلاقاً من حصر العمليات على السفن الصهيونية وممارسة الاستيلاء والقصف بحقها، مُرورًا بتوسيع مسرح العمليات إلى البحر العربي، وُصُـولاً إلى فرض الحصار على كُـلّ السفن المتجهة من وإلى “إسرائيل” أياً كان جنسيتها، يتأكّـد للجميع أن اليمن بات قادراً على التعامل مع كُـلّ التحديات، وسط عجز قوى الغطرسة عن والإجرام عن فعل أي شيء سوى تجنيد العملاء الإقليميين والمحليين كسبيل لإشغال القوات المسلحة اليمنية، غير أن التجارب والأحداث الماضية طيلة 9 أعوام أكّـدت أن قواتنا تجاوزت هكذا ظروف منذ سنوات عديدة، فضلاً عن القدرات التي أضيفت لها خلال العامَينِ الأخيرَين.
*نقلا عن : المسيرة