في خطاب تاريخي وجهه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للشعب اليمني بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، أطلق تحذيرات صارخة للسعودية، وحدّد معادلة جديدة للصراع الجديد، رداً على التصعيد السعودي المستمر الذي يستهدف الاقتصاد اليمني، ويهدف إلى إضعاف موقف صنعاء المُناصر للشعب الفلسطيني، تنفيذاً للأجندة الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى تقويض مقاومة العدوان على غزة.
لم يحمل خطاب السيد عبدالملك الحوثي عبارات التلميح والإشارات من بعيد للقضايا الهامة والمصيرية، بل كان خطاباً واضحاً وحاسماً، يُعبّر عن صبر شديد، واستعداد لرد قوي في حال استمرار العدوان والتدخل السعودي في الشأن اليمني.
حدّد السيد عبدالملك الحوثي خطوطاً حمراء جديدة لا يُمكن تجاوزها، و شدّد على أن أي تصعيد من جانب السعودية سيقابل بتصعيد أقوى، وأوضح أن الرد اليمني سيكون بالمثل بل وأعظم تجاه كل خطوة عدوانية على اليمن.
حيث أن معادلة «المطار بالمطار، والميناء بالميناء، والبنك بالبنك» تُشير إلى تغيير في قواعد اللعبة، والى أن صنعاء مستعدة للرد على أي استهداف للاقتصاد اليمني باستهداف المصالح السعودية المُماثلة، وهذا يُمكن أن يُؤدي إلى تصعيد خطير، ويُعرّض المنطقة لخطر اضطرابات أكثر شدة.
وذكّر السيد عبدالملك الحوثي السعودية بجرائمها في اليمن، وأكد أنها لن تُعفى من المسؤولية، وأن الشعب اليمني سيُطالبها بِدفع كل التزاماتها تجاه اليمن، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وصرف المرتبات التي تسببت في توقفها.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي على أن الرد اليمني قَادِم لا مَحَالَة، وأن الشعب اليمني يمتلك من أسلحة الردع الاستراتيجية ما يُمكنه من توجيه ضربات قوية للعدو، وأن انشغال اليمن بقواته المسلحة في إسناد غزة لن يُؤثر على استعدادهم للمواجهة، وأن السعودية لن تُمكنها أمريكا من الحماية من الرد اليمني.
هذا وتُواجه السعودية خيارات صعبة بعد خطاب السيد القائد، قد تُصّر السعودية على التمادي في عدوانها والتدخل في شؤون اليمن، وهذا سيُؤدي إلى تصعيد جديد، ومُواجهة شاملة، وسيُعرّض السعودية لخسائر فادحة إضافية.
وقد تُدرك السعودية خطورة الموقف وتُقبل على التراجع عن العدوان والتدخل في شؤون اليمن، وهذا سيُساهم في إنهاء العدوان وإيجاد حل مستدام للأزمة في اليمن.
فالأمر الذي يتمناه أي عاقل أن يعود النظام السعودي إلى رشده ويعي مصالحه وألا يكون مجرد أداة يديرها ويتحكم بها الأمريكي، لأن ذلك لا يخدم فقط المضي في الحل السياسي بالنسبة لليمن وإنما يخدم المملكة وأمنها واستقرارها واستمرار ازدهارها الاقتصادي.
ختاما تضمن خطاب السيد عبدالملك الحوثي تُحذّير السعودية من مخاطر التَمَادِي في العدوان على اليمن والتدخل في شؤونه، وأشار إلى أن الحل السياسي هو الخيار الأفضل. ويبقى على السعودية أن تُقرّر ما ستفعله، فهل ستُدرك خطورة الموقف و تُعيد حساباتها، أم أنها ستُصّر على التَمَادِي في عدوانها وتُواجه تبعات ذلك؟
*نقلا عن :الثورة نت