لم يكن غريبا على بلد كثرت فيه التجاذبات الإقليمية والدولية وبات مسرحا لهذه التجاذبات أن يعلم الجميع أن هذا الوطن مهزوم فينتصر، فهذا البلد المستهدف والذي يمثل وزنا كبيرا في الميزان الجغرافي في المنطقة يشده المد والجزر في إقحامه في صراعات جانبية المستفيد الأول والأخير منها العدو الأمريكي، حيث يقضم الأرض وينهب الثروات وينتهك السيادة ويبني القواعد وينشر التفجيرات ويثير النعرات والفتن وهو رأس حربة في هذا العدوان، قد علمنا نحن اليمنيون أن فعل التقسيم لن يجدي نفعا طالما أن الأوطان برسم الصمود والمقاومة لها حد تنتهي عنده القسمة، فالجزء الذي لا يتجزأ من الأوطان يفجر أكبر انتفاضة ويصنع معجزة النصر، فاليمن أصغر حقا من أن يجزأ لكنة أكبر من أن يخضع ويهضم ويبتلع، فدروس الصمود ضد العدوان تؤكد على حتمية النصر بالأولوية القطعية وهي أبلغ طريقة للتأكيد على أن ما لا يقهر في تقدير صناع الأوهام والمرجفين قابل أن يقهر شر قهر، وان ما لا ينتصر في تقديرهم قابل أن ينتصر أعظم انتصار فما حصل في الساحل الغربي مثل مفاجئة للأمريكي وأدواته القذرة من السعودي والإماراتي وكسر أهم فقرة في العمود الفقري للمؤامرة مما تسبب في شل قدرة العدوان وإعلان الفشل والاعتراف بصعوبة المعركة فكسر جبروت أمريكا ودفنت جحافلها في الرمال، وهذا بفضل الله وفضل سواعد رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية، وأبناء تهامة الشرفاء وأبناء القبائل الذين توافدوا من كل منطقة للدفاع عن الساحل الغربي وبالتحرك الشعبي والوعي والبصيرة في إفشال المؤامرات.
وبالتالي قوة الشعوب فوق كل قوة ولا تستطيع أي قوة في هذه الأرض أن تقهر الشعب اليمني لان إرادته قوية وصلبة، ويتحرك في الاتجاه الصحيح لا يبالي بالضجيج الإعلامي الموجه والهادف إلى إضعاف عزائم الشعب اليمني والتقليل من الانجاز تلو الانجاز الذي يصنعه الشعب جنبا إلى جنب مع القائد الذي يزداد حبه في قلوب اليمنيين يوما بعد يوم، والذي تحرك مع شعبه في إسقاط قوى الإجرام والفساد وواجه قوى الغزو والاحتلال لتتجلى بعدها العظمة وتلوح في الأفق بشائر النصر وينتصر الشعب وتنتصر إرادته وتبقى اليمن في الخارطة كما هي حرة مستقلة وبهذا صنع الشعب اليمني بتضحياته ويده المستقبل المشرق بعيدا عن الهيمنة والوصاية الخارجية.