من يتأمل ويتابع حالنا ويفكر.. ماذا ينقصنا نحن كأمة عربية حتى نصل الى ما وصل إليه الغرب، وما هو السبب الذي جعلنا متأخرين ومتخلفين بحيث يصفوننا ويصنفوننا بالعالم الثالث؟
والحقيقة أننا نمتلك كل المقومات التي تجعل منا أمة تتصدر العالم، ولكن للأسف، فإننا نفتقر إلى القيادة المؤهلة والمدربة ،التي تعمل وفق خطط استراتيجية مدروسة تعمل للحاضر والمستقبل مستفيدة من عراقة وأصالة الماضي مستغلة لقدرات وطاقات الإنسان والثروات التي أودعها الله في باطن الأرض، ونحن في اليمن جزء من هذه الأمة، وبما أننا نعيش مرحلة اطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي أطلقها المجلس السياسي الأعلى مؤخرا ًتنفيذا ًلمشروع الشهيد الصماد( يد ٌتحمي ويد ٌ ُتبني)،وهذه تُعدّ أول رؤية استراتيجية طويلة لبناء الدولة يتم اعدادها في تاريخ اليمن الحديث، وأفضل ما فيها انها تعتمد على الإنسان كأساس لبناء الدولة، ولم تعتمد على رصد المليارات لتنفيذ الرؤية رغم أن توفر الجانب المالي مهم في البناء والتطور والحداثة والرقي لأي مجتمع ٍكان..
ولكن يظل الإنسان هو الركيزة الأساسية لعملية البناء والتنمية، وهذا ما ركز عليه مؤتمر البورد العربي والدولي التاسع التنمية المستدامة الواقع والطموح الذي انعقد في صنعاء خلال الفترة 3-1 من يوليو الجاري برعاية دولة رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور، والذي حضره مجموعة من الوزراء أعضاء حكومة الانقاذ، وكان لي شرف الحضور، وتم خلال هذا المؤتمر تقديم ومناقشة عدة أوراق عمل من مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بعملية التنمية المستدامة، وكذا عقد ورش عمل تصب في هذا الجانب وهذا المؤتمر يعد بداية جيدة في الاتجاه الصحيح لتعريف المجتمع بمفهوم التنمية المستدامة وآثارها على سير عملية البناء والنهوض بالمجتمع، ومن خلال أعمال المؤتمرات والأوراق التي قدمت فيه وكذا التوصيات التي خرج بها المؤتمر، يتضح جليا ًأن التخطيط الجيد والسليم والتأهيل والتدريب هو الأساس للبناء والنهوض، وأننا إذا أردنا التقدم فعلينا الاهتمام بتعليم وتدريب وتأهيل الإنسان بحيث يصبح قادراً للعمل والمساهمة في عمليه التنمية والبناء وان يكون عملنا وفق استراتيجية طويلة الأمد ،وأن لا نظل نعمل وفق خطط ورؤى آنية فقط.
فبالتعليم الجيد والتدريب والتأهيل والعمل بالروح الوطنية نستطيع النهوض بمجتمعاتنا والوصول الى مصافي الدول المتقدمة، وإننا نطالب الحكومة بضرورة الاهتمام ببناء الانسان اليمني وتأهيله واستغلال قدراته وطاقاته والتوسع في بناء المعاهد المهنية والتقنية المعنية بالتأهيل والتدريب وكذا اشراك الرأس مال الوطني في انشاء المعاهد والكليات العلمية التخصصية خاصة النادرة منها والتي لا تستطيع الدولة إنشاءها في الوقت الراهن، وعلى الحكومة ووزارة التربية والتعليم العمل على اعداد مناهج دراسية تعمل على تخريج أجيال متعلمة مؤهلة تساهم في بناء اليمن الجديد .
كما ندعو الحكومة إلى تنفيذ مخرجات وتوصيات مؤتمر التنمية المستدامة وأن لا تظل حبيسة الأدراج وحبر على ورق، وأن يتم عقد مؤتمرات مماثلة تعنى بالتنمية المستدامة، وفي الأخير نشكر قيادة البورد العربي للاستشارات والتدريب والتنمية البشرية برئاسة الدكتور احمد البدري الذين يولون التدريب أهمية كبيرة في عملية البناء والتنمية، والشكر كذلك للرئيس الفخري للبورد العربي والأب الروحي للتنمية والإدارة والاقتصاد البروفيسور عبدالعزيز الترب الذي كان له حضور فعال خلال أعمال المؤتمر رغم حالته الصحية الصعبة وما يعانيه من آلام في العين إلاّ أنه آثر على الحضور والمشاركة في أعمال وادارة جلسات المؤتمر، وهكذا هم الوطنيون المخلصون للوطن تجدهم سباقين في الصفوف الأولى للدفاع عن الوطن ومساهمين في عملية التنمية والبناء.
عاش اليمن حراً ابياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء.