بالأمس تم تشكيل تحالف عالمي بقيادة السعوديّة والإمارات ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل تحت مسمى عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن، وجاء الإعلان عنه من واشنطن عاصمة الشيطان الأكبر.
واليوم ومع العدوان الصهيوني على غزة رقد العالم مكتفياً وباستحياء بالشجب والاستنكار والمطالبة بفتح المعابر وإدخَال الأكفان لأبناء غزة، وبكل وقاحة يساوون بين الجلاد والضحية، بل إن معظم أنظمة العالم جعلوا من الضحية جلاداً وإرهابياً.
وعندما استشعر اليمن الخطر الذي يتهدّد ليس غزة وفلسطين فقط وإنما المنطقة بكلها والإقليم؛ جراء العدوان الغاشم والصلف الصهيوني الذي يُرتكب بحق أبناء غزة، مستهدفاً كُـلّ شيء فيها، مركزاً على الأحياء المدنية والنساء والأطفال التي بلغ عدد الشهداء إلى ما يزيد عن عشرين ألف شهيد، وهو ما جعل اليمن شعباً وقيادة ثورية وعسكرية وسياسية يستشعرون مسؤولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى، وأعلنوا وقوفهم الدائم والمباشر مع أبناء غزة شعباً ومقاومة ووجهوا ضربات موجعة للعدو الصهيوني في الأراضي المحتلّة وعمليات في البحرين الأحمر والعربي؛ تضامناً مع أبناء غزة، واشترطوا رفع الحصار وإنهاء العدوان على غزة مقابل إنهاء العمليات الباليستية والمسيّرة وتوقيف استهداف السفن والقطع البحرية الخَاصَّة بالصهيونية.
هنا ضج عالم النفاق واعتبروها حرباً ضد القوانين الدولية، متناسيين العربدة الصهيونية ضد أبناء غزة حرباً وحصاراً، وقبلها أمريكا في العراق وأفغانستان وغيرها من البلدان، وكذا السعوديّة وعاصفة الحزم ضد اليمن ظلماً وعدواناً، تم خرق وإحراق القانون الدولي وتمزيق الاتّفاقيات الإنسانية والحقوقية.
ولكن عندما شعروا بالخطر الذي يتهدّد إسرائيل إن استمر عدوانها على غزة سارعوا لتشكيل تحالف عسكري لحماية السفن الإسرائيلية، وفي الوقت الذي أعلن عن عاصفة الحزم من واشنطن خدمة للشيطان، فقد تم الإعلان عن هذا التحالف من تل أبيب، من وكر الإرهاب، ما يدل على التنسيق بين هذا وذك، وفي سبيل الشيطان في أمريكا وإسرائيل تُشكل التحالفات وإن كانت بمسميات إسلامية وعربية كهذا التحالف العربي الإسلامي العسكري، الذي أعلن عنه في السعوديّة تحت مسمى محاربة الإرهاب.
وتزامناً مع تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب سعت أمريكا وإسرائيل إلى تشكيل تحالف عسكري لحماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر والعربي.
هكذا تجد قوى الاستكبار والعربدة تفتك وتقتل وتدمّـر وتحتل وتستبيح الحرمات باسم مكافحة الإرهاب، وهي من تدعم وتمول وتسلّح الإرهاب الوليد والصهاينة، وأنشأت التنظيمات والجماعات الإرهابية ذات الصناعة الأمريكية والإسرائيلية.
وبالنسبة للعمليات العسكرية اليمنية فهي مدروسة الهدف والتوقيت وبدقة عالية توجّـه القوات البحرية اليمنية عملياتها في المياه الإقليمية اليمنية في باب المندب والبحرين الحمر والعربي، ضربات مدروسة وبتخطيط وحكمة قيادية وحنكة قتالية غير مسبوقة في قاموس الحروب.
فمع كُـلّ عملية تستهدف من خلالها القطع البحرية الإسرائيلية فدائماً ما يسبقها رسائل تحذيرية لتلك القطع المتعلقة والداعمة للكيان الصهيوني.
في حال تورط الأمريكي في حرب مباشرة مع اليمن فستكون ورطته الأخيرة بإذن الله وستغرق أمريكا وربائبها في البحر الأحمر، وهي أمنية الشعب اليمني أن يخوض الحرب المباشرة مع الصهيوني والأمريكي “رأسًا برأس” لا عن طريق أذرعهم وأدواتهم في الخليج ومرتزِقتهم في الداخل اليمني.