لم يكن التصعيد السعودي الأمريكي الإماراتي باستهداف الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، معزولا عن المسار السياسي وحالة النكوص والمراوغة في تنفيذ اتفاق السويد، ولا بعيدا عن الأجندات الأمريكية المعلنة بلسان وزير الخارجية مايك بومبيو ، بل ترجمة فعلية للأجندات العدوانية ذاتها التي بدأ واستمر بها الحال منذ اللحظات الأولى لشن العدوان على اليمن.
مما لا شك فيه أنّ تحالف العدوان يصعد من عدوانه وجرائمه في صنعاء والحديدة وصعدة وغيرها لا لإفشال السويد فقط، بل لأنه معتد وباغ ولا سبيل لرد الصائل ودفع الباغي إلا بالعدوان عليه، تصعيد أعاد به إنتاج ما سبق وارتكبه من فظائع وجرائم مروعة، ويكرر به مشاهد لفصول هزائمه وانكساراته المتعددة.
البروباغندا الإعلامية التي رافقت تصعيد تحالف العدوان _وإن كشفت عن ارتباك وتخبط داخل الغرف السوداء- تحضيرات لاستهداف المدن والأحياء وتدمير البنى وقتل المدنيين، مقرونة بسيل من الإشاعات وفي مسارات متوازية حيث نفي تهمة الانقلاب على السويد ، وإعادة إطلاق عناوين ذرائعية ، تتناوب بين تبرير الانقلاب على مسار سياسي مريب ، تم توظيفه للانتقال إلى مرحلة التصعيد وفق سياسة رمي الجزرة ووضع العصا.
ومما لا شك فيه أن لزيارة الوزير الامريكي علاقة بهذا التصعيد، وأن غرف العدوان التي يديرها ضباط أمريكيون هي من تدير الأوراق وتبادل بين الأدوار وتمازج بين الأدوات والوظائف لإنجاز وتحقيق الأهداف الخبيثة للعدوان.
ومما هو مؤكد أن تحالف العدوان اليوم ليس أفضل حالا مما سبق، فثمة عوامل استجدت لغير صالحه، وقبل أن تأتي نيران اليمنيين فإن الانسحاب وإيقاف العدوان والقبول بتسوية سياسية أوفر الحظوظ وأسلمها.