هجوم الدمام يقلب المعادلة العسكرية، حيث انه استفزاز مباشر للقوات الأمريكية المتمركزة على مياة الخليج . الصاروخ الذي وصل إلى الدمام، بتوقيع جماعة أنصار الله الحوثية، يمكنه الوصول إلى القاعدة العسكرية الأمريكية، وهو يأتي بعد سلسلة تجارب لم يعلن عنها.
كما انه يستهدف شركة النفط ارمكو، فالدمام تعني النفط والاقتصاد وامريكا.
فوجود القوات الأمريكية في الخليج كان استفزازا للقوات اليمنية، التي تجد فيها هدفا عسكريا مشروعا ، خاصة بعد زيادة عدد هذه القوات، واتخاذ السعودية مقرا لها.
ان مشاركة أمريكا في الحرب على اليمن ، لم تعد مجرد تهمة حوثية، بعد اتضاح كل الحقائق والدلائل المادية، التي تؤكد ان الحرب على اليمن التي اعلنت من واشنطن ، هي حرب امريكية، كان يراد بها ضرب الحلقة الأضعف في الحلف الإيراني ، حيث ان اليمن هي الأقل تأثيرا على إيران واقل تواجدا وحضورا من قبل العنصر الإيراني.
وكما صرح الناطق الرسمي باسم أنصار الله ، ان كانت إيران فعلا في اليمن ، لما تجرأت السعودية على ضرب اليمن.
لكن الحلقة الأضعف ، قلبت الموازين ، والمعادلة العسكرية، برفعها لمستوى رد الفعل، وبدء تهديد مصالح أمريكا في الخليج ، وتهديد امريكا مباشرة .
انها المرة الأولى التي تشعر فيها أمريكا بالتهديد من قبل قوة عربية ، منذ انهاء النظام العراقي وإسقاط صدام حسين.
فلقد كان التهديد دائما ايرانيا، واردات أمريكا بضرب اليمن توجيه رسالة تحذير لإيران ، لكن الرد على الرسالة لم يكن متوقعا ولا سهلا.
فليس من السهل ان تبدو امريكا محاصرة في مياه الخليج الفارسي ، بزوراق الحرس الثوري ، وصواريخ الحوثيين، وهجمات تنطيم القاعدة التي يمكنها العودة في أي وقت. بعد ان كان تسجيل اخر ظهور لها بضرب بارجة أمريكية على مقربة من السواحل اليمنية قبل اكثر من 18 عاما.
لقد جاءت امريكا لقدرها، حيث أن تواجدها على مرمى صواريخ جماعة شعارها الموت لامريكا ، لن يمر بسهولة ، وكل هذا مرهون بوقف الحرب على اليمن.