أطفال عيونهم شاخصة نحو المجهول اللئيم ، هم أطفال اليمن الحزين .
أطفالٌ أصبحت أجسامهم عبارةً عن جلود تغطي عظاماً نخرها فقر الكلس والحديد ، هم أطفال اليمن الحزين .
أطفالٌ فقدوا الأب والأمّ والأخ والأخت وكلّ ما هو عزيز ، هم أطفال اليمن الحزين .
أطفالٌ بيعوا في سوق النخاسة في زمن النور والتنوّر وشعارات حقوق الإنسان الجديد ، هم أطفال اليمن الحزين .
أطفالٌ انتُشلوا أعضاءً ممزّقةً من تحت ركام منازل قصفتها صواريخ التحالف الإجرامي الحيواني البغيض ، هم أطفال اليمن الحزين .
جثثٌ مشوّهةٌ ، متفحّمة ، مقطّعة الأوصال والرؤوس في زمن التطوّر والتواصل والاتصالات وعلى الشاشات وعلى منابر منظمات حقوق الإنسان
يتسيّدون ويشربون عليها النخب ، فهل من يزيد ؟!…
جرائم تذكّر بالعصور الوسطى الظلامية ، بعصور ما قبل التاريخ تحصل في بلدٍ عربيٍّ شقيق والمعتدي مملكةٌ وهّابيةٌ ظلاميةٌ غارقةٌ في الظلامية والتطرُّف والعنصرية والكراهية لكلّ ما هو بشري إنساني ، والعالم كلّ العالم مغمضُ العينين مسلوب الارادة واليدين غارقٌ في بحرٍ من الأموال الطائلة ثمناً للسكوت المفجع المميت ، فهل من يزيد !!..
مدارس قُصفت ، أسواق حُرقت ، مستشفيات ، مساكن ، قرى ومدن بأكملها مُحيت عن وجه البسيطة وأُبيدت حتى آخر نفسٍ فيها تحت اشرافٍ دوليٍّ عصّب عينيه وبات على شفا شهادةٍ من جحيمٍ أغرقه وأغرق معه كلّ الإنسانية ، فهل مَن يزيد ؟!!
مجازر وحشية ، همجية ، دولية ، كونية على شعبٍ مستضعفٍ وقف وحيدا ً بوجه عالمٍ ظالمٍ جبّارٍ مستكبرٍ خالٍ من الإنسانية ،
فهل مَن يزيد ؟!!!
مزادات مجّانيّة من اللحوم والاشلاء الممزّقة ، والأطفال المشرّدة والإماء الثكالى والوجوه الشاحبة الشاخصة إلى السماء إلى ربِّ الارباب ، فهل من يزيد ؟!!
بلدٌ مسالمٌ فقيرٌ استفردت به يد الغدر من عربٍ ومن عجم ، لا فضل لأحدٍ على أحد ، فهل من يزيد ؟!!!
حربٌ فقدت تضاريس الحرب ، ومختبرٌ مجانيٌّ لكلّ أسلحة العصر ، حربٌ أُبيدت فيها كلّ الضمائر والمشاعر ورقص فيها الشيطان فرحاً من مزايدات شيطنة البشر ، فهل يا ترى من يزيد ؟!!!
وقفت على أشلاء ذلك البلد الحزين ، اليمن العربي الممزّق الحزين ، ونظرتُ من حولي فلم أجد سواه مفخرةً بين الدول ، ما زال شعاره الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل، وليته قال يوماً : الموت لكلّ العرب !…