يعني أن الكارثة الإنسانية التي تمر بها هي اليمن هي الأسوأ في العالم، يعني أن حجم الخسارة يفوق احتمال البلد الضعيف، ويعني أن حجم الكارثة اكبر من نتائج الكوارث الطبيعية ومنها ما حدث مؤخرا في تكساس الأمريكية، وان حتى الدول الغنية لا تستطيع تحمل تبعات ذلك، فما بالكم ببلد منهار اقتصاديا، وتقتله الحرب يوميا.
يعني أن اكثر من نصف المنشآت الصحية ) المتواضعة اصلا) خرجت عن الخدمة، والنصف الآخر يعمل باقل من نصف طاقته وإمكانيه.
يعني أن ملايين اليمنيين بحاجة إلى إنقاذ سريع، ومراعاة وضعهم المأساوي، يعني ان الأطفال الذين يموتون من الإسهال والأمراض المعدية بسبب ضعف الحماية الصحية اكثر من عدد الأطفال الذين تقتلهم الحرب بشكل مباشر، ويعتبرون ضحايا غير مرئيين.
يعني ان المجاعة والأوبئة تنتشر، وانهيار المنظومة الصحية يزيد من تفاقم الوضع، ويعني أن الصراع المسلح، والحصار يمنع وصول المساعدات الشحيحة اصلا.
اليمن أساسا بلد فقير تنمويا، وصحيا، وحين تنهار منظومته الصحية فإنه مؤشر الخطر يرتفع لأعلى منسوب في العالم ، أن حياة وصحة الناس في خطر، بسبب الحرب والحصار وخروج المنشآت الصحية عن أداء مهمتها، وضعف وصول المساعدات الإنسانية.
الاوبئة والأمراض تزداد انتشارا، والامراض المزمنة والحالات الطارئة فقدت الرعاية الصحية، مستشفيات بأكملها اقفلت او دمرت، كادر صحي غير قادر على تغطية الاحتياج، وأدوية فقدت أو شحت في الأسواق، والناس بلا غطاء طبي.
اليمن يعاني أساسا من نقص المستشفيات وضعف الكادر الطبي، والرعاية الصحية، وحين تصاب البنية الصحية في اليمن الضعيفة أساسا بهذا الدمار، فإن مستوى الكارثة يفوق ما تراه في الإعلام، ويفوق ما يمكن أن يتحمله أي شعب في العالم. والإعلام لا يضغط كفاية في هذا الموضوع.
المنظمات الدولية والأمم المتحدة تحذر، وعاجزة عن فعل شيء، وأوبئة كالكوليرا تخلص منها اليمن في السبعينيات ، عادت للظهور وانتشرت بسبب الأعمال والحرب،
والمسؤولية الأخلاقية تجاه اليمن تلزم الدول الغنية، وأولها دول الجوار بسرعة إنقاذ اليمن
اليمن يحتاج إلى إغاثة عاجلة وطارئة .. ولن ينتظر انتهاء الحرب، وكون اليمني يتحمل ويتكيف مع الظروف الصعبة، ويموت بصمت، فهذا لا يعفي العالم من مسؤوليته الأخلاقية تجاه هذا البلد العزيز الكريم.