حسين بن محمد المهدي*
إن تقدير الأشياء ووضعها في محلها اللائق ومكانها المناسب مقيس بمنطق العقل والحكمة، يدل على الذكاء والدهاء والفطنة؛ فحسن تدبير وتقويم الأعمال على وجه صحيح حكمة ترجع إليه الرئاسة، وتبنى عليه السياسة، وتنتظم به الأحوال.
ومما لا ريب فيه أنه لا حارس مثل العدل، ولا سيف مثل الحق، ولا عون مثل الصبر، ولا ناصح مثل العقل، فالإعلان الذي يلوح عليه مسحة إنسانية إسلامية جديدة تبشر الإخوة في تعز بحل معضلة تؤدي إلى هطول بوادر الرحمة والبركة واليمن والسعادة والخير والفلاح والسعادة على أرضها.
إن إعلان القائم بأعمال محافظ محافظة تعز أحمد المساوى، عن مبادرة إنسانية من جهة واحدة وجه بها قائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- والرئيس مهدي المشاط، تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين في محافظة تعز بفتح الطريق الرئيسي الحوبان.. وطريق الستين الخمسين.. في عشر ذي الحجّـة التي يتضاعف فيها عمل البر ليؤكّـد صدق توجّـه القيادة ومحبتها لأبناء تعز.
إن تنقل الناس في طرق آمنة تؤنسهم الراحة حينما يدركون استعادتهم إلى ما يقربهم من أهلهم وإخوتهم.
إن هذه المبادرة توضح إدراك القيادة وشعورها بمعاناة الناس، وهي تحمل في طياتها صورة جميلة للمحبة والعطف وتطمئن الناس وتنبئهم بأنه لا قلق ولا يأس من استعادة اليمن لأُخوتها ونشاطها، إنها الحكمةُ اليمانية والتراحم الإيمَـاني.
إن المظهر الرائع الأخَّاذ الذي تسلكه القيادة لا مِنَّة فيه على أحد بقدر مَـا هو عمل إنساني إسلامي يدل على صدق القيادة وحسن توجّـهها ومحبتها لتواصل الناس، وتخفيف المعاناة عنهم، ويبشر بأن يمن الإيمَـان والحكمة يستعد للجلوس على عرش الأخوة والمحبة والمودة والإخاء تحت لواء القرآن نصرة للإسلام كما هو شأنهم.
إن محاربة اليأس والتشاؤم يسمو بالإنسان إلى أوج العزة، والثقة والاعتداد بالنفس ورجوعها إلى الخير ومحبتها لأبناء عمومتها وإخوتها في الدين، وهو دأب المؤمنين الصادقين كما حكى الله ذلك عن نبيه إبراهيم (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ).
إن محافظة تعز تعتبر قلب اليمن النابض، وهي المحافظة التي تعول عليها المسيرة القرآنية وقائدها في الجمع بين أمور الدين والدنيا، والسعي إلى توحيد الصفوف المتنافرة، وحمل راية القرآن التي جاء بها إلى اليمن الإمام علي -عليه السلام- ومعاذ بن جبل -رضي الله عنه- مؤسّس جامع الجند، فالحياة محتاجة إلى تعاونكم.
إن الحياة بحاجة إلى تفاعل كُمَلْ الرجال مع هذه المبادرة الإنسانية والسعي في إصلاح ذات البين، والتعاون على البر والتقوى، فأنتم يا أحفاد الأنصار أحق الناس بمد يد التعاون بغية نفع الناس وإدخَال السرور عليهم (فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم).
إن الحياة تشرق وكأنها لحظة، ويكفي الإنسان وهو يرى الناس في بداية حياتهم في يوم جديد، وفي يوم عمل ليبتسم في وجه أخيه وفي وجه الحياة (تبسمك في وجه أخيك صدقة) (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
إن جاذبية الإنسان وقدرته على تأليف الناس حكمة هي لكم يا أبناء محافظة تعز فلا تفقدوها.
فالدهر ذو غير متقلبة أحواله..
رأيتُ الدهرَ في فلكٍ يدورُ
فلا يحزنْك ما فعَلَ الدهورُ
وإن تبع السرور الحزن يوماً
فلا حزنٌ يدومُ ولا سرورُ
انظروا إلى أحوال إخواننا في فلسطين وغزة والصهيونية اليهودية تسومهم سوء العذاب، فضعوا أيديكم في أيادي أنصار الله والكل أنصار الله، يذهب الجميع لقتال العدوّ المشترك الذي أمرنا الله بقتاله اليهود فهم المستفيد الوحيد من اختلاف اليمنيين واحترابهم وتقاطعهم؛ فكلنا أسرة واحدة، ويد واحدة، وأمة واحدة، وأبناء شعب واحد، وملة واحدة، وقائد المسيرة القرآنية وأنصار الله يرحبون بكم، وليعيد الجميع تاريخ اليمن الميمون في نصرة دين الله ونصرة رسوله وكتابه وشريعته وتحرير الأقصى وإنقاذ إخواننا في فلسطين الجريحة؛ فالجهاد ذروة سنام الدين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.
*نقلا عن : موقع أنصار الله