من فيض بحر علمه الغزير وحرصه الشديد لمدة ساعة وأكثر، تحدث السيد عبدالملك عن الهوية الإيمانية وعن واقع الأمة وعن المطبعين مع إسرائيل، عن التبعية لأمريكا وعن العدوان على اليمن وعن عدد من المواضيع المهمة، وجدد تمسكنا بموقفنا من القضية الفلسطينية وعدائنا للصهاينة.
روح المسؤولية والصدق والجد والثبات والاهتمام والتمسك بالهوية الإيمانية والحرص على تنمية مقومات هذه الهوية، هي أهم العناصر التي غلبت على كلمة السيد القائد، والتي تؤدي إلى الاستقامة والقوة والنصر، وأكد تأكيد الواثق بالله للشعب الصامد على أننا ببركة الهوية الإيمانية سننهض بإذن الله تعالى نهضة حضارية، ونحقق لأنفسنا الاستقلال التام والحرية والعزة والكرامة. هكذا تحدث السيد القائد بملء فمه وبأعلى صوته ومن صميم ثقته بالله.
في كلمة السيد عبدالملك بمناسبة جمعة رجب، تحدث عن فئات محسوبة على المسلمين تنخر جسد الأمة من الداخل لمصلحة أعدائها، وهم المنافقون الأعراب الذين قالوا آمنا، ولكن انتماءهم لهذا الدين انتماء شكلي ومواقفهم وأعمالهم خالية من الصدق الإيماني.
ركز السيد القائد في كلمته بشكل مكثف ومباشر على التحديات والأخطار التي تتربص بهذه الأمة، وقال إن الإيمان الصادق القائم على الوعي والثقة بالله هو أهم عوامل القوة لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها، وأضاف أن الإيمان منظومة متكاملة جهاد ومواقف وأعمال وفق توجيهات الله.
الاستهداف المكثف والممنهج الذي تتعرض له الأمة الإسلامية من قبل أعدائها بمختلف تصنيفاتهم، وفي مختلف جوانب الحياة، تحدث عنه السيد عبدالملك وقال إن الهدف هو إضعاف كيان هذه الأمة والسيطرة عليها، وإن الحل يكمن في الانتماء الإيماني الصادق الذي هو كفيل بالنهوض بهذه الأمة وإفشال مخططات الأعداء.
كلمة السيد عبدالملك هي عبارة عن رصيد إيماني، وعبارة عن تثقيف قرآني وتشخيص دقيق لواقع الأمة اليوم، وعلاج شافٍ وشامل لكل الأمراض ولكل الأعراض الجانبية التي تستهدف الإنسان المسلم من جهة الشيطان وأعداء الإسلام.
كلمة السيد القائد بمناسبة جمعة رجب هي عبارة عن منظومة من الإرشادات والتوجيهات القرآنية المشحونة بالقيم الإيمانية التي نحن في أمس الحاجة لمعرفتها والعمل بها في وقعنا لكي تنتشلنا مما نحن فيه وتمكننا من التغلب على أعدائنا ونحقق لأنفسنا القرب من الله ونحقق لأنفسنا الاستقلال.
عندما تتوفر عناصر الوعي والنور والعزة والرحمة والاستقلال والقوة المعنوية لدى هذه الأمة تستطيع أن تنقذ نفسها في الدنيا والآخرة، تنقذ نفسها في الدنيا من أعدائها، وتنقذ نفسها في الآخرة من سخط الله وعقابه.
أبرز عوامل القوة هو الإيمان الصادق الذي يترتب عليه الحرية والاستقلال والعزة والكرامة، ومتى ما تحقق ذلك تستطيع الأمة أن تدفع عن نفسها كل خطر يستهدفها من جهة أعداء الإسلام. هذا بعض ما فهمناه من كلمة السيد عبدالملك حفظه الله.
الأثر المهم للإيمان في تنظيم العلاقات والروابط بين أبناء هذه الأمة في واقعهم الداخلي، وهي قائمة على الرحمة والتواصي بالحق والصبر والتوجه إلى تجسيد مبادئ الإيمان في الواقع اعتصام وتوحد وتكاتف وعمل وجهاد ومواقف مشرفة في مواجهة الطاغوت، هذا ما أكد عليه السيد القائد في كلمته.
استنتاج واستدلال وأمثلة وشواهد من الماضي القريب والواقع المعاش تحدث عنها السيد القائد سواء في ما يتعلق بالجانب الداخلي اليمني أو واقع الأمة بشكل عام، في سياق حديثه عن الهوية الإيمانية، مؤكداً أن التبعية لأمريكا أكبر خطر يهدد الهوية الإيمانية، وقال: إذا لم يمتلك الإنسان هوية إيمانية يمكن أن يفرط حتى بوطنيته.