عبدالسلام غالب العامري*

يتطلب منح “العضوية الكاملة”، توصية إيجابية من مجلس الأمن، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار بهذا الشأن في 18 إبريل، وتفعلها الولايات المتحدة دوماً ضد فلسطين والمجازر التي تُقترف فيها من قبل العدوّ المحتلّ لأرضها؟

ومن جانبه، لا يتوقع “أي تغيير” بالموقف الأمريكي الذي يوفر حماية لـ “إسرائيل” في المحافل الدولية، وقد تستخدم الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو”.

ويجب “عدم تقديم السلطة الفلسطينية للطلب في مجلس الأمن بالوقت الحالي”، واختيار التوقيت المناسب بعدما تضع الانتخابات الأميركية أوزارها، وفق المحللين السياسيين.

وحيال الموقف الأمريكي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات الثنائية السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، “الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو تحت الفيتو الإسرائيلي، الولايات المتحدة الأمريكية تدرك تماماً أن “إسرائيل” لا تريد لا سلطة ولا دولة فلسطينية ولا تريد وجود كيان سياسي فلسطيني إلى جانب “إسرائيل”، وإصرار أمريكا على الوصول للاعتراف بالدولة الفلسطينية كنتاج للمفاوضات هو يعني عمليًّا أن لا دولة فلسطينية في المستقبل في الأمم المتحدة، بكل الأحوال الإدارة الأمريكية تتجاهل أن “إسرائيل” جاءت باعتراف دولي من الأمم المتحدة طبقا للقرار 181 والذي اعترف بالدولتين واشترط قيام دولة “إسرائيل” بقيام الدولة الفلسطينية، بدأت التحَرّكات والمشاورات والاتصالات مع الأطراف الدولية ولدينا فرصة مهمة جِـدًّا للتقدم وحصد النتائج بطريقة سريعة لبلوغ هدف الاعتراف بدولة فلسطين.

وفي رسالة دبلوماسية، كشفت الوثائق عن نقاط حوار أمريكية تدعو فيها واشنطن أعضاء مجلس الأمن إلى رفض أي مقترح لمنح فلسطين صفة الدولة العضو في الأمم المتحدة، قبل الجلسة المفتوحة للمجلس حول الشرق الأوسط.

وتضمنت الرسالة تبريرات للمعارضة الأمريكية لهذه النقطة، مشيرة إلى مخاطر إثارة التوترات وتصعيد الاشكالات بين أعضاء الكونجرس وإمْكَان قيام الكونجرس بخفض تمويل الأمم المتحدة في حال تمت هذه الخطوة وبدأت بعض الدول الأُورُوبية بالاعتراف منهم إيرلندا وإسبانيا والنرويج، وسوف تبعهم دول أُخرى قريباً وقالت الدول المعترفة بفلسطين إنها تأمل في أن تحذو حذوها دول غربية أُخرى؛ الأمر الذي دفع “إسرائيل” إلى استدعاء سفرائها لدى الدول الثلاث…

وهذا الاعتراف شكّلَ «حرجاً متزايداً» لـ “إسرائيل” وحليفتها الولايات المتحدة، اللتين تواجهان ضغوطاً دولية متزايدة؛ بسَببِ حرب دموية في غزة، قاربت على ثمانية أشهر

التصويت الكاسح في الأمم المتحدة لصالح الطلب الفلسطيني، يعكس الانحياز الدولي للحق الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي المُستمرّ عليه مع استمرار الحرب الدامية في قطاع غزة للشهر الثامن من الإبادة الجماعية للسكان والتدمير والخراب للبنية التحية أمام مرأى ومسمع من دول الأعضاء بالأمم المتحدة والتي غيّرت مواقفها عن السابق والتي كانت تتمنع عن دعم فلسطين.

إن جدار الصد الذي كان موجودًا بدأ ينهار وسينهار أكثر إذَا ما أقدمت بعض الدول على الاعتراف الصريح بفلسطين وليس فقط التصويت في الجمعية العامة، بما فيها الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير موقفها من استخدام حق النقض الفيتو المتكرّر وإعلانها صراحة على أنها ستقوم بتكرار استخدامه، لقد برهن العالم من خلال 143 دولة عن الإرادَة الحقيقية في إعطاء الشعب الفلسطيني حقه وإنهاء هذا الصراع على أرضية قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.