عبدالله علي صبري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالله علي صبري
آيزنهاور.. إلى مثواها الأخير
وقفوهم إنَّهم مسؤولون
حدود جهاد التنمية .. مبحث من كتاب
حدود جهاد التنمية .. مبحث من كتاب "الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول"
سيفُ اليمن يصنَعُ الفرق
هكذا كان العدوان.. وهكذا كانت مقاومتنا
اليمن خارج النصّ السعودي
الرئيسُ الاستثنائيُّ صالح الصمَّاد
21 سبتمبر الثورة التي أزهرت وأثمرت في زمن الخريف
شهداؤنا فخر لنا
التصعيد الاجراماتي على اليمن..هولوكوست حقيقي بأياد عربية
التصعيد الاجراماتي على اليمن..هولوكوست حقيقي بأياد عربية

بحث

  
الهوية والعدوان.. نكون أو لا نكون
بقلم/ عبدالله علي صبري
نشر منذ: 4 سنوات و 8 أشهر و 10 أيام
الإثنين 16 مارس - آذار 2020 07:07 م


منذ قيام الدولة السعودية الوهابية في ثلاثينيات القرن الماضي، واليمن أرضا وإنسانا في مرمى الاستهداف والعدوان السعودي، الذي اتخذ أشكالا واتجاهات عدة أخطرها ما يتعلق بالفكر والثقافة وبالهوية الدينية والحضارية لليمن واليمنيين.

فكما استولت الدولة السعودية على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية، واستغلت ثرواتها وخيراتها، فقد اتجهت إلى احتلال العقلية اليمنية، ومحاولة تغيير نمط الحالة العقدية والفكرية لليمنيين عبر المد الوهابي الذي تغلغل في جنبات الفكر والتفكير الديني اليمني، مستغلا الحالة الوجدانية لعموم المسلمين وارتباطهم بالمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، وما توافر لمشايخ الوهابية من إمكانيات مادية ضخمة ساعدت على نشر مؤلفاتهم وأفكارهم وفتاوى علمائهم داخل وخارج السعودية.

وإضافة إلى ذلك عمدت السعودية وقد أصبحت الدولة النفطية الأولى في العالم إلى إغراء مشايخ القبائل ، وربطهم بهبات ومساعدات بلغت ذروتها مع مواجهة الجمهورية وثورة 26 سبتمبر، حين أصبح للسفير السعودي كلمة الفصل في الشأن اليمني السياسي مع كثير من الرؤساء والمسؤولين في شمال اليمن، ممن قبلوا الخيانة والارتزاق على أنفسهم، ورضوا لوطنهم بالتبعية والتهميش.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي وجدنا كيف أن الوهابية الدينية قد تنامت بشكل ملحوظ في عدة محافظات يمنية، مستفيدة من بريق النفط والدولار، ومستغلة تطلع اليمنيين إلى حياة كريمة قد يوفرها عائد العمل في السعودية ودول الخليج، وهو ما جعل الشباب حينها ضحية للطموح المشروع، وللفكر السلفي الوافد الذي وجد فرصته في التمدد تدريجيا على حساب المذهبين التقليديين الزيدي والشافعي.

وبعد إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م، وظهور المشروع الديمقراطي كعنوان مضاف للهوية السياسية اليمنية، اشتغل الفكر السلفي على الضد من الوحدة والديمقراطية والتعددية الحزبية، وحاولت السعودية من خلال الوهابية السلفية على محاصرة التجربة اليمنية الوليدة والتشكيك في جدوى قيام نظام ديمقراطي وسط محيط شمولي استبدادي. وبالموازاة جرى الإمعان في حصار اليمن وإفقار دولته وشعبه، كسياسة عدوانية ممنهجة، استهدفت اليمن وإضعافه وزعزعة استقراره مع محاولة طمس هويته الأصيلة بشقيها الديني والحضاري.

في إطار هذه السياسة جرى تدجين الرموز السياسية والاجتماعية والدينية اليمنية، وربطهم بمشاريع صغيرة كانت على الضد من المصلحة الوطنية العليا، ولا أستبعد أن الرياض كانت على صلة بمشروع توريث السلطة الذي كان سببا في تفجير ثورة 11 فبراير، من منطلق إن وأد الديمقراطية والجمهورية كان يعبر عن مصلحة مشتركة بين النظام السابق والملكية السعودية.

وقد رأينا كيف أن سطوة السعودية على اليمن قد ساعدها على احتواء انتفاضة الشباب، وكبح جماح المسار الثوري، من خلال المبادرة الخليجية التي منحت السعودية والخارج اليد الطولى في تقرير شؤون اليمن، مع الإمعان في إفقاره وتجويعه، حتى لا تقوم له قائمة.

بيد أن ثورة 21 سبتمبر قد أعلنت عن إرادة شعبية، قررت العزم على الانتصار للسيادة والهوية معا، الأمر الذي رأت فيه السعودية خروجا على المألوف، وتجاوزا للخطوط الحمراء، فكان العدوان السعودي الأمريكي، وكان اليمنيون الأحرار على موعد مع التحدي الأخطر.. نكون أو لا نكون.. ولا خيار ثالث.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك سام
الدجالون في ازدياد!
عبدالملك سام
صلاح الشامي
كش ملك!
صلاح الشامي
عبدالسلام الصعدي
أصل كورونا دمعة مالحة
عبدالسلام الصعدي
حمدي دوبلة
كورونا خمسة نجوم
حمدي دوبلة
عبدالفتاح علي البنوس
اليمن بين فيروسات العدوان وكورونا
عبدالفتاح علي البنوس
وديع العبسي
غريفيث في الوضع “الحرج”
وديع العبسي
المزيد