انتشر فيروس كورونا في الصين، فقالوا إنه عقاب من الله جزاء ما فعلوه بالأيغور المسلمين، ولا أدري من أخبرهم أن هذا عقاب للصين فعلاً؟ فنحن دائماً حين يصاب غيرنا بالضرّ نقول إنه عقاب، وحين يصيبنا نحن نقول إنه ابتلاء!
ثم قاموا بتأليف قصص خرافية عن كرامات الأيغور، كتلك القصص التي قرأناها في كتاب «آيات الرحمن في جهاد الأفغان». من هذه القصص أن الفيروس لم يُصب المسلمين، وهذا كان سبباً في دخول آلاف الصينيين في دين الإسلام.. مع أن الفيروس لا يفرق بين المسلم وغير المسلم.
تحدثوا عن هذه القصص بثقة عالية، وها هو الفيروس الآن ينتشر في الدول الإسلامية، إلى حد أننا لأول مرة نرى صحن الكعبة المشرفة فارغاً من المصلين والطائفين. مع أنهم أخبرونا ونحن أطفال في مدارس تحفيظ القرآن أن الوباء لا يدخل مكة.. ولا أظنهم سيعالجون الفيروس بماء زمزم، رغم أنهم أخبرونا كثيراً أنه دواء «لما شُرب له».
ربما تفقد السعودية موسم الحج القادم، إن استمر انتشار الفيروس فيها وفي دول العالم أيضاً، وهذا سيؤثر على اقتصادها بشكل كبير، إضافة إلى أن الفيروس سيغلق مطاراتها وموانئها، ويجعل المستثمرين يحزمون حقائبهم وأرصدتهم ويفرون منها فرار الأسد من المجذوم.
لا أقول إن هذا عقاب لهم من الله نكالاً بما فعلوه باليمن وإغلاقهم للمطارات والموانئ اليمنية، وعدوانهم الذي لم يتوقف منذ 5 سنوات.
لكن ما أنا على ثقة منه أن السعودية أصبحت مشروخة كزجاج سيسقط إن مرت عليه الريح فقد استنزفتهم حرب اليمن مادياً وأخلاقياً وإنسانياً وسياسياً، ومازالوا يعانون من ضربات مصافي النفط بالصواريخ والطائرات اليمنية المسيرة.. وها هي أسرة بني سعود تتهاوى بصمت منذ أن تم عزل محمد بن نايف الذي كان ولي العهد المباشر بعد مبايعة سلمان.. والمرحلة الثانية بدأت فجر الجمعة الماضي باعتقال ابن نايف مرة أخرى، والأمير أحمد بن عبدالعزيز، شقيق سلمان، بتهمة الخيانة التي نعرف كلنا أن عاقبتها هي الموت.
هذه الاعتقالات غرضها تهيئة الأجواء للقفز بابن سلمان إلى عرش أبيه، ليضمن عدم ارتفاع أي صوت معارض، لكنها ستوسع الشرخ السعودي أكثر، وتخلق جبهات معارضة، وكأن محمد بن سلمان يصرّ على أن يدق كل المسامير التي بحوزته في نعش هذه الأسرة التي كان ظهورها شراً مطلقاً على العرب والمسلمين.
* نقلا عن : لا ميديا