في البداية دعونا نتفق على أن السحر والعلوم الأخرى كالأرقام علوم اندثرت، لكن الدجالين في ازدياد! والسبب هو أن الظروف الصعبة تجعل الوضع بيئة مناسبة لتكاثر الدجالين، فهم يعملون على استغلال حاجات الناس، مثلهم مثل تلك البنوك الربوية التي تستغل حاجات الناس، وهذا الاستغلال في حد ذاته يعتبر من المحرمات، وهذا لوحده كاف لمعرفة طبيعة هذا النشاط، فلا يوجد أي مبرر للشك فيما إذا كان هذا الفعل حراماً أم حلالاً، وبدون الحاجة لفتوى أو رأي خبير!
من النقاط التي تجعل البعض ينخرط في هذا العالم هي نقطة حب الرعب والغموض، وهو احساسنا بالخطورة وأننا في طرف المتفرج، وهي تختلف بحسب الظروف، فمثلا اثناء الحرب الباردة كانت أكثر الأفلام رواجا هي أفلام الغزو وما شابهها وهي ما سميت الفترة “الكارثية”، وأيضا هذه الأيام مع انتشار أخبار وباء كورونا نجد الناس يتحدثون بشغف عن أخبار الوباء ويتابعون كل ما له صلة بهذا المرض! ولهذا نجد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ميل الكثيرين نحو الهروب إلى أحلام الثروة التي تأتي بسهولة، وهذا ما يشجع النصَّابين أيضا.
كلما كان الإنسان مؤمنا أو إيجابيا فهو ينأى بنفسه عن هذه الطرق الملتوية، وعادة تكون قراراته متوافقة مع واقعه، وها نحن نشاهد مثلا في حالتنا حيث يتحرك الناس بإيجابية لدعم الجبهات رغم صعوبة الوضع الذي نعاني منه، وأثبتت الأيام جدوائية هذا التحرك، بمعنى آخر كلما وجد الخوف ازداد الميل للحلول الخيالية، وهذا ينطبق على موضوع اللجوء للدجل والشعوذة، فهو تعبير عن الخوف من المجهول أو الأوضاع، وكلما كان الشخص رابط الجأش كان ميوله نحو الحلول المنطقية، فالإيمان بالله والثقة في وعوده تجعل قراراتنا أكثر صوابية.
الخوف من الفقر، والخوف من المجهول يجعلان عدد ضحايا النصب أكثر، ومن خلال العديد من التجارب التي سمعت عنها كانت النتائج مخيبة للآمال، وأدت للمزيد من السوء نتيجة خيبة الأمل الكاذب، هذا يختلف طبعا عن أولئك العقلاء الذين عانوا من صعوبات في توفير لقمة العيش فاتجهوا نحو حلول مفيدة وسليمة، وهذه النماذج موجودة حولنا في بلد فيه من الخير ما يسع جميع أبنائه، ولا ننسى أن الله سبحانه هو الرزَّاق، ومهما حاول المجرمون حصارنا فلن يستطيعوا محاصرة فضل الله ورحمته، فلنفكر بإيجابية وسنجد الكثير من الوسائل المتاحة.. ودمتم بود.