القرار يمني
يقول ويكوف في حديث صريح لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: "مشكلة اليمن تحتاج إلى جهد عالمي وحل دبلوماسي، ومن الصعب ردع هجمات اليمنيين في البحر الأحمر، التي تستمر بوتيرة عالية على السفن الحربية الأمريكية".ويضيف: "لقد نجحنا في إضعاف قدرات قوات صنعاء، لكن لم نوقف عملياتها العسكرية؛ لأن مهمتنا تتمثل في تقليل قدراتهم، والحفاظ على بعض مظاهر النظام في البحر، أما قرار توقفها فهو بيد اليمنيين فقط، وقد نجحوا بمنع مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية العبور من البحر الأحمر".
من وجهة نظر ويكوف، فإن تطور تكنولوجيا الصناعة العسكرية اليمنية قد يحولها إلى مصدر لها بعد أن جعلت مهمة قواته في البحر الأحمر أكثر خطورة.
ويقر قائد حاملة الطائرات "أيزنهاور"، كريس هيل، لـ"موقعAmerican Homefront الأمريكي، بأن مواجهات البحر الأحمر هي الأكثر تعقيداً للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفق قائد الجناح الجوي الثالث لحاملة الطائرات "آيزنهاور"، مارتن سكوت، فقد تعلم الطيارون الأمريكيون، في معركة البحر الأحمر، صعوبة رؤية المسيَّرات اليمنية على رادارت طائراتهم الحربية.
مهمة مرهقة
يقول الضباط البحري في الحاملة الأمريكية "أيزنهاور"، كيث وودكوك، في تقرير لصحيفة الجيش الأمريكي "ستارز آند سترايبس": "حاملة الطائرات أيزنهاور مرهقة وكلنا مرهقون..".ويقر ضابط أمريكي برتبة لواء من طاقم المدمرة الأمريكية "يو إس إس ميسون" - لم يذكر اسمه- بأن العمليات اليمنية مرعبة لجنود البحرية الأمريكية.
وحسب الصحيفة، يصف جنود البحرية تمديد فترة الانتشار على متن الحاملة "أيزنهاور"، بأسوأ اللحظات، ويعتبرها الملازم كول كاري بالصدمة المروعة.
ويتوقع كبير مستشاري مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، مارك كانسيان، تخفيض أعداد بحارة الحاملات الأمريكية بسبب الإرهاق المستمر في المواجهات مع قوات صنعاء في المعركة البحرية.
وقال القائد الأمريكي المتقاعد كلارك: "إن تآكل وتلف حاملة الطائرات أيزنهاور تعد مشكلة كبيرة تواجه جاهزية سفن وطواقم القوات البحرية الأمريكية، لطول فترة صيانتها من تسعة أشهر إلى عامين".
واعتبر القائد البحري الأمريكي هيل مهمة قواته البحرية في البحر الأحمر تجربة تعليمية؛ كونها عملية معقدة، وتجربة تعد الأولى من نوعها في مواجهة تكنولوجيا المسيَّرات والزوارق والغواصات المسيّرة اليمنية، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، التي لم نشهدها من قِبل.
توازن جديد
وأكد مركز بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، المموّل من وزارة الخارجية الأميركية "ACLED"، أن الطائرات المسيَّرة اليمنية نجحت في فرض توازن جديد على الساحة الإقليمية والدولية.وقال: "إن تكنولوجيا الطائرات المسيَّرة اليمنية التكتيكية تستغل نقاط ضعف العدو، وبالتالي تحقق الانتصارات".
واعتبر موقع "American Homefront Project" الأمريكي استخدام القوات اليمنية تكنولوجيا حديثة وغير مكلفة أبرز التحديات التي تواجه البحرية الأمريكية.
صواريخ صنعاء
وقال القائد العسكري في القوات البحرية البريطانية على صواريخ صنعاء، بيت إيفانز: "صواريخ قوات صنعاء الباليستية سريعة جداً من الصعب اعتراضها أو إسقاطها".إيفانز وهو ضابط عسكري بحري وقائد السفينة الحربية البريطانية "HMS Diamond"، عبر في مقابلة مع قناة "BFBS Forces News"، عن انبهاره بقوة وسرعة الصواريخ الباليستية التي أطلقتها قوات صنعاء على سفينة الحربية.. وقال: "إن صواريخ صنعاء سريعة بشكل لا يصدق، ويصعب التعامل معها بنجاح".
وفي الـ 26 يونيو 2024، كشفت القوات اليمنية عن صاروخ جديد باسم "حاطم 2" الباليستي الفرط صوتي محلي الصنع؛ يمتلك تكنولوجيا متقدِّمة، ودقيق الإصابة، ويصل إلى مسافات بعيدة.
وبرأي مجلة "ناشنيونال أنترست"، فإن معركة البحر الأحمر أظهرت ضعف حاملات الطائرات الأمريكية، وجعلتها عرضة للخطر، بينما كانت رمزا للقوة العسكرية.
وقالت: "أثبت اليمنيون قدرتهم على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بالصواريخ المضادة للسفن في المعركة البحرية الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية".
وكشفت مواقع ملاحية متخصصة في تتبع حركة السفن، يوم الاثنين الفائت، انعدام حركة السفن الأمريكية والبريطانية و"الإسرائيلية"، في مياه البحرين الأحمر والعربي؛ بسبب استمرار العمليات اليمنية المساندة لشعب فلسطين ومقاومة غزة.
وفي العاشر من أكتوبر 2023، أعلنت القوات اليمنية مساندة المقاومة في غزة ضد الجيش الصهيوني بهجمات صاروخية والمسيّرات إلى الأراضي المحتلة بفلسطين، وفرضت حظر بحري على سفن "إسرائيل" والمتجهة إليها والمرتبطة بها في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر خمس مراحل عسكرية تصعيدية.
وبعد شن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن في 10 يناير 2024؛ دفاعا عن الكيان الصهيوني، وسعت القوات اليمنية عملياتها العسكرية إلى استهداف السفن والقطع البحرية المشاركة في العدوان على البلاد.