أربع سنوات من العدوان الكهنوتي والإرهاب الدولي على اليمن برعاية ودعم لوجستي وعسكري من أكبر وأغنى الدول في العالم قيل عن إحداها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لكنها وبعد أربع سنوات من العدوان عبثاً تحاول إعادة توسعها الاستعماري وجبروتها الذي انكسر واندثر تحت أقدام اليمانيين المجاهدين الأحرار ، شمس بريطانيا اليوم أفلت بصمود وثبات لا نظير له وذابت أشعتها أمام قوة البأس اليماني الشديد.
دولة عدوانية أخرى هي الأظلم والأطغى استكباراً بين دول العالم تتبنى ديمقراطية وشرعية المصالح الدولية وتدعي زوراً وبهتاناً وجوب تعايش الأمم وضرورة إحلال السلام وحق شعوب الأرض في نيل حريتها وسيادتها واتخاذ قرارها المستقل لكنها تعمل على النقيض من ذلك.
وتسعى إلى تصدير العنف وممارسة الدجل والإرهاب مستبدلة الحقوق بالحروق والعقوق وجاءت بالعقوبات والأزمات بديلاً عن الحريات وانكشفت مع ذلك حقيقة الأنظمة العالمية والمنظمات الدولية التي تغنت وصمت آذان الشعوب بميثاقها الأممي وعهودها المخروقة بمواقفها تجاه القضايا الدولية وضحايا الطغيان العالمي بسياستها القائمة على المصالح والماديات منتهكةَ بذلك ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأممية والقرارات الدولية .
وكما يقال : البغض والخوف هما توأما الجهل فإني و بعد أربع سنوات من العدوان على اليمن أنعت هذا العدوان بالكهنوتي ، وأجدها تسمية مناسبة لأن دول التحالف مارست بحق اليمن وشعبه الكريم الكهنوتية التي أعتبرها رديفة للطغيان والاستكبار وأساليبها الاستعلائية والعدوانية التي أنتجت العنف والارهاب وولدت الصراعات والآثار الإنسانية والنفسية السيئة للغاية التي أدت إلى معاناة الشعب اليمني وقهره ومظلوميته الأكبر على مستوى العالم .
كهنوتية العدوان تتجلى في علو واستكبار دول التحالف واحتكارها للقرار الدولي وتخويفها لأدواتها وعملائها من التمدد الإيراني وإثارة القلق ونشر الحقد والكراهية والتضليل بواسطة نشر الدعايات والشائعات التي دائما ما تتحدث عن انتصارات وهمية وتحقق إنجازات ميدانية فقط في إعلامها ، ومحاربة الشعب اليمني في قوته ومعاشه من خلال فرض الحصار البري والبحري والجوي .
كهنوتية العدوان على مدى أربع سنوات تدعي الكمال الإنساني الروحي وهي تبث الأراجيف وتنشر الذعر والرهبة بين الشعوب العربية من التمدد الإيراني المزعوم والتوسع الشيعي ، وفي الحقيقة أن دول العدوان الكهنوتي أغاضها بالفعل الاستقرار السياسي والأمني الناتج عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطنية.
لذلك تسعى دول العدوان في باطنها الكهنوتي إلى ممارسة الدجل وتجهيل الشعوب ونبش الإرث التاريخي والعقائدي وتحويل الاتجاهات النفسية إلى أن من يقود المحافظات الشمالية مجرد مليشيا وعصابات تديرها وتمولها إيران الفارسية في محاولة للتأثير على ثقافات وسلوكيات الشعوب الأخرى وتغذية تلك العقول السطحية المهيئة بالواقع الاستعماري واستبدال الهوية الايمانية بأخرى مستوردة من صنعهم وتكييفهم وبما يجعل من تلك العقول منسجمة ومتوافقة مع سياستهم الساعية إلى فرض قرارهم ووصايتهم على الدول العربية بهدف نهب ثروات وخيرات البلدان العربية والإسلامية كما هو واقع في الحالة الخليجية وبالذات السعودية والاماراتية.
وإزاء تلك الانتهاكات بالجملة والتعاطف مع السلوك الكهنوتي العدواني فقد أظهرت تلك الممارسات الوجه الحقيقي والموقف الواضح القائم على تجهيل الكثير من الزعامات العربية وشعوبها واستعبادها والاستخفاف بحضورها وموقعها الهامشي والسيئ على الساحة الدولية والمجتمع الدولي في كهنوتية استثنائية تدعي الاتصال بالسماء والارتباط الروحي وأنهم مميزون عن غيرهم بأن عليهم مسؤوليات ومهام خاصة تسعى لإنقاذ العالم من أعداء وهميين في محاولة لاختطاف عقليات الشعوب والتحكم في مصائرهم وقرارهم.
وبذلك تمارس دول العدوان الارهاب والكهنوت في التأثير على الاتجاهات والمواقف التي أنتجت صراعات داخلية وأنشأت جماعات تعتقد بالطائفية والمناطقية وتغذي الفصائل المسلحة التابعة لها وما يحدث في المحافظات المحررة يجسد الواقع المرير الذي وصلت إليه من خلافات أدت إلى الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد وذلك إنما هو الكهنوت الدولي بذاته الذي خلق أسوأ أزمة إنسانية طحنت الشعب اليمني الذي لا يستحق إلا إجلال وإكبار وإعظام دول وشعوب العالم نظير قوته واستبساله وثباته على الحق قولاً وفعلاً في وجه المستكبرين.
ولأنه يستحق التبجيل والتقدير بأن توضع النياشين والأوسمة قلادةً وضاءة على صدر اليمن الحبيب فقد أثار ذلك حقيقة تلك الأنظمة الاستكبارية وإظهار حقدها التاريخي والعقائدي والكهنوتي الدفين على اليمن الهوية الإيمانية ، على الشعب اليمني القيم الروحية والإنسانية ، على اليمن الحضارة وعراقة التاريخ ، على أرضها ومناخها وتضاريسها وموقعها الاستراتيجي المتميز ..