أمريكا من كان يتجرأ أن يذكرها بسوء.
أمريكا العظمى والقوة التي لا تُقهر، صاحبة القرار، الأمر والناهي على كوكب الأرض، البوصلة والقبلة وكعبة توجّـه القادة والساسة في جميع أنحاء العالم أنظمة وزعامات عالمية وقيادات عسكرية وحزبية ومشايخ دين محسوبة على الإسلام تتهافت للتقرب من الإدارة الأمريكية رغبة ورهبة.
وولاة يسارعون فيهم خوفاً من أن تصيبهم القوة الأمريكية بشيء أَو أن تدرجهم الخزينة في القائمة السوداء، وعسكريًّا هي العصا الغليظة التي تفتك بكل معارضيها أينما كانوا، ومن ليس مع أمريكا فهو ضدها وسيطاله الغضب وستتحَرّك القطع البحرية العسكرية في المنطقة فتهتز الأنظمة وتختضل الركب كما يقولون وتنحني الرجال وترتعد الفرائص وتُنفذ الأوامر ويُعلن لأمريكا الولاء في هذه المنطقة أَو تلك.
عناوين ومسميات من هذا القبيل أخافت وخوفت بها العالم؛ بهَدفِ السيطرة والتحكم به سياسيًّا وثقافيًّا وعسكريًّا، وما هذه الممارسات والشيطنة الأمريكية إلّا خبثاً استطال كُـلّ شيء في العالم، ساعده على ذلك أنظمة جعلت من نفسها مجندة لأجهزة المخابرات والأمن الأمريكي الذي استطاع بنفوذه أن يجعل من حاكم شعب ورئيس دولة عنصر مخابرات يعمل لصالحها دونما مصلحة أَو أجرٍ منها سوى بقائه حاكماً متسلطاً على شعبه ناهباً لثرواتهم، وإن أنفقها فهو إنما ينفق اليسير منها وفي المجال الذي ترضى عنه وتوافق به أمريكا.
لكننا ومع ذلك ورغم اليأس من أُمَّـة رهنت نفسها للطغاة عملاء أمريكا ومع بزوغ فجر الحرية وثورة الشعوب وحركات الجهاد والمقاومة على الهيمنة والغطرسة الأمريكية؛ فقد بدت أمريكا ضعيفة وهشة بل وقشة كما وصفها الشهيد القائد سلام ربي عليه.
لنرى تلك الألقاب والعناوين والقوة العظمى والتي لا تُقهر ما هي إلّا مُجَـرّد أسماء تختبئ خلفها لإخافة الأنظمة والشعوب البعيدة عن الله، والتي لا تعرف الله ولا تثق بوعوده بالنصر والغلبة والتمكين للمؤمنين.
ومع الغطرسة والهيمنة الأمريكية في البحار عبر قطعها البحرية فقد تعرضت للهزيمة والإذلال أمام البحرية اليمنية وبدت عاجزة من مواجهة السلاح اليمني الذي أثبت فاعليته وبقوة في الميدان من خلال استهداف السفن والبوارج والمدمّـرات الصهيونية والأمريكية والبريطانية ما جعلها تسحب قطعها البحرية، لا سِـيَّـما آيزنهاور التي غادرت مهزومة رغم ما تحمله من سمعة وقوة فتاكة، غادرت البحر الأحمر عائدة إلى أمريكا.
وهكذا بدا العجز والفشل الأمريكي من إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة بحرياً كانت أَو عبر الاستهداف المباشر لمواقع ومدن في الأراضي الفلسطينية المحتلّة بما فيها أم الرشراش “إيلات” ويافا “تل ابيب”؛ لنجد أنه وأمام العزيمة والإخلاص والصدق في العمل والقول والتوكل على الله يبدوا كُـلّ شيء من حولك ضعيفاً وهشاً لا يستطيع إيقافك ما دمت تحمل الحق والمظلومية والمواقف الحقة والمشرفة، وهو ما تجلى بوضوح الفشل والهزيمة الأمريكية وتحالف الازدهار لحماية السفن الإسرائيلية التي ذاقت الحصار على حقيقته ومع استمرار العدوان والحصار على غزة؛ فسيكون القادم أعظم وأشد وبالاً على العدوّ الصهيوني والأمريكي وسيدفعون ثمن حماقتهم كَثيراً.
لتسقط هيبة أمريكا وهي الساقطة سلفاً بفضل الله ثم بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فكما تريد أن يكون الله معك كن أنت السباق وتذكر أن كُـلّ شيء هيّن وضعيف أمام قوة الله وأمام من يستمسك بالله ويثق به ناصراً ومعيناً، ولينصرن الله من ينصره..
*نقلا عن : موقع أنصار الله