إن القولَ بأن الولاياتِ المتحدةَ تقودُ العدوانَ على اليمن، وبالتالي التصعيد في الساحل الغربي، ليس كلاماً من باب التَّـــرَف أَوْ بحثاً عن عدوٍّ إضافي، بل تعبيرٌ عن حقيقةٍ يعترفُ بها الأمريكان أنفسُهم، وواقعٌ يعكسُه الميدانُ والتكتيكات.
عندما نرى الملكَ السعوديَّ ووليَّ عهده يطوفان المحافظات السعوديّة ويقيمان الاحتفالات لإنقاذ الأخير من ورطته القائمة باغتياله للصحفي خاشقجي، وعندما نرى وليُّ عهد أبو ظبي بعيداً عن المشهد وبعيداً عن الحدَث القائم في الساحل الغربي، ونجد الفار هادي منذ أسابيعَ في الولايات المتحدة والفار علي محسن الأحمر لا يمكنه دخولُ عدن أَوْ الاقترابُ من جبهة الساحل الغربي، نتساءل: ترى هل هؤلاء قادة حقيقيون لمعركة كبرى تجري في الساحل الغربي؟
لا ينفك أعضاء الكونجرس الأمريكي يؤكّدون بشكل شبه يومي مسؤوليةَ بلادهم عن العدوان على اليمن، وأن بيدها قرار الحرب وقرار وقفها، بل إن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن الحرب في اليمن هي الوحيدة التي تُطلَقُ عبر الإعلام فيما يصمت القادة السعوديّون والإماراتيون، وهذا أيضاً يصُبُّ في الاتجاه ذاته بأننا نواجهُ عدواناً أمريكياً بامتياز.
على الصعيد المعلوماتي، فقد كشفت مجلة “انتيلجنس أونلاين” الفرنسية المتخصّصة بالمعلومات الاستخباراتية أن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خطّطوا للتصعيد القائم الآن في الساحل الغربي وزوّدوا السعوديّين والإماراتيين بالمعلومات والأهداف ومعها طائرتا تجسس ومراقبة إضافيتان، ما يعني أن السعوديّ والإماراتي مُجَـرّد أداة منفّذة لحرب أمريكية، والمرتزِقة مُجَـرّد أدواتٍ تُشترى كما يشترى السلاح والذخيرة.
إن السعيَ وراء الأدلة والبراهين التي تكشف مَن يقودُ العدوانَ يهدفُ بشكل رئيسي إلى كشف هُوية هذا العدوان وأهدافه الحقيقية وليس تلك الذرائع المعلَنة، ويهدفُ أيضاً إلى إزالة اللبس إذَا كان ما يزال هناك لبسٌ لدى البعض ممن يراهنون على هذا العدوان للحصول على مكاسبَ لن تتحقّقَ..، وليعرف أولئك أنهم يساهمون في تمزيق بلدهم ولهم في ما حدث ويحدُثُ ليبيا شواهدُ كثيرةٌ على ما نقول، بل وفي ما يحدُثُ حالياً في اليمن.
أخيراً، فمعرفةُ أن العدوانَ أمريكي لا يعني انتصارَه، بل يعني أن اليمنيين بات لهم شرَفُ هزيمة أمريكا.