د.أماني سعد ياسين
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
بحث

  
أطفال اليمن الحزين.. وعيونهم الشاخصة
بقلم/ د.أماني سعد ياسين
نشر منذ: 5 سنوات و 5 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 08:26 م



أطفال عيونهم شاخصة نحو المجهول اللئيم ، هم أطفال اليمن الحزين .

أطفالٌ أصبحت أجسامهم عبارةً عن جلود تغطي عظاماً نخرها فقر الكلس والحديد ، هم أطفال اليمن الحزين .

أطفالٌ فقدوا الأب والأمّ والأخ والأخت وكلّ ما هو عزيز ، هم أطفال اليمن الحزين .

أطفالٌ بيعوا في سوق النخاسة في زمن النور والتنوّر وشعارات حقوق الإنسان الجديد ، هم أطفال اليمن الحزين .

أطفالٌ انتُشلوا أعضاءً ممزّقةً من تحت ركام منازل قصفتها صواريخ التحالف الإجرامي الحيواني البغيض ، هم أطفال اليمن الحزين .

جثثٌ مشوّهةٌ ، متفحّمة ، مقطّعة الأوصال والرؤوس في زمن التطوّر والتواصل والاتصالات وعلى الشاشات وعلى منابر منظمات حقوق الإنسان
يتسيّدون ويشربون عليها النخب ، فهل من يزيد ؟!…

جرائم تذكّر بالعصور الوسطى الظلامية ، بعصور ما قبل التاريخ تحصل في بلدٍ عربيٍّ شقيق والمعتدي مملكةٌ وهّابيةٌ ظلاميةٌ غارقةٌ في الظلامية والتطرُّف والعنصرية والكراهية لكلّ ما هو بشري إنساني ، والعالم كلّ العالم مغمضُ العينين مسلوب الارادة واليدين غارقٌ في بحرٍ من الأموال الطائلة ثمناً للسكوت المفجع المميت ، فهل من يزيد !!..

مدارس قُصفت ، أسواق حُرقت ، مستشفيات ، مساكن ، قرى ومدن بأكملها مُحيت عن وجه البسيطة وأُبيدت حتى آخر نفسٍ فيها تحت اشرافٍ دوليٍّ عصّب عينيه وبات على شفا شهادةٍ من جحيمٍ أغرقه وأغرق معه كلّ الإنسانية ، فهل مَن يزيد ؟!!

مجازر وحشية ، همجية ، دولية ، كونية على شعبٍ مستضعفٍ وقف وحيدا ً بوجه عالمٍ ظالمٍ جبّارٍ مستكبرٍ خالٍ من الإنسانية ،
فهل مَن يزيد ؟!!!

مزادات مجّانيّة من اللحوم والاشلاء الممزّقة ، والأطفال المشرّدة والإماء الثكالى والوجوه الشاحبة الشاخصة إلى السماء إلى ربِّ الارباب ، فهل من يزيد ؟!!

بلدٌ مسالمٌ فقيرٌ استفردت به يد الغدر من عربٍ ومن عجم ، لا فضل لأحدٍ على أحد ، فهل من يزيد ؟!!!

حربٌ فقدت تضاريس الحرب ، ومختبرٌ مجانيٌّ لكلّ أسلحة العصر ، حربٌ أُبيدت فيها كلّ الضمائر والمشاعر ورقص فيها الشيطان فرحاً من مزايدات شيطنة البشر ، فهل يا ترى من يزيد ؟!!!

وقفت على أشلاء ذلك البلد الحزين ، اليمن العربي الممزّق الحزين ، ونظرتُ من حولي فلم أجد سواه مفخرةً بين الدول ، ما زال شعاره الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل، وليته قال يوماً : الموت لكلّ العرب !…

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
محمد المنصور
أهداف معركة الحديدة والساحل
محمد المنصور
صلاح الدكّاك
الحديدة : حصاد مستحيل
صلاح الدكّاك
عبدالحافظ معجب
انتحار جديد على أبواب الحديدة
عبدالحافظ معجب
صفوان سلام
اليمن: بين الانقلاب والثورة والدورة العصبية
صفوان سلام
ناصر قنديل
اليمن سيبقى مصدرَ الكلمة الفصل
ناصر قنديل
محمد علي الحوثي
مقال رئيس اللجنة الثورية العليا في الواشنطن بوست ..
محمد علي الحوثي
المزيد