آخر الأخبار
د.عبد العزيز المقالح
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عبد العزيز المقالح
ترامب وصفقاته المشبوهة
أوروبا وأمريكا على مفترق الطريق
ليس القادم أشد هولاً!
المساومة ..
كفانا شكاوى واستغاثات
نحن والخارج الإقليمي والأجنبي
دعاة التطبيع

بحث

  
دعاة التطبيع
بقلم/ د.عبد العزيز المقالح
نشر منذ: 4 سنوات و 9 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 26 يونيو-حزيران 2019 08:56 م


كانت الدعوة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني قاصرة على بعض المغمورين المشبوهين من حثالة الصحافة والسياسة، إلاَّ أنها الآن -وفي هذا الوقت القبيح- صارت مهمة بعض الأقطار العربية الهامشية الباحثة عن دور مشبوه، وعن شهرة فاضحة، تجعلها وبعض كبار موظفيها في الصدارة من الأخبار السيئة. وهذه الأقطار لا تكتفي بالدعوة إلى التطبيع المجاني والمشبوه فقط بل تحرص على اختراع أسباب تثير السخرية، مثل العمل على تطمين العدو، والتقليل من مخاوفه، وكأنه وهو الذي يقتل ويدمر ويغتصب الأرض وينتهك العرض، بحاجة إلى من يطمئنه ليستمر في أداء دوره الطبيعي.

إن فعلاً شنيعاً كهذا ترفض القيام به، أو بشيء منه، أقطار غير عربية معادية للعرب وقضاياهم، ولا يمكن لها بحال من الأحوال أن تخرج إلى العالم مشاهدة الدعوة إلى الرأفة بالكيان الصهيوني والمبادرة إلى تطمينه وتبديد مخاوفه، فأي احتقار للعقل وامتهان للضمير هذا الذي يقوم به قطر عربي محسوب على العرب والعروبة ؟! وقد قيل قديماً وما يزال يقال “إذا ابتليتم فاستتروا”، وإذا كان هذا القطر قد بُلي بالتطبيع مع العدو فلماذا يضيف إلى فضيحة التطبيع فضيحة أكبر وأسوأ كالقيام بدور الداعية إلى التطبيع وإظهار العدو كأنه معتدى عليه وينبغي المسارعة في تطمينه والإحسان إليه بإزالة مخاوفه؟!

لقد بُليتْ بعض الأقطار العربية بالتطبيع مع العدو الصهيوني، وأبرم بعضها معاهدة صلح معه؛ لكنها ترفض القيام بالترويج للتطبيع وتترفع عن أن يتحول إعلامها ووزراؤها إلى دعاة تطبيع ودفاع عن العدو وجرائمه المستمرة في حق الشعب العربي الفلسطيني، واغتصاب أرضه وأراضي الآخرين في الأقطار المجاورة. لهذا تبدو المفارقة فاضحة مع نظام هذا القطر العربي الهامشي الذي كان منسياً وفي آخر القائمة، وسيبقى كذلك هامشياً ومنسياً وفي آخر القائمة رغم هذا الدور الذي يهدف من خلاله إلى التقاط الأضواء والخروج من دائرة النسيان والهامشية.

وللذكرى، أو بالأحرى للتذكر، تجدر الإشارة إلى مثل عربي يتردد في عدد من الأقطار العربية وخلاصته أنه “لا يفعل المنكر إلاَّ شخص لا يذكر”، وهو ينطبق أشد الانطباق على نظام القطر العربي المشار إليه والذي ظل لسنوات في عزلته القاتلة يبحث عن دور حتى لو كان دور المنكر نفسه، وقد تحقق له ذلك الدور وأصبح اسمه يتردد وفي أكثر من مكان وفي سياق لا يشرفه، وكان عليه أن يتجنبه احتراماً لمواطنيه وللطلائع المثقفة التي يؤذيها ويروعها ما يحدث باسم وطنها، وما نراه من عبث وتجاوز للمعاني والقضايا الكبرى التي تجمعه مع أشقائه من أقاصي المحيط إلى أقاصي الخليج.

إن ما يحدث للأقصى وما يتعرض له المصلون كل يوم من تفتيش وتعذيب وتهديد يكفي لإيقاظ الضمير الإنساني ويدفع إلى التعاطف والوقوف في وجه الصلف الصهيوني. يضاف إلى ذلك ما يحدث في غزة من تقتيل وتدمير، وما تقدمه هذه المدينة الباسلة من أبنائها الشبان الذين يبذلون أرواحهم دون تردد.
مرة ثانية أكرر قول هل يكفي ذلك لإثناء دعاة التطبيع عن الاستمرار في دورهم المشبوه وما يتركه في نفوس أبناء الوطن العربي من سخرية وازدراء؟

وكم تمنيت على هؤلاء المطبعين مع العدو أن يتجهوا في محاولتهم التطبيعية إلى واقعنا العربي وأن يبذلوا قليلاً من الجهد في سبيل التطبيع بين الأقطار العربية، وإزالة الجفوة المفتعلة بين هذه الأقطار وهي الجفوة التي وقفت في وجه هذه الأقطار ومنعتها من أداء دورها القومي، فضلاً عن كونها جفوة غير مفهومة وغير مبررة، ولا يستفيد منها سوى الكيان الصهيوني.

أتمنى مرة ثانية أن تجد هذه الكلمات طريقها إلى هؤلاء المطبعين، وبدلاً من تضييع الوقت وإراقة مياه الوجوه في الطريق الخاطئ، أن تكون تلك الجهود مبذولة في الطريق الصحيح الموصل إلى إعادة الترابط واستشعار المسؤولية الكاملة تجاه القضايا التي تؤرق وجدان الوطن والمواطنين.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
هاشم الأهنومي
الدورات الصيفية وفرحة الأشبال…!
هاشم الأهنومي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي الدرواني
اليمن يستنزف أسطول العدوان في البحر الأحمر
علي الدرواني
مقالات ضدّ العدوان
مطهر يحيى شرف الدين
مؤتمر المنامة أم مؤتمر الخيانة والتطبيع !!
مطهر يحيى شرف الدين
هشام الهبيشان
اليمن وهجمات الطائرات المسيرة.. ماذا عن الصفعة القوية للسعودي!؟
هشام الهبيشان
محمد صالح حاتم
محورية القضية الفلسطينية ومؤتمرات الخيانة
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح علي البنوس
مطار الريان ومخطط آل نهيان
عبدالفتاح علي البنوس
د.عبدالعزيز بن حبتور
استيقاظ متأخر جداً لأنصار دول العدوان السعودي الإماراتي على اليمن
د.عبدالعزيز بن حبتور
عبدالعزيز البغدادي
حالُ الأمة وصفاقة القرن في المنامة!
عبدالعزيز البغدادي
المزيد