الجوع صناعة أمريكية، وفكرة يهودية قديمة، والرأسمالية كنظام سياسي ومالي بكل ما تحمله من أفكار ونظريات ليست سوى وسيلة من وسائل اليهود في ممارسة الفساد والنهب والاستحواذ والاحتيال الاقتصادي.
والرأسمالية قائمة على صناعة الأزمات والحروب كوقود لاستمرار هيمنتها على الآخرين، ومن هنا جاءت فكرة تعريف المشكلة الاقتصادية ــ وفقاً للطرح الرأسمالي ــ بأنها تكمن في ندرة الموارد الغذائية والثروات وشحة الغذاء في الأرض.
ولقد تبين أنّ اليهود هم من يروج للندرة لتحقيق أهداف تجارية وأطماع مالية بحتة، وهذا معروف عنهم في تأريخهم، ففي الماضي البعيد قالوا بأن {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}، {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [1] سبحان الله وتنزيهاً له وتعالى عما يقولون علواً كبيراً..
قال الله تعالى عنهم: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُـــــــولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُـــــــــوا بِمَا قَالُــــوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَـــرْبِ أَطْفَأَهَـــــا اللَّهُ وَيَسْعَــــوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَــــادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). سورة المائدة: (الآية 64).
والواقع يؤكد افتراء اليهود، وكمية الإنتاج السنوي من الغذاء وحجم الطعام والأغذية التي يتم إهدارها سنوياً تبلغ بنا درجة اليقين بأن المشكلة ناتجة في الأصل عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وغياب عدالة التوزيع. فالهند هي الدولة الثانية على مستوى العالم الأعلى إنتاجاً وتصديراً للمحاصيل الزراعية، ومع ذلك يوجد فيها أكثر من ثلاثمائة مليون من الفقراء المحتاجين للطعام.
كما أنّ غياب عدالة التوزيع، وظلم كبار الملاك من اليهود، ممثلاً بجشع واحتكارات (الشركات الغربية)، هي من يصنع الجوع وليس بخل الطبيعة، كما يدعي اليهود.
وستبقى الحقيقة بأن الجوع في أشكاله الكبرى مرتبط بالاحتلال والاستعمار وبأنشطة الشركات الزراعية والغذائية العالمية الكبرى التي تمتلك أكبر المناطق الزراعية في العالم، وتسيطر على البذور، وتمتلك شركات إنتاج المبيدات والأسمدة، ومراكز الأبحاث الزراعية والغذائية، ولقد تبين وجود علاقة بين المجاعات وبين قوى الاحتلال والغزو الغربي ومنها تلك الأزمات التي تعرضت لها الهند مرات عديدة إبان الاحتلال البريطاني وفي عدد من الدول والمناطق من العالم.
وفي معظم البلدان المستهدفة من قوى الاستكبار الغربية تم تعطيل الكثير من الأنشطة الزراعية بهدف ربط مصير الجميع بقوى الهيمنة الغربية وبمنتجات شركاتهم الاحتكارية.
من يستفيد من صناعة الجوع؟
أمريكا والشركات العالمية الكبرى هي الذي يستفيد من الجوع والأزمات، وفي هذا الإطار تفرض أجندتها بوسائل عديدة، بعضها من خلال المساعدات، وأخرى عبر البنك الدولي وصندوق النقد والمنظمات الدولية، التي تعمل جميعاً في إطار استمرار هيمنة الرأسمالية على الشعوب والبلدان.
إنّ الجوع صناعة أمريكية يتم انتاجه وتصديره في ظل توفر الغذاء وإهدار كميات كبيرة من الطعام حيث تهدر سنوياً إلى مكبات النفايات، وبسبب أطماع اليهود يتم تجويع أكثر من مليار شخص.
إنها جريمة جسيمة تكشف سوء اليهود وقبحهم وفسادهم، وتعكس قبح النظام الرأسمالي وبشاعته وظلمه وعدم صلاحيته كنظام سياسي ومالي لأنه يمتهن كرامة الإنسان، ويقوم على الحروب والإجرام وزعزعة استقرار العالم.
تم إخراج الكثير من المناطق وتعطيلها عن الإنتاج الزراعي في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية خلال السبعين سنة الماضية، وتمت إحالة بلدانها إلى مستوردين لمنتجات الشركات الغربية.!!
ومنذ وقت مبكر بدأت مؤامرة الرأسمالية على الغذاء من خلال المنظمات الغربية وعبر نشاطها في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ومن الأعمال التي قامت بها المنظمات بالشراكة مع وسائل الإعلام التابعة للوبي الصهيوني عملية إحداث تغيير في قائمة مائدة الطعام، وإدخال تعديلات في النمط الغذائي للشعوب والبلدان بطريقة تجارية مخادعة بخلاف ما كان في ثقافتها؛ لقد تم ربط تغيير نمط غذاء الشعوب بخداع تجاري وتسويق ناجح لقائمة من منتجات الشركات الغربية بشكل مدروس بما يحقق ويعود على اللوبي الصهيوني بأكبر قدر من الربح والمكاسب.
فقارة أفريقيا وعدد من مناطق آسيا والشرق الأوسط تم إخراجها من فاعلية الإنتاج الزراعي والغذائي، وتم تحويل بلدانها وشعوبها إلى الاستيراد والاستهلاك لما تنتجه الشركات الغربية الكبرى.
وما تبقى من مناطق خصبة كبيرة تعرضت لبرامج المنظمات وخضعت للعبث والتخريب المتعمد من اللوبي الصهيوني وأدواته المكلفين بإغراق المشاريع في المشاكل لينتهي بها المطاف تحت السيطرة عليها وتحول ملكيتها للشركات العالمية المتعددة الجنسيات.
إنَّ الجائعين لا يحتاجون سوى عدم وضع العقبات أمامهم، وإزالة المؤامرات المصنوعة التي جاء بها طمع الملاك اليهود، واحتكارات شركاتهم الرأسمالية المدمرة.
واستمرار انتشار الجوع ومؤامرات التجويع في العالم هي جريمة تدين الأنظمة والحكومات، وكافة المؤسسات والمنظمات الإنسانية في العالم كله، ومسؤولية التصدي لها ستبقى قضية الشرفاء الأحرار في العالم.
أهم استثمارات اليهود
المجالات الاستثمارية الأهم في قائمة اللوبي الصهيوني المسيطر على ثروات العالم، والمالك لمعظم أسهم الشركات الكبرى، وعلى رأسها مجموعة الـ S&P 500 الخمسمائة شركة الأهم على مستوى العالم..
معظم الشركات يديرها اللوبي الصهيوني عبر صندوق بلاك روك (BlackRock)، وهو أكبر صندوق استثماري على مستوى العالم.
وتتوزع استثمارات اليهود في مجالات شتى، لكنها تتركز أكثر في المشاريع ذات الربحية العالية، ذات الدورة الإيرادية المستمرة والأسرع، ومجالاتها الرئيسية ثلاثة، وهي:
إحصائيات العبث بالغذاء وإهدار الطعام في العالم
تبلغ مساحة إجمالي الأراضي الزراعية في العالم أكثر من خمسة مليارات هكتار، وهي تعادل ثلث مساحة الأرض، لكن نسبة ما يتم زراعته منها 25% فقط، وبقية المساحة مازالت مُرُوج ومراعي وأراضي متروكة.
وتبلغ التكلفة الاقتصادية المباشرة لفقد الغذاء وهدر الطعام، ما قيمته 750 مليار دولار أمريكي، على أساس أسعار المنتجين فقط (أسعار الجملة).
يمكن إطعام جميع الجياع في العالم - البالغ عددهم ما يقرب من مليار شخص - بأقل من ربع الطعام الذي يتم إهداره في أمريكا وأوروبا فقط.
ثلث إجمالي الأغذية المنتجة في العالم - حوالي 1.3 مليار طن - يتم فقدانها أو إهدارها كل عام.
ما يقرب من 30 إلى 40 % من الأغذية التي ينتجها المزارعون في جميع أنحاء العالم لا يتم استهلاكها أبدًا.
الأغذية المنتجة غير المأكولة تشغل ما يقرب من 1.4 مليار هكتار من الأراضي، أي ما يقرب من 30% من مساحة الأراضي الزراعية على مستوى العالم (التي تدخل في صناعة الأعلاف وأغذية الحيوانات والدجاج مثل الذرة الصفراء).
تُستخدم كمية 25% من المياه العذبة في العالم في زراعة وإنتاج أغذية لا تؤكل أبدًا.
تؤكد الدراسات أن المياه المستخدمة لإنتاج الغذاء (المهدر)، الذي لا يتم الاستفادة منه يمكنها أن تغطي احتياج 9 مليارات شخص في العالم، بمعدل 200 لتر تقريبًا للشخص الواحد يومياً.
إهدار الطعام والأغذية في أمريكا
تبلغ كمية الطعام الذي تتلفه المطاعم في الغرب سنوياً - في (أوروبا وأمريكا) فقط - أكثر من 244 مليون طن، كما تتلف المحلات التجارية أكثر من 118 مليون طن من الأغذية والطعام بسبب انتهاء صلاحيته في مخازنها!
وتتلف الأسر في أمريكا وحدها كميات طعام تزيد عن 60 مليون طن كل عام، ووصلت قيمة كمية الطعام الذي يتم إهداره سنوياً فيها ما يقرب من 218 مليار دولار.
ويقدر حجم الطعام الذي يتم إهداره في أمريكا بما يتراوح بين 30 إلى 40% من الإمدادات الغذائية، وبحسب تقديرات وكالة حماية البيئة الأمريكية أنه في عام 2018م، تم تحويل 2.6 مليون طن من الطعام إلى سماد، وهذا يمثل 4.1% فقط من الطعام المهدر.
هذا العبث يحدث مع وجود ما يقارب من 60 مليون أمريكي في حاجة يومية إلى الطعام، بالإضافة إلى 10 ملايين طفل أمريكي يعانون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي.!!
ولا تقتصر ظواهر الإسراف على الغرب وحده، بل تنتشر في معظم البلدان العربية والإسلامية للأسف الشديد.
حجم الإنتاج الزراعي السنوي العالمي
أعلى المحاصيل من حيث القيمة هي:
الأرز (752مليون طن، بقيمة 332 مليار دولار).
الذرة (1127مليون طن، بقيمة 191 مليار دولار).
القمح (748مليون طن، بقيمة 168 مليار دولار).
فول الصويا (336مليون طن، بقيمة 107 مليارات دولار).
البطاطس (357مليون طن، بقيمة 92.7 مليار دولار).
أهم المنتجات الزراعية من الثروة الحيوانية من حيث القيمة هي:
اللحوم البقري (64.6 مليون طن بقيمة 269 مليار دولار).
حليب البقر (666 مليون طن، بقيمة 238 مليار دولار).
لحم الدجاج (107 ملايين طن، بقيمة 192 مليار دولار).
البيض (74.2 مليون طن، بقيمة 93.6 مليار دولار).
القائمة أعلاه هي للكميات التي دخلت في التبادلات التجارية بين البلدان خلال سنة واحدة 2018م فقط.
مؤشرات ارتفاع انتاج الثروة الحيوانية على مستوى العالم من 1960م إلى 2020م.
كما أن المؤشرات تؤكد استمرار ارتفاع في إنتاج الموارد بالتزامن مع ارتفاع أعداد السكان، {وقدَّر فيها أقواتها}.
وحجم هذه النعم التي سخرها الخالق للإنسان تؤكد الوفرة، كما أنها مستمرة بشكل دائم، هذه الكميات مستمرة سنوياً لا يعتريها نقص ولا ضرر إلا بفعل مبيدات أو أسمدة مما تنتجه وتصدره الشركات الغربية التابعة للوبي الصهيوني.
وهذه الوفرة منذ أن خلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض، والأرقام تدحض المفهوم الذي ينشره الغرب الكافر عن نقص الموارد الغذائية وما يسمونه ببخل الطبيعة، فهذه الأرقام تشهد لله الكريم بالتنزيه والتقديس عما يقول اليهود، {لعنوا بما قالوا}. *
*من كتاب المشكلة الاقتصادية -الأسباب والحلول-للباحث محمد محمد أحمد الآنسي
*نقلا عن : المسيرة نت