افتتاح معرض الشهيد الرئيس صالح الصماد وإزاحة الستار عن صاروخ قدس 1 وطائرة صماد1 التجسسية وصماد3 الهجومية وقاصف2 كيو ، إنجاز استراتيجي يتوج إنجازات راكمها شعبنا في سياق معركة التصدي والمواجهة للعدوان ، وهو برهنةٌ عملية لانتصار الإرادة دوما أمام حروب الإخضاع باستخدام القوة الغاشمة والقتل والتدمير والترهيب والحرب النفسية والمعنوية والحصار ، ومِنْ لا شيء اجترح اليمنيون بدائل المواجهة العسكرية وامتلكوا زمام المبادرة الميدانية ، ومن المستحيل أجادوا ابتكار القوة وأبدعوا في تبديل المعادلات ، وكرسوا مفاهيم جديدة حول موازين القوة وقواعد الصراع في الحروب الحديثة والطويلة معا.
والمعرض إذ يقدم أبعادا إضافية في سياق المعركة الوطنية المقدسة ، فإن الأسلحة التي أزاح القائد الأعلى للقوات المسلحة مهدي المشاط الستار عنها ترسم خطوطا استراتيجية أوسع وأشمل لمعركة اليمن إضافة إلى تلك التي رسمتها الضربات الصاروخية والمُسيرة على المطارات والمنشآت السعودية والإماراتية ، غير أن صاروخ قدس1 يضفي بعدا مكملا مضافا لما سبق ، ويعكس الرؤية حول بوصلة الصراع وطبيعته.
المعادلات التي فرضتها عمليات سلاح الجو المسير بعد ضربة التاسع من رمضان تجاوزت مسألة الاختبار لما يمكن أن يخترق منظومات الاعتراض باتريوت مما لا يمكن ، إلى إلحاق أضرار كبيرة في المطارات والقواعد العسكرية السعودية التي يتم استهدافها ، وإذ تكثف القوات المسلحة من ضرباتها الهجومية على مملكة العدوان السعودية يصبح ما كان محط سخرية العدو وأبواقه أضراراً لاحقة بها كل يوم ، وحقائق كبرى أمام مرأى العالم ومسمعه ، وهو أعظم ما أنجزته المسيرات والصواريخ وأبدعته في شأن السعودية تحديدا بالضربات الأخيرة والتي باتت حدثا يوميا لحرب يمنية سعودية لا سعودية يمنية ، ومع توالي الضربات والهجمات على السعودية تحديداً يطرأ التساؤل بشأن الإمارات إذا ما وجهت جولة مشابهة من التصعيد؟
والحقيقة أنه وأمام تشكلات القوة العسكرية وما أنتجته ظروف الحرب ومساراتها من معادلات استراتيجية فإن التساؤلات التي تواجه الإمارات ستكون وجودية ، ولا شك بأن إزاحة الستار عن صماد3 وصواريخ بعيدة المدى أيضا تفرض هذه التساؤلات مرورا بجميع الحقائق التي تشكل حجر الزاوية في عمليات الرد والردع المتصاعدة والتي ستتصاعد في قادم الأيام أيضا ، وعلى ممالك العدوان المفجوعة والخائفة بفشلها وإخفاقها أن تقيم ما ينتظرها من كلف باهظة لاستمرار عدوانها ، فهي وإن حاولت الهروب من فجيعتها باستحضار تحالفاتها المأزومة التي يتراءى لها مع كل متغير أنها تستطيع الاحتماء بها ، عليها أن تدرك بأنها باتت مكشوفة بعد انكشاف مصالحها ومنشآتها أمام الصواريخ والمُسيّرات اليمنية.
عواصمكم وقواعدكم ومطاراتكم وموانئكم تحت القصف ، منشآت النفط وخطوط الإنتاج تحت النيران هي الأخرى ، هل لديكم الاستعداد لتحمل الكلفة ؟ أعظم ما في أسلحتنا أنها يمنية الهوية بأسها شديد فقد صنعت بالإيمان والثقة بالله والتوكل عليه ، قادرة عليكم فهي من بأس الله وقوته وستنزل بكم وبداركم إن لم تبادروا إلى إيقاف العدوان على اليمن ، الوقت لن يكون لصالحكم أبدا كما كان في ما مضى ، أنتم تخسرون كل يوم المزيد ، وستواجهون غدا مخاطر تهدد بقاءكم ووجودكم ، ستتعاظم الخسارة والمخاطر باستمراركم في العدوان على اليمن!
حكمة القيادة ، والتفاف الشعب حول قراراتها وتوجيهاتها ، ثنائية تشكلت عليها قوة الدفاع الذاتية لليمن، وابتنت على أساسها معادلات الحرب والمواجهة ، ومن استراتيجية النفس الطويل والتحول من الفعل النوعي إلى الخيارات الاستراتيجية حدثت التحولات والمتغيرات ، ومن الظروف الصعبة وركام الدمار وضراوة العدوان ووحشيته سيصنع اليمنيون الانتصار ، ومن حق كل يمني اليوم أن يشعر بالفخر والاعتزاز وهو يشاهد بأم عينيه ما أنجزه رجال التصنيع الحربي والعسكري وأبدعوه بعقولهم وخبراتهم ، فالتماسك والصمود الشعبي أساس المعادلات كلها. تلك هي معادلات الحرب المفتوحة التي عناها قائد الثورة وخطط لها بذهنية استراتيجية وإرادة قيادية تنطلق من المبادئ والقيم والثقافة القرآنية ، وبالاستناد إلى تاريخ وقيم وطبيعة وقدرة الشعب اليمني وبالمحفزات المرحلية والتوجهات الاستراتيجية نشهد اليوم انتصارا ناجزا لشعبنا ضد الغزاة ، وفي هذا فإن أول كلمة للسيد القائد بعد العدوان على اليمن تضمنت استراتيجية شاملة للمواجهة انطلق فيها السيد من الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة به والاعتماد عليه ، ورسم فيها مسار حرب الخيارات المفتوحة التي نشهد فصولها اليوم ومع مرور كل يوم تزداد عنفوانا ودويا داخل كيانات العدوان ننقل منها وله «وأقولُ لشعبنا الـيَـمَـني العظيم: ثَبَتَ إخوتُك وشعبُك الفلسطيني في غزة أيَّما ثبات في مواجَهة إسرائيل بكل ما تمتلكُ إسرائيل من قوة، أنت اليوم أَيْضاً جديرٌ بثبات عظيم تقدم به درْساً لكل الشعوب في العالم، توكل على الله، وثق به، واعتمد عليه، وتَحَـرَّكْ، لا تتوانَ ولا تصدِّقْ المرجفين والخانعين، وثق بأن الله معك وأن العاقبة لك وأنك المنتصر، لنا لقاءاتٌ قادمة إن شاء الله، وإذا لم يتوقف العدوان سنعلن خيارات محددة مفتوحة وعملية».
اليقين بالانتصار على الغزاة قوة محفزة للانتصار ، إنما إرادة الانتصار مع الإيمان بالقضية والحق هي القوة الحقيقية ، ومع الثقة بالله والتوكل عليه يتحول هذا الإيمان إلى أعظم قوة في الأرض ، وهذا ما تجسد في حالة اليمنيين ويقينهم وثباتهم وصمودهم وبسالتهم في مواجهة العدوان الغاشم ، وهو يقين مستمد من وعد الله للمؤمنين المظلومين في الأرض.. وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ.