أطلق السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي تسمية قارون العصر على السعودية أغنى الدول العربية والتي تكبرت وتجبرت على شعوب أمتها خدمة لأعدائها.
بالأمس، قارون كان من قوم موسى المستضعفين والمضطهدين، وكان فاحش الثراء، لكنه تخلى عن قومه وأدار لهم ظهره، واختار الوقوف إلى جانب فرعون الذي كان يتبها بحضارته وتقدمة، وكذلك استعباده وتقتيله لقوم قارون، فكان قارون رمزا من رموز طغيان فرعون عبر الأزمان.
وبالتأمل إلى وضع السعودية في وعصرنا الحالي نجد أنها تتشابه تماما في عصر فرعون، ليس فقط من حيث الثراء الفاحش بل كونها اختارت الوقوف في صف المستكبرين والطغاة في هذا العصر ـ أمريكا وإسرائيل ـ على حساب الأمة التي تنتمي إليها، ودينها وقضاياها.
وأمام جريمة العصر في غزة التي يرتكبها كيان العدو بحق أهالي قطاع غزة المحاصر، أصمت السعودية أذنيها أمام المجازر والتقتيل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي راح ضحيتها قرابة 140 ألف فلسطيني 70% منهم أطفال ونساء.
ويا ليت الرياض اكتفت بالصمت بل تمادت في بغيها على أبناء جلدتها وشاركت في ذبح أطفال غزة، وأمدت كيان العدو بالغذاء عبر موانئ أخواتها (الإمارات والبحرين) مرورا بالأراضي السعودية وصولا إلى المنفذ البري بين الأردن وفلسطين المحتلة، في محاولة لنجدة كيان العدو الذي يعاني من الحظر المفروض على ملاحته البحرية الذي فرضه اليمن.
وتأكيدا لولائها لطاغوت هذا العصرـ تنفذ الرياض الأوامر الأمريكية بالتصعيد تجاه صنعاء اقتصاديا وتجاريا والتضييق أكثر على الهامش الاقتصادي ولقمة عيش المواطن اليمني الذي يعاني أصلا من العدوان العسكري والحصار الاقتصادي الأمريكي السعودي على مدى عشر سنوات.
وللتذكير، خلال العقد الأخير، تخفت السعودية بعباءة الإسلام والعروبة وشنت عدوانا وحشيا على اليمن وحاصرته حتى أوصلته إلى حد المجاعة؛ بزعم حماية حياض العرب والمسلمين، إلى أن كشفتها حرب غزة فظهرت الرياض اللسان العربي الناطق بلسان العدو عبر إعلامها، وكانت العصى التي تقمع الشعوب التي تناصر غزة، نيابة عن الأمريكي، وكانت هي السند للكيان اقتصاديا وعسكريا.
يقال إن فرعون عين قارون ملكا على بني إسرائيل، فبغى عليهم تكبرا وتجبرا متكأ إلى غناه، خدمة لولية (فرعون)، وكذلك السعودية عينتها الولايات المتحدة لزعامة العالم الإسلامية، فانتشت واغترت بمالها وقدراتها، وسعت إلى خراب وتدمير شعوب أمتها خدمة لوليها (أمريكا).
وكما كان بالأمس قارون الذي خرج يوما على قومه بزينته، حتى أن بنو إسرائيل تناسوا مواقفه منهم وتمنوا لو كانوا يملكون ما يملكه من الثراء الفاحش والسلطة وإن كانت في ظل الكفر والطاغوت المتمثل بفرعون في عصره، ولكن بعد أن غرق قارون وسلطانه أدركوا خطأهم، وأن الأرض يرثها عباد الله الصالحين، وكانت الغلبة في النهاية لنبي الله موسى الذي كان يحمل جانب الإيمان والنور الإلهي لقومه، ودمر الله ما كان يملك قارون وغرق فرعون في اليم.
ومن اليمن نصح السيد القائد النظام السعودي في كلمته "يوم حسم الخيارات" العاشر من محرم الحالي، أن يصغي لشعبنا العزيز في تحذيراته وهتافه، وأن يكف عن مسارة الخاطئ، العدواني المناصر لإسرائيل وأمريكا، والمعادي لله وللمسلمين ولليمن الإيمان والحكمة.
وحذر النظام السعودي بقوله" إذا أصر على خطواته العدوانية الظالمة، واستكبر وطغى وتجبر.. فإن الله قد أذل على يد مجاهدي شعبنا طاغوت العصر المستكبر الأمريكي، وبإذن الله تعالى يكسر الله جبروت عملائه ويحطم كبريائهم وغرورهم، ويدمر إمكاناتهم على يد عباده المجاهدين، انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وشعبنا، ومظلومية شعوب أمتنا، التي تعاني على الدوام من مؤامرات الأعداء وشرهم ومكائدهم التي ينفذونها خدمة لأمريكا وإسرائيل".
قارون الذي خرج يوما بزينته ولم يعد، يشبه السعودية التي تخرج بقوتها وجبروتها في خطوات تصعيدية ضد شعب اليمن المستضعف المنتمي للمسيرة القرآنية، لكن اليمن اليوم ليست يمن ما قبل عشر سنوات، الذي لم يرد على العدوان العسكري إلا بعد أربعين يوما، فالجيش اليمني اليوم أذل أساطيل أمريكا والغرب وطردت رمز هيبتها (حاملات الطائرات) من البحار العربية، وصنعاء اليوم أقدر بعون الله على تدمير إمكانات الرياض التي هي سبب غناها وتكبرها على شعوب أمتها.