نعم إنه الإمام الحسين بن علي عليهما السلام من علمنا كيف نثور في وجه الطغاة وهو من تعلمنا من شموخه الكربلائي المهيب كيف ينتصر الدم على السيف ليلقى العبد ربه محقاً لا متكبرا ولا أطراً ولا أشراً.
ناهض الطاغوت الأموي ببطشه وجبروته، رافضاً مبايعته مكرهاً نفسه للقبول بكل ما قد يترتب على رفضه لمبايعة الطاغية يزيد من عواقب لعلمه بدناءة وخسة نفسية الظالم الأموي الغشوم يزيد، قائلاً له وبصريح العبارة (مثلي لا يبايع مثلك) و”هيهات منا الذلة” يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون”، الخ ما قاله صلوات ربي وسلامه عليه.
ليتخلد موقف الإمام الحسين بن علي عليهما السلام في صرامة موقفه عبر التاريخ وتتوارثه الأجيال ليكون مناراً لكل معاني العزة والكرامة وعدم القبول بحياة الخنوع والاستسلام.
ومن نفس المدرسة برز حسين العصر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه متقلدا وشاح جده الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، سائراً على نفس النهج والامتداد ليعلن ثورته الحسينية على أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل التي وجدت نفسها منكسرة أمام كل تلك الحشود اليمانية الوثابة والمنخرطة في ميادين العمل الرسالي والجهاد في سبيل الله متوكلة على الله ومعتمدة عليه رغم الضعف في إمكانياتها وتكالب قوى الشر عليها وهي تتصارع مع أعداء هذه المسيرة القرآنية التي صارت بفضل الله تعالى تتحدى اليوم كل طواغيت الأرض جارفة بكل عناوين المكر والخديعة تحت قدميها غير مكترثة بالتهديدات والإرجافات والحصارات التي يسعى الأعداء لاختلاقها وفرضها على رقاب هذه الأمة زاعمة أنها بوسائل قمعها وبشاعة جرائمها ستوقف صوت الحق وتخلق حالة التراجع لمواقف يمن الإيمان والحكمة التي تلبي صوت قائدها الشجاع والحكيم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه الذي أبى إلا أن يكون لليمن الصامد والمجاهد حضوره القوي والبارز في مناصرة مظلومية الشعب الفلسطيني الذي تخلت عنه أغلب دول المنطقة والله المستعان، مقارنة ببشاعة ما يمارس بحقه من مآسٍ يومية يسقط فيها المئات من الشهداء المغلوب على أمرهم.
فمن سعى وتحرك لتأسيس هذا الطوفان اليماني المتأثر بثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء والثورة الحسينية الممتدة من مران الإباء إلى كل أصقاع البلاد هي محطة يشهد بفضلها من أحسن إلينا بعد الله بحركته النهضوية ونفسيته الحسينية الثائرة الشهيد القائد المؤسس رضوان الله عليه، فسلام الله عليك يا سيدي الشهيد القائد فما نحن فيه اليوم ليس إلا بفضل ثمارك التي أينعت حتى وصلت بنا إلى ما نحن عليه اليوم من غلبة وتمكين وعزة وكرامة.
وها هي الأحداث تتكرر وكأنها بمثابة إيذان بالوفاء لتضحيات الشهداء من واقعة كربلاء وحتى يومنا هذا لتتجلى بوادر النصر وتلوح في الأفق مع ما نلحظه من العجز الأمريكي المهين المتهاوي مع كل مسانديه يقابل ذلك الانتصارات المتوالية للمستضعفين لنرفع معاً في الأيام القادمة القريبة كلمة مختصرة فيها شفاء لكل جراح أليمة عانى منها أحرار الأمة ردحاً من الزمن بإذن الله، موجزة في ثلاث عبارات لا غير (تم تحرير فلسطين )، والعاقبة للمتقين.