الثورة نت
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الثورة نت
كلمات صادقة
يمين والتزام وليست مراسم وبروتوكول
حكومة التغيير والبناء.. خطوة صحيحة باتجاه تحقيق التغيير الجذري
يحيى السنوار.. حرية القرار
أخاطب العالم الواسع
يخربون بيوتهم بأيديهم
اغتالوا هنية ولكن لا ولن يغتالوا القضية..
الهزيمة والنهاية.. متلازمة الخوف في “إسرائيل”
صدقت الرؤيا يا إسماعيل!
سياسة الاغتيالات الإسرائيلية.. نجاح تكتيكي وفشل استراتيجي

بحث

  
آيزنهاور.. بداية ونهاية
بقلم/ الثورة نت
نشر منذ: 5 أشهر و 14 يوماً
الأحد 09 يونيو-حزيران 2024 08:08 م


أحمد فؤاد

في الحقيقة يملك العالم العربي تاريخًا كبيرًا وعميقًا وممتدًّا، لكن هذا التاريخ بالنسبة لشعوب ودول المنطقة أشبه بمكتبة مذهبة تزخر بالنفائس، لكن عليها لافتة “ممنوع اللمس”، لكن في لحظة ما من صراع “طوفان الأقصى” فإن أطرافًا عربية قد أطلقت شرارة الفكرة العبقرية التي تبعث إلى النفس بزخم من الطاقة الخالصة لكسر هذا الواقع ومحو أزمان كاملة من الذلة والتبعية والهوان، عرفنا بالممارسة الجهادية المستمرة من جبهات الشرف العربي في جنوب لبنان واليمن، أن أهم شرط للوجود هو الوعي، وأن روح هذا الوجود هي الإرادة، وهكذا انطلق محور المقاومة من أطراف كان يُراد تهميشها من مستقبل المنطقة، ودفنها لو استطاعوا، إلى الطرف الأصيل والأول في معادلة القوّة والتأثير، وعبر حدث تاريخي في البحر الأحمر، وباستهداف مدد الإسناد الأمريكي للكيان ومفخرة ترسانته الحربية، حاملة الطائرات دوايت آيزنهاور، بكلّ ما في الاسم والمضمون من دلالات اكتساح وتوغل أمريكي، كان ثابتًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
إذا أراد طرف ما على وجه الكوكب أن يعرف مفردة “الهيبة الأمريكية” بالمعنى والممارسة والمدلول، فإنه لن يبتعد عن “حاملة الطائرات”، نعم إنها التجسيد الكامل لقوة البطش الأمريكية بالنسبة للعالم ولـ”الحلم الأمريكي”، بالنسبة لهم، ليست حاملة الطائرات مجرد سفينة حربية ضخمة، وإن كانت تستخدم بهكذا شكل، لكنّها أبعد من ذلك، هي رمز للتفوق الأمريكي والتواجد الأمريكي والعقيدة الأمريكية، وفضلًا عن ذلك فهي هدف لا يوضع في حسابات استهداف، رغم أن أقوى دولتين في عالم اليوم روسيا والصين قد أعلنتا مرارًا عن امتلاكهما أسلحة وصواريخ فرط صوتية فائقة التقدم متخصصة في إغراق حاملات الطائرات، فإن طرفًا لم يجرؤ على توجيه رصاصة لحاملة طائرات أمريكية.
كل رمزية توثين الأمريكي يمكن رؤيتها في الهالة المقدسة/المحرمة حول حاملة الطائرات، فقد تحولت لأسطورة أكثر منها سلاح حرب، من سيجرؤ على رفع التحدّي إلى المدى الأقصى بإغراق قلعة فولاذية تحمل آلاف الجنود، أي أنه سيغرق في لحظة واحدة عددًا يساوى كلّ قتلى أمريكا في حرب العراق 2003م، من سيخاطر بشق أفق غير متخيل للمواجهة، مع مفاجأة صدمة مروعة تحقق شرخًا عميقًا، ليس في الفكر العسكري الأمريكي، ولكن في العقل الأمريكي ذاته.
في اليوم الـ 240 للحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزّة الصامد الصابر، وفي إطار الحرب المفتوحة التي أعلنها اليمن ضدّ الكيان ومن يدعمه، باتت أنباء تعرض حاملة الطائرات الأمريكية دوايت آيزنهاور لإصابات أمرًا محسومًا، مع ابتعاد السفينة إلى شمال البحر الأحمر، وكان العميد يحيى سريع- المتحدث باسم الجيش اليمني قد أعلن استهدافها، لكن الأمر استغرق يومين حتّى تبدو إشارات الحدث، مع لجوء أمريكي إلى الصمت أولًا، ثمّ الكذب المكشوف ثانيًا بنشر فيديو قديم لإقلاع طائرات من على متن الحاملة، تبين أنه بتاريخ مارس الماضي.
ما الذي تغيره هذه اللحظة الفارقة في تاريخ المنطقة والعالم؟
لدينا طرف عربي تجرأ على درة تاج إمبراطورية الشر المكنونة، وطال بيديه وأظافره وأسنانه ستائر الهيبة العالية المصونة. أعز ما تملك واشنطن، وأكثر ما تحرص عليه ويمنحها مكانتها في عالم اليوم، اهتزاز المكانة الأمريكية، مع محدودية خيارات ردها على الفعل اليمني غير المسبوق تاريخيًا، سيجعل من أطراف أخرى مدعوة لحفل تحطيم الثوابت، وسيجبر أطرافًا في المنطقة بالذات على إعادة حسابات الرهان على القوّة العالمية التي تتضعضع.
البحرية العسكرية الأمريكية لم تتعرض لحوادث استهداف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالنسبة لحاملات الطائرات نهائيًا، لكنّها تعرضت لحوادث مدمرات (المدمرتين مادوكس وتيرنر جوي في خليج تونكين)، ما أدى لاشتعال حرب فيتنام، وإن كانت مصادر حديثة تقطع بأن الحادث مدبر، والأخيرة كانت للمدمرة يو. إس. إس كول في عدن، والتي شهدت بعدها إطلاق غضب الحرب العالمية على الإرهاب ضدّ اليمن عام 2000م، وشنت آلاف الغارات ضدّ الأبرياء بتواطؤ من نظام علي عبدالله صالح.
حاملة الطائرات الأمريكية المعطوبة يو إس دوايت آيزنهاور، هي واحدة من أضخم السفن التي تمخر عباب المحيطات والبحار، قلعة طافية مصممة كي لا تغرق مهما كانت درجة إصابتها، سميت تيمنًا بالرئيس الأمريكي الذي مثّل عملية التحول إلى زمن العلو الأمريكي، الجنرال آيزنهاور- قائد قوات الحلفاء في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، ثمّ رئيس الولايات المتحدة الذي شهد عهده عملية إعادة فك وتركيب المصالح الاستعمارية بحيث توغلت واشنطن في كلّ ركن من أركان العالم، خصوصًا بعد حرب السويس 1956، هذا المدلول العميق جدًا لا يتأتى فهمه بغير “الحكمة اليمنية” التي تعرف ماذا تفعل، وفي أي وقت تفعل وضد من تفعل.
للمرة الأولى على الإطلاق سيدفع داعمو الكيان في الغرب ضريبة إجرامهم، ليس عبر مقاطعة تجارية أو إنسانية –مطلوبة كذلك – لكن عبر دماء تهرق في الصراع وبسببه وحوله، ما نجح فيه الحصار اليمني أنه يهدّد مستقبل واستمرار دعم الكيان في الغرب، وإذا كان بعض طلاب الجامعات الأمريكية تحركوا أمس واليوم نتيجة للمجازر والوحشية والدناءة المرعبة للاحتلال، فإن تراكمات العمليات اليمنية ستضيف أعباء جديدة إلى مواقف قائمة، وتنذر بالمزيد من الرفض لمسألة الدعم المفتوح للكيان.
كاتب مصري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
هنادي محمد
مع العَلم القائد في دروس "حكم أمير المؤمنين": الرؤيةُ القرآنية تنسفُ الرؤيةَ الغربية
هنادي محمد
الجبهة الثقافية
مبادرة السيد القائد بفتح الطرقات في تعز ومأرب تحرق أهم أوراق العدوّ
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
من اليمن “فلسطين” وإلى فلسطين
الجبهة الثقافية
الثورة نت
كيف استخدمت واشنطن الحركات التكفيرية والإسلاموفوبيا لتحقيق أهدافها؟
الثورة نت
الثورة نت
الشباب والمبادرات المجتمعية
الثورة نت
لا ميديا
تحوطاً لوقت الحاجة!!
لا ميديا
المزيد