في الأيّام القليلة الماضية، أحيا أبناءُ شعبنا اليمني العظيم مناسبةَ ذكرى الشهيد والتي من خلالها نستلهمُ العطاءَ والبذلَ الذي قدّمه الشهداءُ من أجل إزالة الظلم وإحقاقِ الحَـقِّ..
ولأنها حقاً المناسبةُ الغاليةُ والعظيمةُ، أحببتُ أن أكتُبَ عن الشهيد والشهادة، فالشهيدُ هو مَن يشهدُ على عظمة المنهج وحكمة القيادة والمسيرة التي انطلق فيها.. فالشهداءُ العظامُ هم مَن شهدوا على عظمة المسيرة وعدالة القضية.. والشهادة هي وسامٌ وشرفٌ يمنحه الله لأوليائه فالشهيد يقدم حياته وهي أغلى ما يملكه رخيصة في سبيل الله ليحظى ويكافَأ بأعلى المراتب في الجنة ويفوز فوزاً عظيماً.. إنها فعلاً لحظاتٌ لا يمتطي صهواتها إلا من هو واثق أنه على الحَـقّ ويشهد على عظمة دين الله إنها لحظات يعجز عن وصفها البيان..
فما أعظمَها من منّة وما أعظمَ الشهادة في سبيل الله الناس تموت والشهيد حي يُرزق عند مليك مقتدر فما هي إلا ثوانٍ معدودة ويجتاز الشهيد قيود الحياة فينطلق حرا بروحه الطاهرة إلى الحياة الأخرى فيرى النعيم ما هو فوق البيان فتفتح له الجنان وترحب به ملائكة الرحمن هي لحظات يضمها المؤمن ضمة العاشق الولهان لا وصب ولا نصب إنها لحظات إيْمَـان تدفع به إلى الجنان لينام قرير العين مرتاح البال ضامن المستقبل رابح التجارة فهنيئا لك يا شهيد..
فالآيات الكثيرة التي تتحدث عن الشهادة وفضل الشهداء تعبر أجمل تعبير عن منزلة الشهيد وعلو مقامه ويظهر من خلالها أن الشهيد وصل إلى أعلى المقامات الإلهية وتحوطه العناية والرحمة الربانية بأعلى مراتبها.. ولذلك فإن الشهادة في سبيل الله مظهر من مظاهر رحمة الله ووسام وشرف لا يهديه الله سبحانه وتعالى إلا خاصّة أوليائه وذلك بعد اجتياز العديد من العقبات التي تحول بينه وبين ذلك المقام الرفيع..؛ ولهذا وفي مسيرتنا القُـرْآنية عائلة الشهيد تفتخر بالشهيد ومجتمعنا يهنئ هذه العائلة بوسام الشهادة والشرف العظيم الذي ناله الشهيد.. ولذلك أصبحت ثقافةُ الشهادة متجذرةً في هذه الأمة التي سعى الأعداء والطغاة إلى تركيعها وإذلالها..
وهنا أريد أن أقرب لكل باحثٍ يبحَثُ عن سر قوة أنصار الله وماهيتها بأن لا يتعب نفسه في البحث فقوتهم ترتكز على مقومين أساسيين هما عظمة المنهج والقيادة..