بقلم: صادق سريع*
في ظل التخبّط السياسي المخيّب لآمال الصهيونية العالمية، للولايات المتحدة العظمى والإمبراطورية، التي قيل عنها “لا تغيب عنها الشمس”، والفشل العسكري الذريع في البحرين الأحمر والعربي، والعدوان على اليمن، تلجأ أمريكا إلى صنع الفخاخ، وزرع المكائد؛ لتأليب الرأي العالمي على صنعاء.
مُنذ اليوم الأول لمعركة البحرين الأحمر والعربي، بدأت أمريكا تهديد الملاحة الدولية بعسكرة المياه الإقليمية وزعزعة الأمن البحري، وشيطنة العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، مروراً بمحاولات تسميم العلاقات الدولية، المسمومة أصلاً، خاصة مع تلك الدول المشاطئة تحت مسمى “تضرر المصالح”، انتهاءً ببث شائعات “تعطل كابلات الإنترنت الدولية” في أعماق البحر الأحمر، وإلقاء اللوم على اليمن.
في المقابل، نفت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في صنعاء، الثلاثاء الموافق 27 فبراير 2024، صحة ما تروّج له وسائل الإعلام الصهيونية، بشأن مزاعم تعرض عدد من الكابلات البحرية الدولية في البحر الأحمر لاستهداف، يوم السبت الماضي/ 24 فبراير 2024.
وجددت صنعاء تأكيد حرصها على تجنيب الكابلات والخدمات الدولية لأي مخاطر، مبدية استعدادها لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لصيانتها.
وأوضحت في بيان صحفي -نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)- أنّ قرار منع مرور السفن الصهيونية لا يشمل السفن التابعة للشركات الدولية المرخّص لها بتنفيذ الأعمال البحرية للكابلات.
وادّعت صحيفة “غلوبس” الصهيونية تضرر أربعة كابلات اتصالات في البحر الأحمر ما بين مدينة جدّة في السعودية ودولة جيبوتي في شرقي أفريقيا، إثر عمليات القوات المسلحة اليمنية.
وتشدد حكومة صنعاء على ضمان حركة الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب لجميع السفن، باستثناء سفن “إسرائيل”، والمتجهة إليها، وسفن أمريكا وبريطانيا حتى وقف العدوان على غزة واليمن.
في رأيي، إن كان هناك ضرر على مصالح الدول في البحرين الأحمر والعربي بفعل العمليات، التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد سفن الكيان الصهيوني والدول المشاركة في العدوان على غزة واليمن -كما تروّج أمريكا وتدّعيه تلك الدول- فعليها أن تتحمل ثمن صمتها تجاه الجرائم اللإنسانية للكيان الصهيوني.
أليس اليمن تقوم بما يقتضيه واجبها الديني والأخلاقي والوطني والعروبي والضمير الإنساني الحي بالدرجة الأولى، الذي يُفترض على تلك الدول، التي تتباكى على مصالحها، القيام به دون تردد أو خوف؟
إذا كانت فعلا دول ذات سيادة، فلتثب ذلك، وتنقذ إنسانيتها -إن بقي لديها شيء منها.
ألا تستحي تلك الدول، التي ترقص على دبكة الطبل الأمريكي، وهي تشاهد ما يتعرض له شعب بأكمله لكل أعمال وأشكال وأصناف الذبح والقتل والتنكيل والتجويع، والأسر والتشريد والتعذيب الممنهج؟! وكأن العالم يستمتع بمشاهدة أحداث فيلم “الفريسة والأسد”، كأنّ على رؤوسهم الطير.
أليست دساتير تلك الدول تتضمن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها، وحماية مصالحها، ورفض أشكال التدخل في شؤونها وشؤون الدول الأخرى، وحقها في تقرير المصير… الخ؟!
أليس تلك الدول، التي لا تتحرك إلا بإذن مسبق، ولا تصمت إلا بأمر شفهي، موقِّعة على اتفاقات ومعاهدات وقوانين دولية تخص حقوق وحرية الإنسان على كوكب الأرض، أو أن شعب فلسطين لا ينتمي إلى كوكبها؟!!
أليس من حق شعب فلسطين الدفاع عن نفسه ضد العدوان الصهيو – أمريكي، وطرد الاحتلال، ووقف المجازر الدموية، ووقف عداد الموت الذي لا يتوقف على مدار الساعة، واستعادة أسراه، وتحرير أقصاه الشريف، وإعلان دولة فلسطين، وعاصمتها “القدس العربية”؟!
أليس لليمن الحق في نصرة القضية الفلسطينية، ومساندة مقاومتها الباسلة، ما دام العدوان الصهيو – أمريكي لم يتوقف عن جرائمه؛ حتى تحقيق أهداف قضية الأمة، ورفع العلم الفلسطيني في مدينة القدس؟
وبعد أن تغيَّرت المعادلات الدولية، متى تغيّر أمريكا سياستها الرَّعناء؟
نقلا عن : السياسية