مثلت عملية سلاح الجو المسيَّر الواسعة التي استهدفت حقل الشيبة النفطي السعودي على الحدود السعودية مع أبوظبي نقطة تحول نوعية في معركة الردع الموجهة ضد التحالف السعودي السلولي ، فهي العملية الأولى من نوعها منذ بدء العدوان على بلادنا التي تستخدم فيها عشر طائرات مسيَّرة دفعة واحدة ، وهي المرة الأولى التي تصل فيها الطائرات المسيَّرة اليمنية إلى الحدود السعودية الإماراتية لتضرب حقل الشيبة النفطي الإماراتي المغتصب من قبل النظام السعودي الذي يبعد عن إمارة أبو ظبي قرابة 10كم ، حيث يعد هذا الحقل من أهم الحقول النفطية لجارة السوء السعودية فهو ينتج ما يقارب مليون برميل يوميا بمتوسط دخل يقارب50مليون دولار ، وبقدر الأهمية التي يمثلها هذا الحقل النفطي السعودي ، تبرز أهمية العملية النوعية التي استهدفته والتوقيت الذي نفذت فيه ، والموقع الجغرافي لهذا الحقل ، وتتبدى الكثير من الرسائل التي سعت القيادة ومن خلفها أبطال سلاح الجو المسيَّر اليمني إلى إرسالها للكيانين المأزومين السعودي والإماراتي..
فالكيان السعودي المتغطرس الغارق في الوحشية والإجرام تلقى صفعة قوية بوصول عشر طائرات مسيَّرة لحقل نفطي يقع في آخر نقطة حدودية لها شرقا مع الإمارات ، متجاوزة منظومات الباتريوت وثاد التي ظن آل سعود أنها ستنجيهم من جحيم طائراتنا المسيَّرة وصواريخنا البالستية وهذه رسالة تحد قوية ، وهي في الوقت ذاته رسالة تأكيد على أن القدرات الدفاعية اليمنية قادرة بعد أكثر من أربع سنوات من العدوان على التحول من الدفاع للهجوم ، وأن تنتقل من مرحلة الرد إلى مرحلة الردع والتأديب ، وأن تكون صاحبة المبادرة في الهجوم والمباغتة ، وأن يد سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية اليمنية قادرة على أن تطال كافة الأهداف والمنشآت الحيوية الاستراتيجية السعودية بما في ذلك مصافي وحقول النفط التي تمثل الشريان الرئيسي للاقتصاد السعودي ، وهو ما يمثل مصدر رعب للمعتدي السعودي ، وهذا هو سر اعترافهم السريع بالعملية على خلاف العادة ، وذهابهم للنحيب والعويل وذرف دموع التماسيح والبحث عن تعاطف دولي معهم بعد أن أدركوا أن القدرات العسكرية اليمنية في تطور مستمر وأن العزف على أسطوانة الدعم الإيراني والسلاح الإيراني بات ضربا من ضروب السخف والعبط والحماقة ولم تعد هنالك من قابلية لهذا الطرح ، ولم يعد هنالك من مجال لإنكار القدرات الفائقة لوحدة التصنيع الحربي التابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية..
وعلى الجانب الإماراتي شكلت عملية توازن الردع الأولى التي استهدفت حقل الشيبة النفطي رسالة تحذير أخيرة للغر محمد بن زايد وغلمان الإمارات بالكف عن حماقاتهم ، وكف أذاهم عن اليمن واليمنيين ، والانسحاب من اليمن وايقاف كافة الممارسات الرعناء التي تمارسها من تحت الطاولة لإرباك المشهد اليمني وإسقاط الجنوب في شراك الانفصال وتحويله إلى ساحة صراع وتصفية حسابات مناطقية وسلالية وعنصرية مقيتة تصب في مصلحتها وتخدم أهدافها ، خصوصا بعد أن اتضح الدور القذر والمؤامرة القذرة التي تحيكها الإمارات بواسطة أدواتها الرخيصة فيما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي والتي تجلت في تهجير أبناء المحافظات الشمالية والسيطرة على كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية التي كانت خاضعة لسلطة شرعية الفنادق المزعومة بعد مواجهات ومعارك دامية ، والذهاب نحو إعلان الانفصال وظهور بوادر حرب مناطقية على غرار أحداث يناير 1986م، حيث أوصلت العملية رسالة قوية للإمارات بأننا نمتلك القدرة على دك منشآتهم الحيوية في دبي وأبو ظبي في أي لحظة ، وعليهم تصويب وتصحيح مسارهم قبل أن يقع الفأس على الرأس ويطالهم غضب الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة اليمنية..
بالمختصر المفيد: عملية توازن الردع الأولى هي مفتتح لعمليات قادمة ما تزال قيد الانتظار، وعلى العدوين السعودي والإماراتي ومن دار في فلكهما أن يراجعوا حساباتهم ، ويسارعوا إلى ايقاف العدوان والانسحاب من اليمن ، بعد أن فشلوا في عدوانهم وأحبطت كافة مؤامراتهم ، وحصدوا الخيبة والخسارة ، فالحسم العسكري الذي لطالما عملوا من أجل الوصول إليه لن يتأتى لهم مطلقا ، وأن استمرار عدوانهم وحصارهم ، سينعكس سلبا عليهم ، وسيضاعف من حجم وطبيعة القدرات الدفاعية والهجومية للجيش واللجان الشعبية ، وهم فقط من سيدفع ثمن ذلك غاليا جدا ، حينها لن ينفعهم ترامب ، ولن تشفع لهم مليارات الدولارات التي دفعوها له ، مقابل الحماية والإسناد ، وسيجدون أنفسهم فريسة سهلة للجميع ، وحينها لن يجدوا من يتعاطف معهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .