كالعادة تسابقت دول وأنظمة التزلف والنفاق ومعها المرتزقة إلى إدانة العملية النوعية المشتركة للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في عاصمة العدو والتي كانت تدشينا لعمليات الردع في العام السادس من العدوان واعتبرتها تهديدا لوحدة العالم في مواجهة وباء كورونا لكن هذه الكيانات والأنظمة البائسة لم تر مطلقا حجم الجرائم الجسيمة لتحالف العدوان بحق الشعب اليمني طيلة خمسة أعوام، والذي لم يتوقف عن سلوكه الإجرامي حتى في ذروة انشغال العالم بمواجهة الوباء.
جاءت هذه العملية الجديدة التي دكّت أهدافا عسكرية واقتصادية هامة في الرياض وعدد من محافظات العدو السعودي بعد ساعات فقط من انعقاد قمة العشرين الافتراضية، والتي دعا اليها النظام السعودي، لحشد جهود وإمكانيات الدول الكبرى في مواجهة الخطر المحدق بالكون، في الوقت الذي كانت طائراته تقتل المزيد من الأبرياء من أبناء الشعب اليمني وتستهدف المنشآت والمعالم المدنية في مختلف محافظات الوطن.
لقد تمتم الملك الكهل مطولا أمام تلك القمة الاستثنائية الافتراضية التي دعت إليها مملكته المتهالكة لبحث جائحة وباء كورونا وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية على دول العالم وخاصة الفقيرة والمعدمة منها.. تلك الهمهمات ترجمتها أبواقه الإعلامية بأنها تأكيدات على الإحساس العالي لدى الدول الكبرى بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية في التصدي للوباء والتخفيف من آثاره الصحية والاقتصادية على الناس ومعيشتهم ومقومات حياتهم في كافة أرجاء الأرض، لكن الأهداف غير المعلنة للقمة كانت بالنسبة للعاهل الخرف ونجله المتهور إظهار المملكة أمام العالم بأنها لاتزال قوة عظمى مهابة الجانب و أن الهزائم التي مرَّغت كبرياءها في اليمن لا وجود لها على ارض الواقع وانها لا تزال من كبار القوم.
بالطبع لم يعرج سلمان خلال هذا الاستعراض الفارغ على الحديث عن اليمن وعن مسلسل الجرائم وأنهار الدماء التي سفكتها آلته الحربية بحق عشرات الآلاف من أطفال ونساء ورجال اليمن، وبدلا من أن يسارع إلى إعلان وقف عدوانه وتدارك ما يمكن تداركه والخروج بشيء من ماء الوجه وكرامته المهدورة، مضى يستعرض ما أسماها مسؤولية قادة أكبر اقتصادات العالم في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد والتنمية والأسواق المالية وغير ذلك وسرد ما يتوجب على هذه الدول الكبرى من مسؤوليات لإنقاذ العالم حسب زعمه.
وجد النظام السعودي من وباء كورونا الذي اجتاح بلاده ومعظم بلدان العالم وأصبح يهدد أرواح الملايين على كوكب الأرض فرصة لاستعراض العضلات ولم يمتثل للمولى عز وجل الذي يقول في القرآن الكريم “فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” وبدلاً من أن يرجع إلى الله بالتوبة والتضرع والمسارعة إلى مراجعة سياساته والكف عن جرائمه بحق أبناء أمة الإسلام، إذا به يتمادى في درب الغي والضلالة وسفك الدماء.