في 20رمضان من العام 1399هـ الموافق 15أغسطس 1979م دعا الإمام الخميني أبناء الشعوب الإسلامية إلى أن يتحدوا من أجل قطع يد الغاصب الإسرائيلي وأن يعلنوا آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوم القدس العالمي بحيث يتحد المسلمون بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني وإحياء قضيتهم العادلة والمشروعة التي تمثل قضية العرب والمسلمين المصيرية وتسليط الضوء عليها بشكل مركز في هذا اليوم لتشكيل لوحة إسلامية عالمية في هذا اليوم ، لوحة إيمانية ترهب أعداء الله من اليهود الصهاينة المحتلين وترسل لهم العديد من الرسائل المباشرة ، بأن الشعوب الإسلامية رغم الجراح والآلام والمنغصات والمكدرات لم ولن تنسى القدس وفلسطين ولن تفرط فيهما على الإطلاق وأن المحاولات البائسة والمخططات الشيطانية السلولية السعودية التي تستهدف فلسطين وتسعى إلى تهويدها ستبوء بالفشل ، وسيكون الإخفاق مصيرها حتى ولو كانت أمريكا المنفذ لها والمال السعودي والإماراتي الممول لها ، فلا تفريط في فلسطين ، ولا مساومة عليها.
في يمن الإيمان والحكمة كان الشهيد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه هو السباق لتبني دعوة الإمام الخميني لإحياء مناسبة يوم القدس العالمي ، حيث تناول ذلك في محاضرة له في 22رمضان 1422الموافق 13ديسمبر 2001م ضمن سلسلة دروس من هدي القرآن الكريم فاضحا اليهود ومستعرضا ما حكاه القرآن الكريم من فعالهم وصنائعهم وجرائمهم وغدرهم ونكثهم للوعود والاتفاقات والمواثيق منذ صدر الإسلام وحتى اليوم ووضع الأمة أم حقيقة هذه الشرذمة الغاصبة المحتلة التي تسعى للهيمنة على المنطقة تحت شماعة بناء دولتهم المزعومة التي تحمل شعار (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل) لقد وضع النقاط على الحروف في هذه المحاضرة ومن أجل مواقفه هذه تم التآمر عليه وتصفيته في إطار المؤامرة الأمريكو صهيو سعودية والتي يمثل العدوان على بلادنا فصلا من فصولها.
ومع تولي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قيادة المسيرة خلفا له واصل المسار التحرري المناهض لإسرائيل والكيان الصهيوني المحتل من خلال المضي في إحياء يوم القدس العالمي ودعوة أبناء الشعب اليمني للمشاركة السنوية في هذه المناسبة والتي تحظى دائما بحضور شعبي واسع وهذا العام ستكون هذه المناسبة ذا زخم شعبي هو الأكبر والأوسع حيث تشهد العاصمة والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى مسيرات جماهيرية مليونية حاشدة إحياء ليوم القدس العالمي تحت شعار ( لا لصفقة ترامب) ، هذه المؤامرة الأمريكية الصهيونية السعودية الإماراتية التي تستهدف فلسطين ، وتؤسس لإقامة دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية ، ومصادرة حق الفلسطينيين في سيادتهم على أراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بالمختصر المفيد، يوم القدس العالمي في اليمن له طابعه الخاص كونه يحمل هذا العام شعار المعارضة والممانعة لصفقة القرن الترامبة السلمانية السلولية السعودية ، حيث سيرسل اليمنيون اليوم في مختلف الساحات رسالة قوية للعالم وفي المقدمة السعودية والإمارات وسيدتهما أمريكا وربيبتها إسرائيل بأن لا قبول بصفقة القرن ، لا قبول بالمتاجرة والبيع والشراء بالقضية الفلسطينية ، ولن ينسى أبناء شعبنا قضية كل العرب والمسلمين وإن تخلى عنها الجميع فستظل القدس قضيتهم الأولى رغم العدوان والحصار والظروف الصعبة والأوضاع المريرة التي يعيشها وطننا وشعبنا ، فهذه ثوابت ومرتكزات أساسية لا مساس ولا تفريط بها مهما بلغت التضحيات ومهما كانت التحديات.
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً ، ونصراً مرتقباً بإذن الله وتوفيقه وتأييده.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.