تتشابه هذه الأيام كثيراً مع الوضع الذي كان قائماً في محافظة صعدة إبان الحرب السادسة، وهي الحرب الأعنف والأطول من سلسلة الحروب التي شنها نظام صالح العميل بتوجيهاتٍ غربية.
رفض عفاش كل دعوات التصالح والهدنة بمناسبة الشهر الكريم، وأصر على مواصلة عدوانه على الأهالي في صعدة رغم حجم الدمار والمعاناة الإنسانية، ولم يكن يعلم حينها أنه يدق المسمار الأخير في نعشه الذي بدأ يتهاوى من الداخل، والسبب جرائمه بحق المسلمين في صعدة وما قبل صعدة.
وكان لصمود المجاهدين في تلك الحرب الأثر الأبرز في إسقاط نظامه، فقد تسببت الهزيمة بفقدانه لهيبته وتجرأ عقبها شركائه في السلطة على إهانته والمطالبة برحيله.
ولأن مِلة الطواغيت واحدة، ترفض “إسرائيل” اليوم أي دعوات لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك، وتصر على المضي في حربها على الشعب الفلسطيني المسلم في غزة، في عدوانٍ لا يختلف كثيراً في تفاصيله عن حرب صعدة السادسة، ولا شك بعدها أن النصر قادمٌ لا محالة، وبنفس السيناريو الإلهي بإذن الله.
وما نراه اليوم من تداعٍ داخل الكيان الصهيوني هو المؤشر الأكبر على قرب انهيار الصهيونية في فلسطين، وانحسار هيمتها على العالم بكله.
وبات من الواضح أن “إسرائيل” تعيش أضعف مراحلها، وأن عدوانها الراهن هو الأخير، وبمجرد أن يتوقف، فلن يعد بوسعها أن تشن آخر بحجمه سواءً في غزة أو جنوب لبنان.
بالمقابل لا تزال المقاومة الفلسطينية في أوج قوتها، ولا تحتاج للكثير من الإمكانات حتى تنفذ اجتياحاتٍ أخرى كتلك التي أنجزتها في 7 أكتوبر الماضي، وما ينتظره اليهود عندها هو المصير الأسوأ في تاريخهم الإفسادي الطويل.
ما يُعزز ذلك كله، أن صحوةً عالمية تتبلور ضد الهيمنة الأمريكية في العالم، وأضحى الجميع يُدرك خطورة ذلك على البشرية قاطبة، ويتجلى ذلك الوعي في حجم الإسناد والتفاعل للعمليات اليمانية في البحرين الأحمر والعربي، حيث تتلقى واشنطن أسوأ هزائمها العسكرية على الإطلاق، وتفقد مع كل سفينةٍ تُقصف حظاً من هيمنتها وهيبتها في العالم.
وكل الجهود من غزة وحتى اليمن ستتجسد بمشروعٍ إسلامي مضاد للمشروع الصهيوني، ويتغلب عليه عما قريب بإذن الله، لتبدأ بعدها مرحلة الهيمنة الإسلامية العادلة على كل العالم.
نقلا عن : السياسية