تحالف العدوان يرتكب جرائمه ومجازره عادة ثم يبحث عن ذريعة أو مبرر سرعان ما يثبت عكسه ، عدوانه الجوي على العاصمة ليل أمس وسط الاحياء المكتظة بالسكان كان بزعم تدمير مصانع الطيران المسير وعندما اتضح كذب تلك المزاعم الإجرامية وان الاماكن التي استهدفت مدنية ومنها مصنع بفك ومنازل مواطنين سقط فيها شهداء وجرحى ، فبرك تحالف العدوان اليوم أكذوبة جديدة مفادها أنهم قصفوا مقرات للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في العاصمة صنعاء ، ولعلها المرة الأولى التي يلجأ تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي إلى مثل هذا الزعم المناقض لخطابه الحربي وعناصره التبريرية لارتكاب جرائمه ومجازره في كل سياقاته الإعلامية العسكرية التي يعبر عنها الناطق باسمة وكذلك مسؤلوه السياسيون وصحافته منذ البداية .
لعل حشر إيران وحزب الله من قبل تحالف العدوان محاولة لتبرير جريمة الأمس بالعدوان على العاصمة وما سوف يليها من جرائم أمام الرأي العالمي واوساط الكونجرس الامريكي والاتحاد الأوروبي المطالبين بوقف العدوان والحصار على اليمن .
تحالف العدوان بادعاءاته الكاذبة باستهداف مقرات للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في العاصمة صنعاء لكي ينال الغطاء اللازم لمثل تلك الجرائم من الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على اعتبار المواقف المعادية لإيران في أمريكا والغرب ، وهو ما قد يشير إلى رغبة أطراف التحالف وداعميه بتجاوز اتفاق السويد المتعثر على اعتبار انهم نظروا للاتفاق كتكتيك تمت الاستفادة منه سياسيا وإنسانيا وعلى نطاق واسع ، وانه يمكن من خلاله ابتلاع الحديدة فعليا مع استمرار ماراثون التفاوض حول بنود الاتفاق الإنسانية وتوظيفها للضغط والمساومات على الطرف الوطني إلى ما لانهاية .
هذا الخلط السعودي الإماراتي الأمريكي المفضوح للأوراق ومحاولة إستنساخ تواجد عسكري لإيران وحزب الله على الواقع اليمني في ظل العدوان والحصار يأتي بنفس منطق وأسلوب الكيان الصهيوني في العدوان المستمر على سورية الذي يتبجح به نتانياهو عادة كما يتبجح به إعلام العدوان السعودي الإماراتي ،
ولا شك بأن تبرير إعلام التحالف السعودي الإماراتي العدوان على العاصمة بتلك الوحشية بأنه استهداف لمقرات الحرس الثوري وحزب الله يأتي كثمرة للتنسيق والتعاون العسكري السعودي الإماراتي مع الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن الذي لم يعد سرا ولا خافيا .
ثمة رغبة أمريكية بريطانية في استمرار واستثمار العدوان على اليمن لمزيد من أضعاف الشعب اليمني وإبقاء السعودية في المستنقع عرضة للاستنزاف المالي والقابلية للخضوع والابتزاز الامريكي الصهيوني في ملفات صفقة القرن والتصعيد ضد ايران الخ .
ثمة رغبة لدى تحالف العدوان ومرتزقته في طي صفحة اتفاق السويد تتضح في تعاطيهم السياسي والاعلامي مع الاتفاق منذ البداية ، وتتاكد من خلال ارتفاع كم ونوع الخروقات لاتفاق الهدنة في الحديدة ، وتعثر حلحلة كل الملفات الانسانية ،
استمرار التصعيد العسكري على مختلف الجبهات المواجهة ، واستمرار جرائم طيران العدوان ضد المدنيين بمختلف المحافظات والتي لم تنخفض كما ونوعا.
يبدو أن الإدارة الأميركية المازومة في الداخل تحبذ الهروب إلى افتعال مزيد من الأزمات في المنطقة العربية وتصعيد العدوان السعودي الأمريكي التحالفي على اليمن يأتي في هذا السياق ،
الأزمات التي تشهدها سورية وليبيا والعراق ولبنان والتصعيد ضد إيران لا يمكن فصلها عن العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن كمحصلة للاستراتيجية الأمريكية الغربية الصهيونية التي تدير الحروب والأزمات والفتن والصراعات بذات القوى الإقليمية والأطراف والوجوه والوسائل والآليات ولغاية محددة هي الهيمنة الاستعمارية المطلقة ودخول العصر الصهيوني الذي لن يتحقق لأن ثمة في الأمة أحرار وشرفاء ، وثمة من يقدم الدماء والتضحيات ويمتلك الوعي والبصيرة .