آخر الأخبار
الجبهة الثقافية
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الجبهة الثقافية
اليمن يُعيد التوازنات في ظل الخذلان والتفرد بغزة
اليمن يُعيد التوازنات في ظل الخذلان والتفرد بغزة
أشكال الابتزاز السياسي لأمريكا
أشكال الابتزاز السياسي لأمريكا
من “صفقة القرن” إلى معجزة القرن.. الوعدُ الإلهي
رابعةُ التصعيد اليماني من منطلق إيمَاني وأخلاقي
الميزةُ الأهمُّ لرابعة التصعيد اليماني
الميزةُ الأهمُّ لرابعة التصعيد اليماني
بتوقيتِ غزة.. موقفٌ غربي ومَوَاتٌ عربي!
فلسطين المحتلة: صحوة الغرب؟
فلسطين المحتلة: صحوة الغرب؟
صحيفة روسية: الأمريكيون يخوضون حرباً عمياء في اليمن وتنقصهم المعلومات الاستخباراتية
صحيفة روسية: الأمريكيون يخوضون حرباً عمياء في اليمن وتنقصهم المعلومات الاستخباراتية
أمريكا تعترف بالهزيمة في البحر الأحمر
أمريكا تعترف بالهزيمة في البحر الأحمر
معاركُ اليمن اليوم ستُخلَّدُ في التاريخ
معاركُ اليمن اليوم ستُخلَّدُ في التاريخ

بحث

  
غزّة تستنهض محكمة الضمير العالمي
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: شهرين و يومين
الأربعاء 06 مارس - آذار 2024 08:55 م


علي عوباني*

لم تشهد الدول الغربية من قبل انتفاضة شعبية عارمة داعمة لأي قضية عالمية بمستوى ما تشهده اليوم من تظاهرات احتجاجية دعمًا لغزّة وأبنائها.. إنه "ربيع فلسطين".. غير أنّ هذه الصحوة الغربية، ولو أتت متأخرة، قابلتها غفوة عربيّة في التفاعل مع قضيتّهم الأم وبرودة مستغربة إزاء حجم الهمجية الصهيونية في غزّة. ويكفي مقارنة مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة، في أيلول العام 2000 يوم هزّ الضمير العربي وحرّك شارعه من أدناه إلى أقصاه، مع ما يجري اليوم من تكرار للمشهد ذاته آلاف المرات من دون أن ينتفض الشارع العربي لكرامته وعزته ومن دون أن يذرف دمعة واحدة على أشقائه الذي يُقتلون بدم بارد، كأنّ ما يجري لا يعنيهم وكأنّهم تشرّبوا ثقافة الذل والانهزام أمام العدو.

صحيح أن ما أقدم عليه مناصرو غزّة، في الدول الغربية، من مواقف مشرفة عرّى الديمقراطية الغربية وكشف زيفها، لكنّه أحرج أيضًا العرب وفضح تقصيرهم مبينًا أنهم ليسوا على قدر المسؤولية، فلا هم ناصروا غزّة ولا تظاهروا لأجلها بهمم عالية. هذا الانحدار المخزي في الرسم البياني في التحركات العربية قابله ارتفاع بوتيرتها في الشارع الغربي، وهو ما تمظهر بأشكال مختلفة، من طيار أميركي أحرق نفسه دعمًا لغزّة، من دون أن يبرز "بوعزيزي" عربي واحد، إلى رئيس البرازيل الذي رفع صوته صادحًا بنصرة غزّة من دون أن يصدر موقف عربي واحد يخرق جدار الصمت، إلى طرد كولومبيا سفير الكيان الغاصب من أراضيها، فيما الدول المطبعة لم تجرؤ على خطوة مماثلة ولم تجتج أو تسحب سفرائها من "تل أبيب"، إلى رفع جنوب افريقيا دعوى ضدّ "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية، بينما وقف العرب يتفرجون على إبادة غزّة ولم يحركوا ساكنًا.. ويوم تحركت جمهورية اليمن العربية وأغلقت البحر الأحمر، سارع العرب بأنفسهم إلى توفير البدائل لكسر الحصار عن كيان العدو..!!

كل ذلك يقود إلى أسئلة جوهرية منها: "هل أضحت فلسطين قضية الشعوب الغربية..؟ وأين هم العرب ممّا يجري اليوم في غزّة أين النخوة والحمية أين التفاعل والتضامن العربي؟! لما هم في سبات عميق؟! أين العرب اليوم؟ ألم يناصر بعضهم المؤامرة الكونية على سورية في العام 2011 ووثق تمويلها بـ300 مليار دولار؟! ألم يتآمر بعض هؤلاء على إيران مرارًا وتكرارًا؟ أين هم هؤلاء اليوم يتعاملون مع غزّة وكأنها في كوكب المريخ، أم أنهم لا يمتهنون سوى تغذية الفتن والتناحر في ما بينهم؟!

في غزّة أكثر من 30 ألف شهيد و60 ألف جريح. هدم العدو المستشفيات والمدارس وأعدم كلّ مقومات الحياة. ولا موقف عربي واحد مشرّف لا كلمة ولا إدانة، ولا حتّى دينار أو دولار عربي واحد لمساعدة أهلها الذين يتضورون جوعًا. حتّى حينما أرسلوا طائراتهم لإنزال المساعدات، رموها لأسماك البحر لإذلال أهل غزّة الشرفاء في لقمة عيشهم، بعدما أخذوا توقيع العدوّ في استعراض فولكلوري إعلامي ليس أكثر، لإبعاد وصم العجز عنهم، لجأوا إلى الإنزال الجوي كأنّ لا حدود ولا معابر تربطهم مع غزّة وخرجوا بعدها يتباهون ويتبجحون، وهذا بحد ذاته عار وشنار.. لا يستر عجزهم وخنوعهم؛ بل يعرّيهم ليس من قيم العروبة فحسب؛ بل من كلّ قيمة أخلاقية وإنسانية.. سيما وأن هذا الضعف هو السبب الرئيسي الذي جرأ العدوّ حتّى باتت غزّة بين سندان الصمت العربي ومطرقته.

هل بات 7 أكتوبر لا يعنيهم اليوم؟! أليس هذا التاريخ من عصر الانتكاسات العربية وآخر حروبهم ضدّ الكيان الذي تصدّت حماس للانتقام له بعد خمسين عامًا؟.. ألم يحرك هذا التاريخ وعيهم وينتشلهم من حال التبعية والارتهان التي قبعوا فيها وجرّهم لها خيار الاستسلام؟ فكم تحتاج الأنظمة والشعوب العربية اليوم من قرابين غزاوية كي تنهض وتصحو وتعود إلى قضاياها الرئيسة؟ كم تحتاج من دمار لتدرك أنها في خطر وأن العدوّ إن تمكّن من غزّة لن يوفرها حتّى لو حيّدت نفسها الآن؟ وكم تحتاج لتفهم طبيعة الغدة السرطانية المزروعة في منطقتنا، وأنها سر كلّ بلاوينا وكروبنا ومآسينا، وأن أطماعها بالحرب والسلم لا تقف لا تتغير ولا تتبدل؟ وأنها كيان لا يقرّ بحدود ما تزال تدغدغ أحلام قادته مشاريع توسعية قديمة مثل "دولة النهرين" (من النيل إلى الفرات) وتهويد القدس وجعلها عاصمة لإقامة "دولة يهودية".. فأين العرب اليوم من كلّ هذا، ولما يهرولون للتطبيع وبيع فلسطين وتضحيات ودماء شهدائها طوال خمس وسبعين عامًا؟ أين وفاؤهم على الأقل للدماء التي بذلتها جيوشهم لتحرير الأراضي العربية، مثل سيناء والجولان وكلّ شبر من لبنان وفلسطين؟ لما كلّ هذا الجفاء العربي عن غزّة، لما كلّ هذا البعد عن القضية الأساس؟!

في الخلاصة، لعلها من المرات النادرة التي تستفيق فيها محكمة الضمير العالمي- التي تحكم باسم الشعب- لا سيما الغربي على وقع هول المجازر التي ارتكبها العدوّ في غزّة.. فما يجري هناك اليوم أكسب فلسطين نقطة جوهرية في الحرب الدائرة تتمثل بصحوة الإنسانية وانكشاف العدوّ بالرغم من كلّ خداعه وأضاليله أمام الرأي العام العالمي.. لكنّه كشف، في المقابل، وبكل أسف، هشاشة الاهتمام العربي بفلسطين.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
د.شعفل علي عمير
المعادلةُ الدينية والإنسانية في مظلومية غزة
د.شعفل علي عمير
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صادق سريع
تساؤلات على طاولات أولياء طلاب المدارس الصيفية
صادق سريع
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
الجبهة الثقافية
أشكال الابتزاز السياسي لأمريكا
الجبهة الثقافية
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
"يزن".. الحقيقة المصرية العارية
الجبهة الثقافية
الثورة نت
لماذا الشعب اليمني دون غيره من الشعوب؟
الثورة نت
وفاء الكبسي
اليمن.. يوسف العرب بل العالم بأكمله
وفاء الكبسي
الجبهة الثقافية
قصص إنسانية مأساوية من واقع العدوان الإسرائيلي على غزة
الجبهة الثقافية
محمد الغفاري
سلاح “الوعي” .. ومواجهة مؤامرات الصهيونية
محمد الغفاري
أنس القاضي
اتجاهات الرأي العام الأمريكي المساندة للقضية الفلسطينية
أنس القاضي
المزيد