عبدالباري عطوان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالباري عطوان
كيف “هزم” اليمن أمريكا وحامِلات طائراتها المِلياريّة
أمريكا تُفعّل قرارها بوضع اليمن على قائمة الإرهاب.. كيف احتفل اليمن بهذه “الخطوة المُشرّفة”
“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الردان العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
من منظور حِسابات الرّبح والخسارة: حركة “الجهاد الإسلامي” خرجت مُنتصرة
لبنان: ما هي السّيناريوهات السياسيّة والعسكريّة في المرحلة المُقبلة؟
ماذا يعني “رضوخ” عشر دول أوروبية لشروط بوتين
هل ارتكب الرئيس أردوغان خطيئةً كُبرى بمنع الطّائرات الروسيّة من استِخدام الأجواء التركيّة؟
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
“حزب الله” يعلن الحرب على السعودية والبداية احتضان المعارضة علنيا ورسميا في الضاحية الجنوبية
هل سيُؤرِّخ العام الجديد لطرد جميع القوّات الأمريكيّة من سورية؟

بحث

  
لماذا تخلى ترامب عن خططه ضد ايران، وتوقف بولتون عن الكلام؟؟
بقلم/ عبدالباري عطوان
نشر منذ: 4 سنوات و 10 أشهر و 30 يوماً
الأربعاء 29 مايو 2019 10:33 م



الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ مسيرة التراجع في الأزمة الإيرانيّة، وبات يميل إلى التّهدئة كخِيارٍ بديلٍ عن التّصعيد ولُغة التّهديد التي تبنّاها طِوال الأسابيع الأخيرة، وتمثّلت في إرسال حامِلة طائرات وسُفن حربيّة وقاذفات من طراز B52 العملاقة، وأخيرًا 1500 جندي إضافي إلى المنطقة لم يُعرَف حتى الآن أين ستتواجد، وفي أيّ قاعدة، ولكن هل هذه التّهدئة جديّة أم مُناورة ريثَما تكتمل الحُشودات العسكريّة الأمريكيّة؟

يمكن رصد هذا التّراجع من خلال عدّة مُؤشّرات، أوّلها، التصريح الذي أدلى به في مؤتمر صحافي عقده بعد مُحادثاته مع الامبراطور الياباني الجديد ايوم الاثنين، حيث أكّد “أنه لا مشكلة لديه في بقاء النظام الإيراني، المُهم أن لا تتحوّل الدولة الإسلاميّة الإيرانيّة إلى قوّةٍ نوويّةٍ”، وثانيها، التِزام جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وأحد أبرز قارعي طُبول الحرب بالصّيام عن إطلاق التّصريحات الناريّة، وهو سُلوكٌ لافتٌ لشخص مثله وعد المُعارضة الإيرانيّة بالاحتفال بعيدها المُقبل في طِهران، ومرّ العيد وما زالت وعوده لم تُنفّذ.

نعرف جيّدًا أن ترامب يكذب، وأحصت صحيفة “نيويورك تايمز” 200 كذبة، ولهذا لا يُمكن أخذ تصريحاته على محمل الجد في أيّ قضيّة، فقد عوّدنا في أزمات عديدة، أبرزها صواريخ كوريا الشماليّة الباليستيّة وتجاربها النوويّة، والحرب التجاريّة مع الصين، عوّدنا أن يُصَعّد ليعود إلى التّراجع، ومن ثم التّهدئة، ولعلّ الاستثناء الوحيد الذي يُنفّذ فيه وعوده هو عندما يتعلّق الأمر بالعرب للأسف، حيث يحصل دائمًا على ما يُريد ويُنفّذ كل تهديداته دون أيّ عوائق، والسّبب معروفٌ ولا يحتاج إلى شروح.

ترامب قال إنّه لا يسعى لإيذاء إيران على الإطلاق، وإذا كان الحال كذلك، لماذا ينسحب من الاتّفاق النووي، ويُشدّد العُقوبات الاقتصاديّة الخانِقة التي يفرِضها عليها؟

فالاتّفاق النووي نجح في تجميد إيران برامجها النوويّة، ومنعها من التّخصيب عالي المُستوى، فهل يُطلق رسائل تُوحي بأنّه سيُلبّي الشّروط الإيرانيّة بالعودةِ إلى الاتّفاق؟

الأمر ببساطة يتلخّص في أنّ إيران لم تُرهبها تهديدات ترامب ولم تركع، وكانت الرّسالة التي حملتها لجميع الوسطاء، وما أكثرهم، أنّها لن تذهب إلى مائدة المُفاوضات إلا بعد رفع جميع العُقوبات، والتزام ترامب بالاتّفاق النووي مُجدّدًا، وجرى تعزيز هذا الموقف عمليًّا بتفجيرات لأربع سُفن قُبالة ميناء الفجيرة، وأخرى أقدم عليها الحُلفاء في قِطاع غزّة بإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيليّة (الجهاد الإسلامي)، وإرسال طائرات مُسيّرة ضربت مضخّات نفط سعوديّة غرب الرياض من قبل الحليف اليمني، ويبدو أنّ هذا الموقف الصّلب بدأ يُعطي ثماره.

لا نستبعد أن تكون هذه التّهدئة من قبل ترامب هي نتيجة قناعة راسخة بأنّ أيّ عُدوان على إيران لن يكون بدون ثمن وسيكون باهظ التّكاليف، مُضافًا إلى ذلك أنّ حُلفاءه في المِنطقة، وخاصّةً في فِلسطين المحتلة والخليج (الفارسي) غير جاهزين للحرب، فبنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، اقترب من نهاية المُهلة (الأربعاء) دون أن يُشكّل حكومة، أمّا السعوديّة والإمارات فتُواجهان حرب الطائرات اليمنيّة المُسيّرة المُلغّمة، واحتمالات تصاعُدها في الأيّام المُقبلة، واحتِمال دخولها حرب المُدن والمُنشآت الحيويّة.

تراجع التهديدات بتغيير النُظام الإيراني سواء عبر العقوبات الاقتصاديّة، أو الهجمات العسكريّة، ستصُب في مصلحة القيادة الإيرانيّة، وسيُشكّل كابوسًا لـ”إسرائيل” وبعض الدول العربيّة، والسعوديّة خاصّةً، التي اعتقدت أن الضّربة لإيران باتت وشيكةً، لأن إيران ستخرُج الرابح الأكبر من أيّ تسوية تفاوضيّة لهذه الأزمة إذا جاءت تلبيةً لشُروطها، فبقاء النظام الإيراني، وأي رفع للعُقوبات عنه هو مكسب، ومرحلة لالتقاط الأنفاس، والتفرّغ لملفّات أخرى داخليّة وخارجيّة.

الإيرانيّون بارعون في فُنون المُناورة، وكيفيّة إرهاق الخصم، وانتزاع أكبر قدر من التّنازلات التي تخدم مصالحهم، فمن تفاوض خمس سنوات مع ست دول عُظمى للتوصّل إلى الاتّفاق النووي، يستطيع أن يتفاوض لأشهر، وربّما سنوات، لإدخال تعديلات طفيفة عليه من باب إنقاذ ماء وجه الخصم، في حال كان البديل المُقابل هو رفع العُقوبات،

سياسة ترامب الشرق أوسطيّة تمُر بمرحلةٍ من الانهيار التّدريجي المُتسارع، فلا حليفه في تل أبيب (نِتنياهو) العمود الفِقري فيها، قادرٌ على تشكيل حُكومة حتّى الآن، ولا مؤتمر صهره كوشنر لبيع قضيّة فِلسطين في البحرين يُبشّر بأيّ نجاح، فلم تُوافق على المُشاركة فيه حتّى الآن غير دولتين هُما السعوديّة والإمارات، وفُرص انعقاده باتت محدودةً، ولا نستبعِد تأجيله إلى أجلٍ غير مُحدّد، أو حتّى إلغائه.

هذه الانكسارات للسياسة الأمريكيّة لا تُشجّع على خوض حرب، وإنّما التّراجع وإيثار السّلامة، والبحث عن صيغةٍ ما لإنقاذ ماء الوجه.. فهل يكون اقتراح الاستفتاء الذي طرحه روحاني فجأةً، وبشكلٍ مُتعمّدٍ (حول البرنامج النووي)، هو السّلم الذي سيُؤدّي إلى نُزول ترامب عن الشّجرة، والخُروج من الأزمة؟

لا نملك إجابةً، وكل ما يُمكِن أن نقوله أن هُناك مُؤشّرات عديدة في هذا المِضمار، ولكن مع عدم إسقاط احتِمالات الحرب كُلِّيًّا.. واللُه أعلم.

*رأي اليوم
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
إسماعيل المحاقري
غزّة تواجه العالم ومحور الجهاد يساند
إسماعيل المحاقري
مقالات ضدّ العدوان
د.ابتسام المتوكل
الشاهد شهيدا حيا!
د.ابتسام المتوكل
عبدالفتاح علي البنوس
قمم العار والهزيمة والرد اليماني
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس
يوم القدس العالمي وصفقة ترامب
عبدالفتاح علي البنوس
محمد الصفي الشامي
الداء والدواء ..
محمد الصفي الشامي
عبدالملك العجري
التصعيد الأمريكي الإيراني والسيناريوهات المحتملة لتطورات الصراع
عبدالملك العجري
محمد الوجيه
السعودية وتدخلاتها في اليمن
محمد الوجيه
المزيد