|
"الصهاينة" والنفاق الدولي الوقح..!!
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: 8 أشهر و 3 أيام الأحد 14 إبريل-نيسان 2024 08:57 م
يحق للصهاينة أن يهاجموا أي بلد في المنطقة، ويحق لهم أن يقتلوا من يرغبوا من العرب والمسلمين، ويحق لهم انتهاك سيادة أي دولة من دول المنطقة، وأن يقتلوا من شاءوا، من مواطني المنطقة عربا ومسلمين فلا تثريب عليهم، ويندرج كل هذا تحت يافطة (حق الكيان بالدفاع عن النفس)..!!
الكيان الذي أثبت النظام الدولي الراهن أنه فوق القانون الدولي، وانه كيان مباح له العربدة والقتل حيث يشاء وكيفما يشاء فلا يحق لأيٍ كان أن يعترض على ما يقوم به هذا الكيان أو ينتقد جرائمه فهو كيان يقدم نفسه بأنه (شعب الله المختار) وإنه يدافع عن (أرضه التاريخية) ويسوق أساطيره الزائفة برعاية النظام الدولي الذي ترعاه أمريكا والغرب الاستعماري المجرم..!!
وأمام جرائم الكيان التي لا يحتملها عقل ولا منطق ولم يأت بمثلها كل طغاة التاريخ، إذ تفوّق قادة الكيان اليوم بجرائمهم على جرائم (النمرود) وعلى جرائم ( فرعون) و (هولاكو) و (هتلر) وكل هؤلاء اتضح انهم مجرد تلاميذ إذا قارنا جرائمهم بجرائم قادة الكيان الحاليين الذين فاقت جرائمهم حتى جرائم أكابر مجرميهم من ( ابن جوريون) ، مرورا (بمناحيم بيجن)، وصولا إلى (شارون)..!!
ومع كل هذه الجرائم فإنها تندرج وفق القانون الدولي الوقح حتى البشاعة في سياق حق الكيان (الدفاع عن نفسه) وله الحق في فعل ما يريد، لكن ليس من حق أيٍ كان أن يرد على جرائم الكيان ولو كان طفلا فلسطينيا ألقى حجرة على كتيبة من جيش الصهاينة فإن ثمن إلقاء الحجرة هو قتل الطفل الذي ألقاها وتدمير منزل أسرته واعتقال بقية أفراد الأسرة بذريعة انهم (إرهابيون)..!!
تمادى الكيان على خلفية هزائمه أمام مقاومة فلسطين في غزة وأخفقت كل الطرق التآمرية التي حاول توظيفها لتحقيق ولو نصر وهمي، فاضطر للذهاب إلى دمشق التي تقصف من سنوات على يد هذا الكيان دون رادع، لكن هذه المرة ذهب ليقصف القنصلية الإيرانية في دمشق وحين رفض مجلس الأمن الدولي حتى مجرد إصدار بيان إدانة يدين هذه السابقة الدولية الخطيرة، التي فيها إهانة لكل الأعراف والقوانين الدولية، وإهانة لاتفاقيات ( مالطا وجنيف) ولكل مواثيق الأمم المتحدة وتشريعاتها، فقررت إيران الرد على هذا التمادي الصهيوني الوقح ولمجرد أن أعلنت طهران عن أهمية وضرورة الرد قامت القيامة ولم تقعد وعلى مستوى دولي ومن واشنطن إلى لندن وباريس وبرلين الكل يطالب بـ(ضبط النفس) فيما أمريكا تؤكد أن أمن الكيان مقدس ومثلها قالت ألمانيا وقالت لندن مثل قولهم، فيما فرنسا تضغط وبرعاية أمريكية غربية بهدف إقناع الأنظمة العربية بخطورة الرد الإيراني وعلى من؟ على (منطقة الشرق الأوسط)..!!
لأن الشرق الأوسط بنظرهم يعني الكيان الصهيوني لا غيره!!
زعم هذا الكيان ومعه أمريكا والغرب عام 1982م أن منظمة التحرير اغتالت سفيرا له في لندن فاستحق الأمر أن يغزوا هذا الكيان لبنان ويحتل العاصمة اللبنانية بيروت عقابا على قيام منظمة التحرير- حسب زعمهم- باغتيال سفير لهم في لندن وأيد الغرب هذا الإجراء العقابي الصهيوني واندرج في ذات السياق (حق الصهاينة في الدفاع عن النفس) لكن قصف قنصلية لدولة ذات سيادة موجودة في عاصمة دولة أخرى ذات سيادة، ومن قبل هذا الكيان، فإن هذا يستوجب (ضبط النفس)؟ وإن حدث وحصل الرد الإيراني فهذا يعتبر تهديدا وجوديا للشرق الأوسط..؟!
مؤسف أن ( تسع حملات صليبية) أخفقت في احتلال فلسطين فكانت العاشرة التي قدم فيها الغرب الاستعماري (الصهاينة) ليكونوا في الواجهة ليحققوا له ما فشلت فيه محاولاتهم السابقة وبدلا من الاحتلال تحت راية (السيد المسيح) جاءوا في المرة العاشرة بمزاعم وأساطير ( تلمودية) وتحت راية ملونة ( بنجمة داوود) مع ان نبي الله داوود هو حق أمة محمد وليس حق الصهاينة، لكن ما حدث هو ترجمة لتحالف (المسيحية_ الصهيونية) وهو تحالف استعماري لا علاقة له لا بالله ولا بالمسيح ولا بموسى ولا بهارون ولا باليهود واليهودية ولكنهم- وكما أثبتت معركة طوفان الأقصى والردود الدولية عليها- بمثابة رأس حربة للقوى الاستعمارية الأمريكية والغربية.. وإلا كيف نفسر هذه الجرائم وهذا الصمت المشفوع بوقاحة دولية تبرر جرائم المجرمين وتمنع وتستنكر حق الضحايا في الدفاع عن أنفسهم أو المطالبة بحقوقهم..؟!
على مدى الأيام القليلة الماضية نشطت حكومات وزعماء الغرب وأمريكا وأجهزتهم في دول المنطقة مطلقين تهديدات لدول المنطقة بأن الرد الإيراني سيكون كارثة عليهم إن حدث، فهرع هؤلاء بدورهم مرعوبين يستجدون طهران سرا وعلانية ويترجونها بعدم الرد حتى لا يدفعون هم ثمنه..؟!
فيما واشنطن لم تتردد في الإعلان عن دعمها المطلق للصهاينة وأنها مسؤولة عن الدفاع عنهم..؟! اللعنة.. ومثلها طبعا بقية دول أوروبا وبريطانيا رأس الشر وأحقر أسم محفور بالذاكرة العربية – الإسلامية، إذ لولا هذه الدولة الحقيرة وعنوان الشر التي شيدت أمجادها بدماء وجماجم شعوب العالم وبثرواتهم التي نهبتها، لما كان لهذا الكيان وجود، ولما كانت هذه الأمة قد تقسمت إلى دويلات وحدود..؟!
ورغم كل هذا فإن هذا الكيان اللقيط هو إلى الأفول يسير وإلى النهاية الحتمية وأن (داوود) سيقتل (جالوت) مرة أخرى وأن (اليهودية دين وليست دولة) وبشهادة (أحبار ومرجعيات يهودية) كافرة بالكيان والصهاينة وينظرون إليهم كما ننظر إليهم نحن العرب والمسلمين.. وإن غدا لناظره قريب.. فترقبوا مفاجآت الانهيار الدراماتيكي المريع ليس للكيان وحسب بل لكل إمبراطورية الشر تجسيدا لقوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)، وهذه الآية الكريمة لم يقصد بها الله أمة العرب أو أمة المسلمين، بل أي أمة على سطح المعمورة وأيا كانت معتقداتها الدينية فإنها إن طغت وتغطرست فإن إرادة الله تعالى تأتي بهلاكها، ولنا نماذج شاهدة من الدولة العثمانية إلى إمبراطورية اليابان، إلى ألمانيا النازية وبريطانيا العظمى التي لم تكن الشمس تغرب عن مستعمراتها وليس الاتحاد السوفييتي عنا ببعيد.. إذ لا دائم إلى الله، وحاملي راية العدل ولو كانوا من غير المسلمين فالله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويهلك الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة، وليس هناك أكثر ظلما وبشاعة من هذا الذي يُمارس في فلسطين وبرعاية دولية وإقليمية وسيدفع من يقفون خلف هذا الظلم ثمنا باهظا وعما قريب.. فترقبوا.
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|