د.سامي عطا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.سامي عطا
هلوسات سياسي سفيه حول الأمن القومي
المقاومة شرف ومقاومة المؤمن جهاد
اقتصاد السوق ومعضلاته
«الأونروا» ورقة ضغط وابتزاز
مقاومة الفعل ولتخسأ أبواق التثبيط والتشكيك
ماذا بعد زوال هيمنة أمريكا الأحادية؟
العِلمانيةُ وقيمُ حقوق الإنسان صهيونيةٌ بامتيَاز
النهضة وثقافة المقاومة..!
طوفان اليمن.. من الغزو الثقافي إلى التحول الجيوسياسي المرتقب.!
«طوفان الأقصى» وعبد يقترض أفوله!

بحث

  
حفلة الجنون ومجون الشرق الأوسط المستحيل..!
بقلم/ د.سامي عطا
نشر منذ: شهر و 6 أيام
السبت 03 أغسطس-آب 2024 08:11 م


في زيارة للسيد وليد جنبلاط – زعيم الحزب الاشتراكي اللبناني، إلى موسكو نهاية عام 2014م، أسداه وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف نصيحة بأن (يتوخى الحذر في تصريحاته ومواقفه وأن لا ينزلق أكثر)، حيث استخدم وزير خارجية روسيا تعبيراً بليغاً (قلنا له أن عليه أن ينتبه، هناك حفلة جنون في الشرق الأوسط ومن الأفضل أن لا يتورط فيها).
وبعد هذه السنوات وما حدث فيها، بات واضحاً أن حفلة الجنون سعت إلى تقطيع أوصال الشرق الأوسط القديم (شرق أوسط سايكس بيكو)، وتركيب شرق أوسط جديد، أي التحول من شرق أوسط تتقاسم مصالحه دول الهيمنة السابقة إلى شرق أوسط جديد يهيمن عليه اللوبي الصهيوني الذي بات يتحكم بقرارات معظم دول الهيمنة السابقة.
ولقد أرادت صفقة القرن إدماج الكيان الصهيوني في المنطقة كأساس للشرق الأوسط الجديد وعلى حساب القضية الفلسطينية، وفي نفس الوقت القضاء على محور المقاومة والممانعة، وذلك من خلال تأسيس حلف عسكري سني صهيوني أو ناتو شرق أوسطي لمواجهة إيران وإعادة صياغة وعي المنطقة بوعي زائف يستبدل عداوة إيران محل عداوة إسرائيل. على أن يقوم هذا الشرق الأوسط الجديد على العقيدة الصهيونية العلمانية ويجري استبعاد الدين الإسلامي من ثقافة المنطقة بخطوات عملية وإحلال ثقافة اللهو والترفيه، بحيث تخصص المملكة معظم الميزانيات، التي كانت تذهب للفكر الوهابي إلى لجنة ترفيه تقوم بهذه المهمة، أي الانتقال من غسيل الأدمغة بالفكر المتطرف إلى غسيل أدمغة الشباب بنشر التفاهة والتسطيح واللهو والانغماس بملذات الحياة، وإذا كان رموز المرحلة السابقة هم شيوخ الفكر الوهابي، فإن رموز المرحلة الجديدة هم الفنانون والكتاب والمفكرون أو فئة انتلجنسيا التفاهة والمجون والانحلال الخلقي.
الشرق الأوسط الجديد الذي يأمل لوبي الهيمنة الدولي إنجازه في المنطقة يعني في المحصلة إخراج الثقافة العربية والإسلامية من المجتمعات وإحلال الفكر الصهيوني تحت غطاء قيم الفكر الليبرالي.
لكن تجري السفن بما لا تشتهي رياح المخططين، فلقد جاء طوفان الأقصى ونسف هذه المخططات التي جرى التأسيس لها منذ سنوات خلت، وبدلاً من إدماج الكيان الصهيوني الغاصب في الشرق الأوسط الجديد، فقد أضحى منبوذاً ومعزولاً يعاني أزمة وجود ليس في المنطقة، وإنما منبوذاً ومعزولاً على صعيد الرأي العام العالمي، ولم يقتصر فقط على أزمة الكيان، بل طالت الأزمة أيضاً الهيمنة الأمريكية والغربية، فلقد أضحت هذه الهيمنة قاب قوسين أو أدنى من الانحسار والتلاشي بفعل صحوة الوعي لشعوب العالم.
هناك عبارة خلدونية بليغة يقول فيها ” إذا عم الفساد في الدولة فإن أولى مراحل الإصلاح في الدولة هي الفوضى”, وهذه العبارة تصدق على النظام العالمي، فلقد عم فيه الفساد والانحلال الخلقي، وهناك سعي محموم إلى تكريس هذا الفساد وإشاعته، وما نشهده من فساد وفوضى اليوم ستفضي لا محالة إلى الإصلاح، ولقد طرح الفكر الصهيوني – وعلى لسان وزير خارجية إدارة بوش الابن في ولايته الثانية كوندوليزا رايس – مشروع الفوضى الخلاقة أساساً لإعادة بناء الشرق الأوسط الجديد وفق الرؤية الصهيونية، ويقيناً يستحيل أن تؤول الفوضى الخلاقة إلى إنتاج مجتمع منحل أخلاقيا وتخالف الفطرة الإنسانية، وعلمتنا الخبرة الإنسانية أن كل فوضى يعقبها بيئة صالحة، فلا استقرار للحياة يتطلب خروجاً من حالة الفوضى إلى تكوين جديد، إن الحياة عموماً – بحسب الفيلسوف اليوناني أرسطو- يحكمها مبدآ التكوين والفساد، فكل شيء في هذه الحياة يتكون تدريجياً حتى يبلغ أكمل هيئة له، ومن ثم يدركه الفساد تدريجياً وما بين التكوين والفساد هناك مرحلة تعم فيها الفوضى قبل أن يبدأ التكوين الجديد، هذا الأمر ينطبق على كل شيء مادي أو روحي، أي ينطبق على الأشياء المادية كما ينطبق على القيم الروحية والمعنوية.
وعلينا أن نتحلى بالإيمان والثقة بحكمة الله جل جلاله، فلقد روى لنا كثير من القصص في” القرآن الكريم “، حيث قص علينا قصص أقوام سالفة وهبها نعماً كثيرة، وعاشت رغد العيش، وعندما بطرت وعمّ الفساد فيها، أرسل إليهم أنبياء ورسلاً يدعونهم إلى الهداية، وفي النهاية يخسف بالكافرين وينجي المؤمنين منهم “قصة فرعون مع النبي موسى عليه السلام خير مثال “، ولذا يستحيل أن يتخلق من رحم الفوضى مجتمع فاسد يسوده انحلال خلقي، فهذه الرذائل لا تسود إلاّ في ظل الفساد والفوضى، وما نشهده اليوم من مظاهر انحلال خلقي لن تؤدي إلاّ إلى مزيدٍ من الفساد حتى يفضي إلى انهيار الوضع القائم واستبداله بوضع جديد يتفق مع الأوامر والنواهي الإلهية.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عمر القاضي
يكفي بعسسة!
عمر القاضي
علي جاحز
الأنظمة المُجنّدة صهيونيا
علي جاحز
وديع العبسي
الكيان في أدنى حالاته
وديع العبسي
عبدالفتاح علي البنوس
لماذا هنية وإيران بالتحديد؟!!
عبدالفتاح علي البنوس
حسن نافعة
خيارات نتنياهو وخيارات محور المقاومة
حسن نافعة
محمد محسن الجوهري
إسماعيل يترجل في ذكرى استشهاد زيد بن علي
محمد محسن الجوهري
المزيد