مآلُ الطًُهرِ والنسلِ الطَهورِ
وسيدَةُ النساءِ مدى العصورِ
وثالثةُ الكساءِ وروحُ طه
وأمُّ النَّيرَينِ وكلِّ نِورِ
بِحِجرِ خديجةَ الكُبرى أهلَّت
وفي حجرِ النبي خيرِ الحُجورِ
تبسَّمَ ثغرهُ الوضَّاءُ سِنَّاّ
ليغمُرَ بهجةً عُمقَ الصدورِ
بمولدها ولاحَ سرورُ طه
وفاضَ بها الوجودُ منَ السَّرورِ
وباركِتِ السماءُ ومن عليها
وما انفكَّ الصَفيرُ عنِ الطيورِ
ونادى من مدى الآفاقِ داعٍ :
ليحفظْكِ الحفيظُ من الشرورِ
هيَ الزهراءُ في القرآنِ وحيٌ
وفي الإنجيلِ بُشرىً والزبورِ
قرينةُ حَيدرِ الكَّرارِ أكرِم
ببابِ العلمِ ضرَّابِ النُّحورِ
هي الزهراءُ ساميةُ المعاني
سماوِيَةُ المناقبِ والشعورِ
توهَّجَ نورُها في كلِّ داجٍ
كما يجلو الشعاعُ منَ البُدورِ
هيَ الحوراءُ نيِّرةُ السجايا
ومشكاةٌ لربَّاتِ الخُدورِ
مِثالُ القانتاتِ ولبُّ فضلٍ
ونهجٌ للسديدِ من الأمورِ
وكم من نُسوَةٍ قد ضعنَ لمَّا
أضعنَّ اللُبَّ في طلَبِ القشورِ
جهِلنَ الإقتداءَ ببنتِ "طه"
فسِرنَ بتيههنَّ إلى السُّفورِ
وفاطمُ للعفافِ طريقُ صَونٍ
لعفَّةِ أمَّةٍ وزكاءِ دُورِ
وحصنٌ للهدايةِ أيُ حصنٍ
كما بضعِ النبيِّ وأيُّ سُورِ
وما بالُ الزمانِ وكيفَ أضحَت
بهِ الأبكارُ باهضةَ المُهورِ
وقد سنَّ النبيُّ المَهرَ يُسراً
وزوِّجَتِ البتولُ على اليسيرِ
وباتَ الأتقياءُ ببيتِ عُجفٍ
وأقرانُ الشقاوةِ في القُصورِ
ترى بجراءَ لاهِيةً غَروراً
تنَعَّمُ بالرغيدِ من الغَرُورِ
وتُعقِبُ كلَّ نَعماءٍ جحوداً
لباريها وترفُلُ في فُجورِ
وبنتُ محمدٍ خيرِ البرايا
بصبرٍ تبتغي وجهَ القديرِ
ومن دينٍ تُقيمُ الليلَ شُكراً
ومن زهدٍ تنامُ على الحصيرِ
وتقنعُ بالزهيدِ على زكاءٍ
لِتسمو بالمقامِ لدى الشَّكورِ
وماظنَّت بشَطرِ الخبزِ يوماً
كظنِّ المُترَفينَ على الجَزورِ
وبالإيثارِ مُطعِمَةً يتيماً
ومسكيناً وتُطعِمُ للأسيرِ
تكسَّت بالحياءِ إذا تكسَّت
سواها بالحُليِّ وبالحِريرِ
فحلُّ الخيرُ منها حيثُ حلَّت
وقحلُ الأرضِ أعشبَ بالزَّهورِ
وظُلَّت بالنخيلِ ديارُ قومٍ
وكانت قبلَ ذاكَ ديارَ بُورِ
ولكنِّ الخلائِفِ لم يؤدُّوا
لها ما أسلبوهُ بقولِ زورِ
فتمنَعُ مَبلغَ الميراثِ عنها
نفوسٌ غيرُ مُوفِيَةِ النُّذورِ ؟!
وما جرُّوا سوى أحمالِ وزرٍ
يُضاقُ بوِسعِها وسعُ القبورِ
ويومَ يَرونَ ماعاثوهُ إذ هم
تداعَوا بالهلاكِ وبالثُّبورِ
ويبقى فضلُ فاطمةٍ جلياً
إلى يومِ التغابُنِ والنُّشورِ
عليها والنبيّ صلاةُ ربي
وحيدرَ والبنينِ مدى الدَّهورِ
وفوحي يابسيطةُ من شذاهُم
ودوري أيُّها الأفلاكُ دوري
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين
#فاطمة_الزهراء
#ذكرى_ولادة_السيدة_الزهراء ١٤٤٥ه