عبدالله سلام الحكيمي / لا ميديا -
قال السفير الأمريكي لدى السعودية، مايكل رتني: "إن الاتفاق الأمني السعودي الأمريكي المرتقب سيكون تاريخيا، وسيغير المشهد في منطقة الشرق الأوسط بشكل جذري نحو الأفضل".
يا سعادة السفير، على رسلك، لا تستعجل، فقد سبقه اتفاق "كامب ديفيد" بين مصر و"إسرائيل" برعاية أمريكية قبل حوالى 46 سنة، وقالوا حينها إنه "فوق التاريخي" و"سيغير العالم"، وما آل إليه كما تراه!
فالاتفاق الأمني السعودي الأمريكي، المتضمن مبدأ "الحماية والدفاع المشترك"، إنما جاء تحت ضغط حاجة الولايات المتحدة إلى تطبيع وإقامة علاقات رسمية بين السعودية والكيان "الإسرائيلي"، ونجاح السعودية في تنويع علاقاتها بالعديد من القوى الدولية الكبرى والقوى الإقليمية غير الموالية للغرب بقيادة أمريكا، ولولا تلك الاعتبارات لما رضخت أمريكا، مكرهة، للسير في اتجاه القبول به، وعلى كل حال فدونه أوضاع إقليمية ودولية متشابكة ومعقدة لدول لها مصالحها وأجنداتها المتعارضة. هذا جانب.
أما الجانب الأهم والذي تجاهل سعادة السفير الإشارة إليه هو: هل التوقيع على الاتفاق الأمني السياسي الاقتصادي النووي الفضائي الشامل المزمع توقيعه بين أمريكا والسعودية، سيسبقه قيام الكونغرس والإدارة الأمريكية بإلغاء "قانون تطبيق العدالة على رعاة الإرهاب"، المعروف اختصارا باسم "قانون جاستا"، الذي قصد به استهداف السعودية ومحاكمتها على خلفية أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في نيويورك في أمريكا؟! أم سيتعايشان معا تحوطا لوقت الحاجة؟!