قرن ٍمن الزمان مضى منذ وعد بلفور المشؤوم والذي بموجبه اعطت بريطانيا الصهاينة وعدا ًبجعل أرض فلسطين وطنا ًقوميا ًلهم يقيمون عليها دولتهم اليهودية، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن والعدو يسعى لتحقيق هذا الوعد الذي كان بالنسبة لهم حلم، والذي بدأ يتحقق يوما ًبعد يوم بفعل التخاذل العربي وخيانة الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية، والتي يسمونها قضيتهم المركزية أو المحورية، ولكن فلسطين تضيع وقضيتها تباع لإسرائيل وتشترى بالمال العربي، والتي آخرها ورشة المنامة الاقتصادية( السلام من أجل الازدهار)،والتي تعتبر تصفية نهائية للقضية الفلسطينية ،وترجمة فعلية لصفقة القرن التي اعلن عنها ترامب سابقا ًوقد بدأها بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وقام بنقل سفارة امريكا من تل ابيب الى القدس العام الماضي، وكذا اعلانه أن هضبة الجولان السورية المحتلة أرض صهيونية.
وأن ما شجع ترامب على اتخاذ قرارات كهذه هو ما تعيشه الأمة العربية والاسلامية اليوم من تخاذل وذل وهوان وما تشهده هذه البلدان من حروب وقتال وتفكك جعل منها لقمة سايغة للعدو الصهيوني، فالحرب والعدوان على اليمن منذ أربعة أعوام ونيف من قبل تحالف القتل السعوصهيواماركي بقيادة امريكا وإسرائيل ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وبقية اذنابهم الاعراب، والحرب على سوريا وليبيا والعراق وما يشهده السودان والجزائر من فوضاء وغيرها، والتي تقوم مملكة بني سعود وبعض دويلات الخليج بتنفيذها بأموالهم وأسلحتهم ،وهي تندرج ضمن تنفيذ وعد بلفور وقيام دولة اسرائيل الكبرى وحدودها من النيل الى الفرات، فالمستفيد الوحيد من هذه الحروب وهذه الفوضى هو الكيان الصهيوني الغاصب، والذي يعيش في ازهى أيامه وأفضل مراحله منذ وعد بلفور مرورا ًبالنكبة الى ورشه المنامة ،فالقضية الفلسطينية ومركزيتها ومحوريتها تعرضت للخيانة العربية والتنازلات للعدو سواء عسكريا ًاو سياسيا ً،فعلى الرغم من ضخامة الجيوش العربية وما تمتلكه من عدة وعتاد إلا ّأنها أمام اسرائيل هزمت عدة مرات، ويستثناء من ذلك حرب حزب الله البناني مع اسرائيل ،وسياسيا ً فكل مؤتمرات السلام العربية الصهيونية كامب ديفيد اوسلو ومدريد ومبادرة السلام العربية ومؤتمر وارسو للتطبيع ، فهي عبارة عن مؤتمرات خيانة وتنازل وبيع للقضية الفلسطينية، من قبل الانظمة العربية لصالح الكيان الصهيوني الغاصب، وما ورشة المنامة إلا ّجزء من هذه الخيانات والتنازلات ،ولكن مقابل هذا وفي الوقت الذي تنعقد ورشة المنامة لتصفية القضية الفلسطينية، يعلن المجلس السياسي الاعلى في صنعاء عن تقديمه مشروع أو خارطة طريق للدول العربية والاسلامية بشأن دعم القضية الفلسطينية عسكريا ًوسياسيا ً واقتصاديا ًوبقاء مركزيتها ومحوريتها للعرب والمسلمين وحق فلسطين في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف واستعادة كامل أراضيه وحق العودة للاجئين.
وأن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا ّبالقوة.
وعاشت فلسطين حرة عربية والقدس عاصمتها الأبدية.