د.عبد العزيز المقالح
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عبد العزيز المقالح
ترامب وصفقاته المشبوهة
أوروبا وأمريكا على مفترق الطريق
ليس القادم أشد هولاً!
المساومة ..
دعاة التطبيع
نحن والخارج الإقليمي والأجنبي
دعاة التطبيع

بحث

  
كفانا شكاوى واستغاثات
بقلم/ د.عبد العزيز المقالح
نشر منذ: 5 سنوات و 4 أشهر و 11 يوماً
الخميس 11 يوليو-تموز 2019 07:48 م



أعتقد أنه في حالة ما لو حاولت مجموعة من الباحثين إحصاء الشكاوى التي تقدمت بها بعض الشعوب إلى مجلس الأمن والمنظمة الدولية للأمم المتحدة، لكان أغلب تلك الشكاوى من الأقطار العربية، وهي شكاوى مزمنة يعود أكثرها إلى بداية إنشاء هذه المنظمة. ولم يحدث أن تقدم شعب أو جماعة بشكوى واحدة من هذه الأقطار التي تعاني مظلومية تاريخية تتجدد موضوعاتها ودلالاتها بتجدد الزمان والأحداث.

 وإذا كانت المنظمة الدولية ومجلسها يتخذان دائماً من الشكاوى العربية موقف الصمت في الغالب، فإن موقفاً إيجابياً واحداً لم يحدث مقابل هذا الكم الهائل من الشكاوى وأحيانا من الاستغاثات العاجلة.

وما يحدث الآن من تحديات عدوانية إقليمية في بعض المناطق الساخنة ما يجعل المتابع يحتار تجاه ردود الأفعال التي لا تخرج عن السياق المعروف والمألوف، وأعني به سياق الشكاوى، مع المعرفة المسبقة التي تؤكد عقم هذه المواقف، وما يصدر عنها من استمرار الأعداء في عدوانهم واستفزازاتهم .

إن كثيراً مما يقال عن الحكمة وتجنب التحدي المماثل ما هو إلاَّ شعار العاجزين، والتعبير الأوضح عن تفكك الأمة وترك أطراف الوطن العربي عرضة للعدوان والتهديد المستمر، والعالم على يقين بأن موقفاً موحداً وحازماً للأقطار العربية كفيل بأن يردع أي معتد أجنبي أو اقليمي، فما يمثله الوطن العربي من ثقل على المستوى الدولي والاقليمي ليس محل تجاهل أو تشكيك.

والسؤال المؤرق والمهم هو: متى سيكون التضافر وإظهار الشعور المشترك إن لم يكن في هذه الأوقات التي تحاول فيها بعض القوى المعادية إبراز أبنائها وإظهار ما تخفيه من نوايا سيئة؟ ولهذا فإن القطر العربي الذي يتقدم بالشكوى إلى منظمة الأمم المتحددة، أو المجتمع الدولي، لا يلام، وإنما اللوم كله ينبغي أن يصب على بقية الأقطار الشقيقة التي تقابل كل ما يحدث لذلك القطر بالصمت والتجاهل المطلق. وما دام ذلك هو حالنا، فإننا لا بد أن نتوقع المزيد من العدوان الذي يضرب هنا ويضرب هناك، وأن نكون على يقين بأن الوطن العربي بكل إمكاناته المادية والمعنوية في حالة سبات ولن يفيق مهما تعددت الضربات وتكرر العدوان.
ومن أماني كل عربي أن تتوقف الشكاوى وتتحول إلى مواقف ولو محدودة، ولن تتحقق هذه الأمنيات في غياب الشعب العربي وانشغال أقطاره بالصغير والثانوي من الأمور.

فغياب الشعوب هو الذي يصنع الحالة الراهنة بكل ما فيها من ضعف واستسلام لردود أفعال الواقع. يضاف إلى ذلك ضعف دور المنظمات المدنية وانشغالها بصغائر الأمور أيضاً؛ لذلك لم يبق أمام الجميع سوى وسيلة واحدة هي الشكوى لمنظمات غائبة جذورها، ولمجتمع دولي غير فاعل ولا موجود.

كل هذا جعل من المستحيل تجاوز الحالة الراهنة والعبور نحو المستقبل بكل ما يمثله للشعوب الحية من معالم التطور والتغيير نحو الأفضل. ومهما تكن المعوقات، فإن باب الأمل ينبغي أن يظل مفتوحاً، لاسيما لدى الأجيال الجديدة، طموحاتها وأحلامها المختلفة وشعورها العميق بأنها تمثل زمناً جديداً، وحياة مليئة بكل ما تطمح إليه وتفكر فيه.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
ضيف الله الشامي
للشامتين والساخرين..!!
ضيف الله الشامي
عبدالرحمن مراد
عن ضرورات الوعي بمسارات المرحلة
عبدالرحمن مراد
عبدالملك العجري
في معرض الصماد تتجلّى العبقريةُ والأصالة اليمنيتان ..
عبدالملك العجري
عبدالفتاح علي البنوس
عودة الجاهلية إلى الجزيرة العربية
عبدالفتاح علي البنوس
د.أحمد الصعدي
معرض الشهيد صالح الصماد للإرادة الحرة المستقلة
د.أحمد الصعدي
محمد صالح حاتم
التخطيط والتأهيل أساس البناء والتنمية
محمد صالح حاتم
المزيد