رئيسة الجبهة الثقافية الدكتورة ابتسام المتوكل لـ”الثورة “: كل أديب حر ومثقف ملتزم هو جبهة ثقافية
تواجه الجبهة الثقافية العديد من التحديات والمعوقات التي تستهدف الثقافة والموروث الشعبي والهوية الإيمانيه والوطنية عبر سلسلة من الحروب الناعمة والباردة والتي تهدف لهدم الثقافة الدينية والوطنية والحضارية الأصيلة لدى شعبنا للوصول إلى الانهيار المجتمعي في كافة جوانبه .. هذا ما أوضحته لنا الدكتورة أبتسام المتوكل رئيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان .. تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الحوار الآتي .. نتابع:
الثورة /
أسماء البزاز
في البداية نود أن تشرحي لنا حجم التحديات التي تعرضت لها الجبهة الثقافية من قبل العدوان ؟
– التحديات التي واجهت الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان كثيرة وتكاد تكون بلا حصر، فلقد واجهنا صمتا ثقيلا تجاه عمليات القصف واختراق سيادة اليمن وتدمير مقدراته وقتل إنسانه صمتا دشنته الجهات الثقافية الرسمية وغير الرسمية صمتا يشبه التأييد ويلتبس بالمشاركة في عمليات العدو بل وجدنا مثقفين يؤيدون العدوان ويقفون على النقيض من رسالتهم الثقافية والوطنية.
وكيف واجهتم هذا التخاذل ؟
– واجهنا شللا في الحياة العامة وفراغا كبيرا في الساحة الثقافية وكان علينا أن نحرك ونتحرك ونملأ الفراغ القاتل.
كان التحرك أشبه ما يكون بعملية فدائية حيث كل حركة معرضة للقصف إذ صارت البلاد كلها ساحة لطائرات العدو تمارس قتلها وخرابها بوصفه لعبة مسلية ولكم تسلى المعتدون بأشلائنا. فكان التحدي الأول، كيف ننتظم في مسار ذي هدف كبير هو التصدي للعدوان ثقافيا، فكان الإعلان عن تأسيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان سبيلنا للفعل الثقافي المواجه للعدوان. وكان علينا عند تأسيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان أن نشتغل على مسارين، الأول: نستهدف فيه المثقف لكي نوسع دائرة الفعل الثقافي المواجه للعدوان ومن هنا انضم منذ البدء إلى مؤسسي الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان د.عبدالعزيز المقالح وأ. عبدالباري طاهر والقائمة اتسعت.
أما المسار الثاني فنستهدف من خلاله الوعي الشعبي لنلتحم به ونعزز فيه ومعه ثقافة مواجهة العدوان وتعرية أكاذيبه ورصد جرائمه والتنديد بها.
الحرب الناعمة بحر كبير من الثقافات الهدامة .. أبرز صورها وأبعادها على المجتمع اليمني ؟
– الحرب الناعمة هي حرب على الوعي بتزييفه واختراقه وجبهتنا هي جبهة الوعي الوطني الذي لا يقبل الخنوع للعدو ولا يسمح له بتمرير تضليلاته وزيفه، لهذا أرى أن جبهتنا هي أول جبهة واجهت الحرب الناعمة وهي الجبهة المعنية بهزيمتها.
وكيف يمكننا تعزيز الهوية الإيمانية لدى المجتمع لمواجهة صنوف تلك الحرب الباردة ؟
– إن تعزيز الهوية الإيمانية والثقافية والوطنية يكون ابتداء بالعودة إلى المنابع الصافية لثقافة شعبنا وميراثه الإيماني الباذخ وثوابته الوطنية الراسخة، إننا بحاجة كذلك إلى رؤية النماذج اليمانية الإيمانية الوطنية التي تأصلت في هذه الحرب وأعلنت عن رمزيتها وشجاعتها وبطولاتها المنتمية للمنبع الإيماني اليماني الأصيل.
وهل قامت وسائل الإعلام المختلفة بالتوعية لتحصين مجتمعنا من مخاطر الحرب الناعمة وأثرها على الهوية الإيمانية والثقافية ؟
– وسائل الإعلام اليمنية بذلت جهودا استثنائية في مواجهة الحرب الخشنة والناعمة الملتهبة والباردة خصوصا بالنظر إلى الإمكانات المتاحة لها مقارنة بما يتوفر العدو عليه من ترسانة إعلامية مهولة، ومع ذلك استطاع الإعلام الحربي -بوصفه أوضح مثال- أن يستقطب مشاهدي دول العدوان والعالم؛ لما تمتع به من مصداقية عالية. ومع كل ذلك ما زلنا نأمل أن يطور إعلامنا أدواته ويحدث خططه لمواجهة أقذر حرب على وجه الأرض.
ما الدور الذي يقع على عاتق مثقفي البلاد اليوم في ظل الترسانة الضخمة التي تشوه ثقافات اليمن وموروثها من قبل آلة العدوان ؟
– كل أديب حر ومثقف ملتزم هو جبهة ثقافية لا بد أن تشتغل بكامل المسؤولية لمواجهة الخراب على الصعيد الثقافي الذي اشتغلت عليه دول العدوان منذ عقود طوال سبقت الحرب العسكرية ومهدت لها، إن بوسع الكلمة الصادقة التي تطلق في وجه العدو ابتغاء لوجه الله والوطن بوسعها أن تهزم جيوش الكذب والدمار، بوسعها أيضاً أن تبني الوجدان الوطني والوعي الجمعي على ثوابت الألفة والمحبة والانتماء للوطن.
تدشين العام السادس من الصمود الوطني .. ماذا يعني لك هذا اليوم؟
– يعني أننا جاهزون لهزيمة العدو والتنكيل به بمعنويات مستمدة من إيماننا بالله وتأييده الإلهي لجيشنا العظيم ولجاننا الشعبية الأبية واثقون كما كنا في اللحظات الأولى للعدوان بأننا أصحاب حق وحماة أرض ووعي ومدافعون عن مظلومية شعب يراد تركيعه ونهب ثرواته وسلب قراره.