ما كان في بال أمريكا بأن سترى
يوما من الدهر شعباً يصنع القدرا
أوفكَّرت أن من فعلا سيسقطها
يوما من الدهر شعبٌ ، عُزَّلٌ ، فقرا
أوأنها لن ترى درباً لتعبره
في الأرض ليس ترى في سيره الخطرا
وأن كل عميلٍ واقفٍ معها
وحيثما كان مقصوف إذا عبرا
وأن من خلفها ممن تزج بهم
إلى الردى سيروا ما يخرس الأمرا
أو أنها قد ترى في الأرض محتشِدًا
يذروا جهود قواها كلها هدرا
وأن شعباً فقيرًا مثل حضرتنا
يذلها كل هذا الذل وهي ترى
يهينها جهرةً ، والأرض تبصرها
وكلما حاولت إخماده استعرا
يعلِّم الناسَ في الأقطار كيف غداً
يعالجون رؤى من يشتكي البطرا
مبعثرًا كلَّما كانت تؤَمِّلُه
مُخَلِّفاً حُلُمَها في الريح مندثرا
ما فكَّرت قطُّ يوماً أن ترى رجلاً
وقائدا ، صادقاً ، حُرًّا ، ومقتدرا
وأنه سوف تحنيها إرادته
وسوف يجعل منها للورى عبرا
إن لاح أرعبها من نور طلعته
أو قال أسهرها ماقاله حَذرا
ما لم يكن قط في حسبانها أبداً
وكل مكرٍ لها من حولها ظُفِرا
أن سوف تبصر يوماً ، منهجاً ، علماً
شعباً محاطاً بجيشٍ قط ماقهرا
أراهمُ كل ما كادوا ، وما مكروا
وقد تناثر في الأرجاء ، واندثرا
إعلام هليود ، تخطيط اليهود ، ومن
كانوا من العرب قد شادوهمُ جُدرا
ما كان في بالهم أن سوف يفضحهم
صمودنا هكذا حتى اشتكوا الضررا
وأن شعباً إذا ماقال قائده
هبوا يهبون لاعذرا إذا أمرا
لا شيئ عن نصره للقدس يصرفه
كم حاصروه ، ورغماً عنهمُ صبرا
كم شوهوه وكم قد زيفوا ، كذبوا
وكلما كتموا إيمانه انتشرا
ما فكرت قط أمريكا بأن ردى
حصارها شعبنا قد انتج الخبرا..
وطوَّر الشعب ، نمَّا الفكر ماقَدِمَت
بفكرةٍ قط إلا واجهت فِكَرَا
وأن جيشاً قضت عَقدًا تفكِّكُه
قد شَتَّتَهُ على أهوائها زُمرا
يعودُ من موتِهِ باللَّه مُحتَشِدًا
مُصَنِّعاً من رأى إقدامه انبهرا
وأنه ذات يومٍ سوف يهزمُها
و سوفَ تُورِدُها قُوَّاتُه سَقرا
قرنًا من الشَّرِّ أمريكا بقوتها
تُملِى على الأرض مايحلو لها ، وترى
بلا انتقادٍ ، ولا شكٍّ بقدرتها
ومن أرادت سداً تركيعه حضرا
حتى أتى يمنُ الإيمان منطلقاً
ممن أتى من رسول الله ، وانحدرا
أرى به اللهُ - من عادوه- قُوَّتَهُ
وأنه الله يعنو الكون إن ذُكِرا
وأنه اللهُ من لاذوا به انتصروا
وكل ما شاء أن يجري مضى وجرى
وانه الله يُعلِي من يشاءُ كما
يُذِلُّ سبحانه من شاء دُونَ مِرَا..
وأنه اللهُ من يأبى الركوع له
غداً يُرَكَّعُ رُغماً عنه أو كُسِرا
وأنه اللهُ يامن ليس يعرفه
ومن ينازِعُه في ملكه قُهرا
آياته ليس تحصى وهي واضحةٌ
ونحن في آية الشعب الذي انتصرا
في آية اليمن العظمى التي ظهرت
ومن له الله ردءاً في الوغَى ظهرا
هذا هو النصر ، والفتح المبين غداً
وعدٌ من الله في القرآن قد سُطِرا
ألا ترى النصر أمريكا ومن معها
وكلَّ يومٍ يُريها جيشُنا نُذرا
ومِن هنا للورى المستضعفين الا
لا خوف إنا فقط نُردي هنا الكُبَرا..
وقد أقمنا لهم يومَ القيامةِ لا
يدنوا من القدس مُحتَلٌّ وما حُشرا
براً ، وبحراً ، وجواً كلما رَفَعوا
رأساً صفعناه او لَوَّوا به بُتِرا
حتى ترى سفنُ الأمريك قاطبةً
كلَّ البحارِ بِلا ماءٍ كما سترى
فكيفَ تُبحِر والنيران كامنةٌ
فيهم فَسِرُّ لظاها بينهم شُطرا
ففيهم نصفُ نارٍ ، والمياه بها
نصفٌ فما لامست بحرًا وما سُجِرا
وفي السماءِ لنا صُورٌ فما عبروا
من جونا قطُّ إلا انشقَّ ، وانفطر
والبرُّ أدهى عليهم كم ، وكم قَدِموا
وكلَّما جاءَ جيشٌ منهمُ اندحرا
ما مرَّ هذا الذي قد أبصرت ، ورأت
والله في بالها أو كان قد خطرا
ماكان في خاطرِ الدُّنيا بأجمعها
بأننا نحن من قد ينقذُ البشرا
وأننا نحنُ مَن مِنها يُخَلِّصُهُم
وقصفُها كان يهمي فوقنا مطرا
ونحن تَحتَ حِصَارٍ جائرٍ منعت
عنَّا بِهِ كُلَّ بيعٍ كالورى ، وشرا
ما كانت الأرضُ تدري أن حاجتنا
أَثْرَت رُؤَانا ، وأذكت في الحِجَى الفكرا
واستنهضَتنا لِنَلقَى مَن لَه عُمُرًا
قد انتظرنا ، كما عُمرًا لنا انتظرا
ياشعبنا اليمني الحر لاتهنوا
ولاتنادوا ولا تستنهظوا بشرا
فلن يشارككم من خان أمته
فأنتمُ وحدكم في الوعد من ذكرا
أنتم هنا نوحُ ، أنتم فلكُهُ ومتى
أجاب نوحا من الطوفان من كفرا
الحرب حربكمُ ، واللَّهِ فانطلقوا
والنصر قد حان هذا فجره ظهرا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين