عبدالله علي صبري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالله علي صبري
آيزنهاور.. إلى مثواها الأخير
وقفوهم إنَّهم مسؤولون
حدود جهاد التنمية .. مبحث من كتاب
حدود جهاد التنمية .. مبحث من كتاب "الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول"
سيفُ اليمن يصنَعُ الفرق
هكذا كان العدوان.. وهكذا كانت مقاومتنا
اليمن خارج النصّ السعودي
الرئيسُ الاستثنائيُّ صالح الصمَّاد
21 سبتمبر الثورة التي أزهرت وأثمرت في زمن الخريف
شهداؤنا فخر لنا
التصعيد الاجراماتي على اليمن..هولوكوست حقيقي بأياد عربية
التصعيد الاجراماتي على اليمن..هولوكوست حقيقي بأياد عربية

بحث

  
فأين تذهبون ؟
بقلم/ عبدالله علي صبري
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 21 يوماً
الأحد 03 مايو 2020 11:19 م


في العام الماضي وفي مثل هذه الأيام من الشهر الفضيل، ارتكب تحالف العدوان السعودي الأمريكي جريمة بشعة بحق المدنيين في حي الرقاص بالعاصمة صنعاء.. هذه المرة كنت وأسرتي هدفا للغارة العدوانية، التي قلبت حياتنا، وكل ضحاياها رأسا على عقب..


لا أريد أن أكرر نفسي هنا بالحديث عن إرادة الصمود، وكيف أمكن لنا تجاوز هذه المحنة، فتلك قضية مفروغ منها، فقد سطرت يوميات العدوان حكايات يمنية أشبه بالأساطير، ومع ذلك فإن أبطالها يدبون على الأرض كشاهد على حقارة العدوان وعظمة أبناء شعبنا، الذين أراد العدو قهرهم وإذلالهم، فارتد كيدهم وبالا عليهم وعلى مرتزقتهم وكل من جندوه لخدمة أهدافهم وأجندتهم.


عشرات المجازر ارتكبها هذا العدو المتغطرس، فقتل الآلاف من المدنيين، واستهدف كل التجمعات الآمنة ولم يستثن صالات العزاء ولا مخيمات النزوح أو مقابر الموتى.. استباح دماء الأطفال والنساء ووزع الموت بالجملة على كل قرية ومدينة، وخلفت غاراته الدمار على مختلف المرافق والبنى التحتية، وكلما ارتكب مذبحة هنا خطط لأخرى هناك، فلم يشبع أو يرتوي، بل بدت شهيته مفتوحة وبلا حدود. ولولا تصاعد الردع اليماني الذي لم يتوقعه لما توقف يوما عن ارتكاب الجرائم، وانتهاك الحرمات.


حاول أن يبرر، أن يفبرك.. تملص تارة، وأنكر تارات، وحين اضطر للاعتراف، ونادرا ما كان يعترف، فقد تعمد التمييع، فإذا وجد نفسه محاصرا بشكل أو بآخر، بادر إلى التبرؤ، متهما طرف المرتزقة برفع إحداثيات مغلوطة. وفي المجمل فقد كشر عن أنياب متوحشة، وقلوب متحجرة، وعيون لا يرف لها جفن، أو يسيل عنها دمع.


هذا وقادة التحالف عرب ومسلمون ولنا عليهم حق الجوار والإنسانية، فلم يردعهم وازع ديني، ولا أخلاق عروبية، ولا ضمير إنساني، بل لعل في عالم الغاب قواعد مرعية بين المفترسات وضحاياها أكثر احتراما من هذا الانحطاط السعودي الإماراتي، الذي ضرب بكل القيم وتجاوز كل الحدود والأسوار التي يتعين مراعاتها في السلم أو الحرب.


ربما ظنوا وبعض الظن إثم إن الرضا الأمريكي عنهم، ودعمه المباشر وغير المباشر لحربهم العدوانية، قد منحهم الضوء الأخضر ابتداء وصكوك الغفران انتهاء، ونسوا أن قوة الله هي القاهرة أولا وأخيرا، وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل، فأين يذهبون من سخط الله، وهم يرون كيف تدور عليهم الدائرة بأسرع مما كنا نتوقع أو نتخيل، أما عذاب الآخرة فأكبر وأخزى..


ومرة أخرى أقول: نعم لقد فجعونا وأوجعونا، لكن عناية الله ورحمته كانت أقوى وأمضى فلله الحمد والمنة، وللقتلة والمعتدين الخزي والعار والخسران.

أرادوا إبادتنا ومحو ذكرنا فشاء الله لنا العزة والشرف والاصطفاء.. فما أكرم خاتمة أمي الشهيدة الغالية، وأي ارتقاء أجمل من شهادة الولدين الصالحين لؤي وحسن. أما من أصيب منا فقد من الله عليه بالعافية والصبر والثبات واحتساب الأجر عند الله. وعند الله تلتقي الخصوم.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
طالب الحسني
جنوب اليمن.. لا انفصال كامل ولا رتق كامل
طالب الحسني
عبدالفتاح علي البنوس
عيد العمال ومجزرة عفار
عبدالفتاح علي البنوس
ناجي علي داؤود
الذكرى الأولى لمجزرة الرقاص
ناجي علي داؤود
عبدالملك سام
هو الله .. فلا تبحثوا عن مبررات !
عبدالملك سام
د.حمود عبدالله الأهنومي
جريمة إفشاء الأسرار العسكرية في الفقه الإسلامي
د.حمود عبدالله الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
الإصلاح والجنوب
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد