إبراهيم سنجاب
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إبراهيم سنجاب
والذين معه.. لبيك يا رسول الله
السلام المتأرجح بين العقوبات والمبادرات
مبادرة أم إنذار؟
استسلمت إدارة ترامب للفشل فتذكرت اليمن
أمريكا – إيران لا حرب ولا سلام
تدويل الفشل أم تدويره ؟
الكواليس لن تبقى كواليس
فهل أنتم منتهون ؟
نحن هنا أين أنتم ؟
بعد2000 يوم من العدوان على اليمن

بحث

  
كتائب المستغفرين على أبواب مارب
بقلم/ إبراهيم سنجاب
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 19 يوماً
الإثنين 09 مارس - آذار 2020 06:41 م



لو كانت مارب هي هدف جيش ولجان صنعاء لما توقفوا على أبوابها يطلبون الإذن بتحريرها قبل أن يقتحموها ،وهم الذين جاءوها من الجوف وما أدراك ما الجوف ؟ قطعة من الأرض على الحد الجنوبي للسعودية -مساحتها تساوى 4 أضعاف مساحة مشيخة قطر وضعفي مساحة قطر والبحرين معا – اجتاحتها قوات صنعاء في عدة أيام . أما طرد أخوان اليمن وقيادات الشرعية من الجوف ومطاردتهم حتى مارب فتلك حكاية أخرى ستتوارثها الأجيال , عن يمنيين قبلوا على أنفسهم المهانة حيثما حلوا , وتاجروا في دماء الفقراء والمغيبين بنفس مهاراتهم في التجارة بالدين والشريعة, وهم الذين خلفوا وراءهم أحدث الأسلحة الحديثة , طائعين مختارين في مقابل النجاة بأبدانهم وأموال ارتزقوها برهن مستقبل بلادهم وتاريخ قبائلهم ، إنها الجوف التي تحررت في أقل من أسبوع , حيث لا تعقيب من رئاسات التحالف وحكومة الشرعية , ولا حتى المجلس الإنتقالي المثير للجدل في الجنوب .

وكأن محافظة الجوف تقع ضمن حدود دولة رواد الفضاء وليست موقعا جغرافيا استراتيجيا وغنيا بالبترول، وله فصل في كتاب كيف نفقر اليمن ؟ من فرضة نهم إلى نهم ثم الجوف ، وما قبلها من معارك حربية أدارتها صنعاء بحكمة اليمنيين وإيمانهم ، في أكثر من 40 جبهة في كل مساحة اليمن ، على مدى 5 سنوات من العدوان الخارجي و 10 من الاقتتال .

الداخلي منذ ثورة 2011 كتائب المستغفرين على أبواب مارب في كل مرة يحققون نصرا , تأتيهم التوجيهات سبحوا الله واستغفروه , اركعوا واسجدوا واحمدوا الله واشكروه , إنهم أبناء عبد الملك , وجوه معفرة باليقين , وأياد متربة بالحق , وأقدام حافية لا تفرق في مسيرها بين الرمال الملتهبة أو الباردة . صيفهم كشتائهم . لا يعنيهم إن كانت صخور الجبال قاسية أو لينة , يخترقون الوديان كالطوفان أوله كآخره , ويغادرونها كموج البحر يحتضن كلها بعضها . عيونهم على النصر وأرواحهم مع من قضى نحبه أو ينتظر . و ما زالوا قادرين بعد خمس سنوات من العار العالمي على انتظار مبادرة سلام جادة من داخل بلادهم أو من محيطها العربي والإسلامي لحقن الدماء , وإخراج الجميع من المستنقع اليمنى بماء الوجه .

على مدى سنوات العدوان الخمس مارست دول التحالف بمعاونة كتائب المرتزقة اليمنيين أبشع أنواع الحروب الإعلامية والنفسية , ووصلت إلى تخطي حواجز أخلاقية وضعها اليمنيون بكافة تصنيفاتهم القبلية والحضرية , عاشوا عليها وقدسوها آلاف السنين , ولكن للارتزاق أحكام ! في تقريرين ل” بى بى سى” على سبيل المثال أذيعا أول أمس أحدهما عن منشور لصاحبة مقهى للنساء في صنعاء والآخر عن اعتقال أمراء سعوديين , لم تتورع الإذاعة البريطانية عن تخصيص وقت أطول واستضافة ضيوف أكثر من صنعاء وخارجها لتمارس العهر الإعلامي حول معاملة (الحوثيين ) للمرأة لمجرد أن ناشطة كتبت منشورا مكذوبا على صفحة فيس بوك ! , وتكرر نفس الأمر مع زيارة مارتين غريفيث لمارب والتحذير من كوارث إنسانية إن حررتها صنعاء من كتائب المرتزقة والإخوان الكاذبين والشرعية الافتراضية, وعلى هذا قس ما تعانيه اليمن وشعبها من تزييف الواقع حتى في وسائل الإعلام الدولية .

وتخطت الحرب الأخلاقية كل الجرائم المصاحبة للعدوان سواء عسكرية أو اقتصادية بمحاولة المساس بالمرأة اليمنية والترويج لمفاهيم تتنافي تماما مع طبيعة المجتمع اليمنى , وللأسف وجدت بين كتائب المرتزقة من يروج لها ويشيعها لا لشيء إلا حقدا على الحوثي وكراهية في الثورة ومحاولة للتبرير للعدوان والارتزاق والارتهان والعمالة والخيانة , وماذا تنتظر ممن يبيع شرفه وعرضه خارج حدود بلاده ؟ ! لم يتورع العدوان ومرتزقته وداعموه عن ممارسة أحط وأخس وأخطر أساليب الحرب النفسية للنيل من صمود الصامدين وصبر الصابرين بالكذب مرة والتشكيك مرات , ليس لكسب معركة عسكرية , ولكن لتدمير قواعد وأسس مجتمع عاش آلاف السنين متماسكا رغم الاختلافات والاختلالات .

غريفيث في مارب وله مآرب أخرى بينما تتداول الأخبار عن خلافات بين على محسن وجلال هادى والعليمي حول نصيب كل منهم في منحة سعودية لمن شارك في جلسات إعداد اتفاق الرياض , تجد على الطرف الآخر قيادة حوثية تعقد مصالحات قبلية وتتجول بين الناس رغم التحذيرات , يدعو الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية إلى إرسال محامين من جهتها للترافع عن الخونة الذين صدرت بحقهم أحكام إعدام في صنعاء .

وبينما يأتي المبعوث الدولي غريفيث ليحذر من تحرير مارب وما ينتج عنه من كوارث إنسانية متناسيا ومتجاهلا تقارير الأمم المتحدة نفسها عن حجم الكارثة التي يعيشها كل اليمن منذ 5 سنوات بسبب العدوان , تجد على الطرف الآخر محمد عبد السلام رئيس وفد التفاوض اليمنى يطالب بوقف كل الأعمال العسكرية من جانب التحالف وفك الحصار والبدء في عملية سلام ومصالحة شاملة .
وبينما جاء غريفيث ليضع تحرير مارب ويقايض بها في مقابل الإبقاء على الأوضاع كما هي الآن في الساحل الغربي والاستمرار في برنامج المساعدات الغذائية , وهم الذين كذبوا قبل ذلك بأن الأمم المتحدة أنقذت الحوثيين باتفاق أستوكهولم , يواصل إخوان الشر اليمنيين تلاعبهم بدول الخليج ففريق مع قطر والآخر مع السعودية والثالث مع نفسه , يلعبون لعبة تقسيم الأدوار ظنا بأنها ستنجيهم من قدرهم المسطور وشتاتهم المحتوم , لما اقترفته عقولهم وأيديهم على مدى سنوات التسامح معهم .

في النهاية بين مقولتي عبد الملك الحوثي (نحن أهل الوفاء) و (الوقت وقت عمل) تتلخص مسيرة صنعاء وتتضح رؤية ثوار 21 سبتمبر لمستقبل بلادهم, فما لا يؤتى بالسيف يؤتى بغيره , ولا مجال لمقولة أمرؤ القيس اليوم خمر وغدا أمر .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن مراد
سيناريو الشرق الجديد
عبدالرحمن مراد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
الكعبة ومراقص بن سلمان
حمدي دوبلة
صلاح الشامي
” بين مزدوجين ” العابد .. وتعرية المشهد السياسي
صلاح الشامي
عبدالفتاح علي البنوس
مأرب بين التحرر والتحرير
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالله علي صبري
مبادرة المصالحة إلى أين ؟
عبدالله علي صبري
عبدالمجيد التركي
هو الله ..
عبدالمجيد التركي
عبدالحافظ معجب
الجوف ومأرب وما بعدهما
عبدالحافظ معجب
المزيد