قد يكون العنوان في حَــدّ ذاته يعتبر مجازفة أن يكتب بهكذا لغة، ولكن هذا كان في العقود الماضية، عندما كان لا يتجرأ أحد أن يواجه أمريكا ويقول لها كفاكِ جُرمًا، وقتلًا، ودمارًا للشعوب.
لكن اليوم وفي ظل المسيرة القرآنية وقائدها السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله- فقد قالها مراراً وتكراراً، إذَا ارتكبت أمريكا أية حماقة، وغامرت بأي عمل عسكري مباشر تجاه بلدنا فَــإنَّنا سنواجهها، وسندمّـر أساطيلها وبوارجها العسكرية ومصالحها أين ما وُجدت.
بل إننا ننتظر هذا اليوم أن يأتي بفارغ الصبر، وهو أن نكون وجهاً لوجه للعدو الأمريكي، الذي يتستر ويتوارى خلف أذرعه وأذنابه في المنطقة وعملائه، من ينفذون مخطّطاته ومشاريعه، ولكن هَـا هو اليوم قد أتى وسنواجه أمريكا، وسنقاتلها، وأنها بحماقتها هذه تكتب زوالها ونهايتها التي باتت أقرب من ذي قبل.
فمن يتابع مجريات الأحداث الداخلية في أمريكا سيدرك أن هيمنتها وغطرستها وتحكمها بالعالم قد انتهت، وأن حكم القطب الواحد قد ولّى، فأمريكا اليوم أضعف وأوهن من بيت العنكبوت، ارتفاع البطالة، زيادة المديونية، إفلاس الشركات، ارتفاع حالات الانتحار والاغتصاب، والتفرقة العنصرية، ازدياد حالات القتل، تفكك المجتمع الأمريكي وانقسامه أكثر مما هو مفكك ومنقسم، الاختلافات السياسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وبين أعضاء كُـلّ حزب.
كلّ هذه الأحداث تنبئ بقرب نهاية حقبة حكم أمريكا للعالم والتحكم بمصير الشعوب.
حرب غزة و”طُـوفان الأقصى” لن يقضي على “إسرائيل” وحسب ولكنه سينهي تواجد وسيطرة أمريكا على دول المنطقة، وستكون مصالحها في خطر تام.
وإن التحالف الذي تسعى أمريكا لإنشائه؛ بذريعة محاربة الخطر الحوثي كما يزعمون وتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، لن يكون أكثر من ظاهرة إعلامية وقد مات قبل أن يولد، وذلك بامتناع عدة دول من المشاركة في هذا التحالف، والذي يهدف إلى حماية “إسرائيل”، والدفاع عن مصالحها ومصالح أمريكا.
أما الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب فهي آمنة، وأن أكبر تهديد لها هو وجود البوارج والسفن وحاملات الطائرات الأمريكية، فحيثما وجدت أمريكا وجد الإرهاب والقتل والدمار والتاريخ يشهد بذلك.