تحتضن العاصمة الألمانية برلين اليوم الأحد أعمال المؤتمر الخاص بالأزمة الليبية ، والذي تتظاهر من خلاله الدول المشاركة بأنها تسعى للتوصل إلى حل للأزمة الليبية وايقاف المواجهات المسلحة بين قوات خليفه حفتر الموالية المدعومة إماراتيا وروسيا وبين ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني الإخوانية المدعومة من تركيا ، حيث كشفت المواقف الدولية تجاه الأزمة الليبية عن دخول لاعبين جدد فيها ، وكل طرف لديه أجندته وأهدافه الخاصة التي يسعى من أجل الحصول عليها .
الأطراف الخارجية المشاركة في مؤتمر برلين تسعى جاهدة للحصول على حصتها من الثروة النفطية الليبية من خلال إسناد الطرف الليبي الموالي لها ، وهو ما يتيح لها مستقبلا الحصول على امتيازات استثمارية نفطية ، فالنفط الليبي هو محور الصراع في ليبيا ، وهو السبب الذي دفع الغرب والشرق ودول الجوار الليبي إلى حشر أنفسهم في الأزمة الليبية ، بغية الحصول على العوائد والفوائد المرجوة ، والتي يسيل لها اللعاب ، ولذلك يجتمعون غدا من أجل تقاسم النفط الليبي لا من أجل حل الأزمة الليبية .
فلو كانوا يريدون حل الأزمة الليبية لما أقحموا أنفسهم في الشأن الداخلي الليبي ، فالأزمة ليبية داخلية وحلها بيد الليبيين أنفسهم ، ولولا التدخلات الخارجية لما وصلت الأزمة إلى ما هي عليه اليوم ، كل طرف ليبي يستقوي بأطراف خارجية تمده بالمال والسلاح على أمل أن تجني أرباح ذلك مستقبلا ، وفي الوقت الذي كان المفترض فيه أن تتدخل الجامعة العربية- باعتبارها الكيان العربي المعني بحل الخلافات العربية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء- ظل هذا الكيان العربي الاسم ، العبري المواقف والتحركات يغذي هذا الصراع نزولا عند رغبة الممولين والداعمين لها ، ليجد هذا الكيان العار نفسه من المدعوين للمشاركة في مؤتمر برلين ، وهي إهانة لهذا الكيان المشبع بالعمالة والارتزاق والذي يمثل الخنجر المسموم في جسد الأمة العربية ، والذي ظل وما يزال أداة بيد السعودية والإمارات ومصر توظف لخدمة مصالحها وتأييد وشرعنة مواقفها ، فهو من أيد الحرب على سوريا ، والعدوان على اليمن ، ومن داخل هذا الكيان تحاك المؤامرات والمخططات ضد لبنان والعراق وليبيا وفلسطين .
يريد الغرب أن يكون العربان وجامعتهم شركاء في تأجيج الأزمة الليبية من خلال مؤتمر برلين الذي يراد له أن يشهد البداية العملية لتمزيق وتفكيك ليبيا وتقاسم ثرواتها النفطية ، كل الشواهد تؤكد أن أي تدخل خارجي في شؤون أي دولة لا يأتي بخير لهذه الدولة ولا لشعبها ، فالخارجي يبحث عن مصالحه فقط ، ويرى في دعمه للعملاء الموالين له في هذه الدولة اليد والذريعة التي يمكن من خلالها التدخل في شؤونها كوسطاء لحل الأزمة أو الخلاف القائم: شاهدنا نتاج التدخل الخارجي في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وتونس ومصر وليبيا واليمن والصومال ، وما حصدته هذه الدول من ويلات جراء الحروب والصراعات والفتن والأزمات التي دفعت وما تزال شعوب هذه البلدان ثمنها غاليا .
بالمختصر المفيد: مؤتمر برلين مؤامرة جديدة ضد ليبيا شعبا وثروة وسيادة ، المشاركون فيه يحثون الخطى من أجل الحصول على النصيب الوافر من نفطها الذي عليه تدور الدوائر ، ووحده الشعب الليبي الذي سيدفع الثمن بعد أن تسلط عليه حثالة من المرتزقة الذين يدينون بالولاء للخارج، وله يقدمون قرابين الولاء والطاعة ، ويذهبون بوطنهم وشعبهم نحو الجحيم من أجل سلطة زائلة ، وثروة باتت مطمعا للكثير من الطامعين الدوليين وأدواتهم في الشرق الأوسط ، وهو ما يستدعي تحرك الشارع الليبي للتخلص من الخونة العملاء ، وتمكين القيادات الوطنية – الوطنية من إدارة شؤون البلاد وخدمة الشعب الليبي الكريم الذي لا يستحق كل هذا العقوق والجحود والتآمر القذر والمغامرة الأكثر قذارة التي عليها الأطراف العميلة المتناحرة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .