معجزة المقاتل اليمني التي أذهلت العالم وجعلته في حيرة من أمره يجتاحه التساؤل ويغمره الذهول وتأخذه الدهشة إلى أبعد مداياتها كيف لا وهو – أي العالم – المشهور بماديته المطلقة وحساباته المتناهية الدقة يتفاجأ بحقائق تتجاوز الماديات وواقع يعبث بكل المقاييس والحسابات وأحداث تربك جميع التوقعات وهو أيضا يقرأ معادلة جديدة تعصف فيها الثوابت بالمتغيرات رغم الفارق الكبير في أسس الإمكانيات وأساسات الخطط العسكرية المتفق عليها.
بدأت معجزة المقاتل اليمني بفضل الله وعونه وتأييده منذ اللحظة الأولى للعدوان التحالفي الأمريكي السعودي الذي باشر عدوانه باستهداف سلاح الجو والدفاع الجوي المتواضع القدرات فضمن السيطرة على الجو سيطرة مطلقة كاشفا غطاء المشاة وأمان تحرك الآليات والمدرعات وبالتالي وحسب المتعارف عليها عسكريا ضاعف من فرصه في الحسم الميداني وما حدث للجيوش العربية في نكسة 67 ليس بخاف على أحد حيث أنها لم تصمد لساعات بعد القضاء على سلاح الجو العربي المشترك حينها وبادرت بالانسحاب القاتل ولكن الحال اختلف جدا مع المقاتل اليمني فمرت الأسابيع التي قدرها العدو للنصر الخاطف والأشهر التي انتظرها مؤيدوه لتحقيق هدفه وحتى السنوات التي أرهقت كاهله وكواهل شعوبه وأسياده.
وحين عزا البعض سبب هذا الإعجاز اليمني لميراث جغرافي من الجبال الشاهقة جاءت معارك ميدي والبقع وحرض وأخيرا الساحل الغربي لتثبت وتؤكد أن ما حدث معجزة قلما تحدث وتتكرر في التاريخ البشري فلا جبال تخفف من وقع ضربات الطائرات العالية التقنية ولا مدرعات تقي من قصف البوارج والمدفعية الذكية ولا حتى أسلحة متطورة لاستهداف تلك الأدوات الموجهة نحوه ، فقط أدوات بدائية وسلاح واحد هو الإيمان والحق وعدالة القضية وهنا سر الإعجاز وفحوى المعجزة ..
هكذا بدأت المعجزة اليمانية الأسطورية وهكذا أيضا تأكدت وتجلت حقيقتها وكذلك ستستمر بل وستأخذ مسارات أبعد بكثير مما يحاول الجميع توقعه تصنيعا وتقنية وتطورا ونتائج أيضا فعما قريب تنكسر الشوكة الأمريكية التي خضع لها العالم مجتمعا ومتفرقا لعقود حينها سيقف العالم مسلما لمعجزة المقاتل اليمني ومؤمنا بيقين راسخ بأن زمن المعجزات لم ولن ينتهي مادام اليمني على قيد الحياة …