من الطبيعي والبديهي عندما ينتهي الواحد منا من خدش كرت التعبئة وتعبئة الرصيد أن يرمي بالكرت ، كونه اصبح مستهلكا وغير ذي قيمة ، ولم تعد لنا فيه حاجة ، وتعودنا نحن طبقة البسطاء أن لا نتخلص من أحذيتنا المستهلكة (أعزكم الله ) إلا بعد أن نكون قد أغرقنا كثيرا في استهلاكها ، وأتعبنا الإسكافي في تخييطها ، ووصلت إلى حالة مزرية ، و لو كانت تعرف طريق المصنع الذي صنعت فيه لذهبت لتقديم شكوى (طويلة عريضة )بنا ، والشاهد هنا أن نهاية الأشياء الحقيرة والتافهة والمستهلكة والتي لم تعد لها أي قيمة هي مكب النفايات ، بغية التخلص منها..
وهذا هو حال المرتزقة في حكومة الفنادق الذين يقتاتون من فتات اللجنة الخاصة السعودية ، ويقيمون في فنادق الرياض ، وتقدم لهم الوجبات اليومية على نفقة الحكومة السعودية ، كثمن لخيانتهم وعمالتهم وارتزاقهم ، وتتعامل معهم على أنهم شماعات يستخدمونها لتبرير عدوانهم وحصارهم ومشاريعهم الاستعمارية الاستيطانية الاستغلالية ، لا قيمة ولا مكانة لهم ، بدليل أنهم لا يمتلكون حق مغادرة بوابة الفنادق التي يقيمون فيها ، ويخضعون للوصاية السعودية ، وبات مصيرهم بيد السلطات السعودية ، التي تفرض عليهم منذ فترة- تمتد إلى ما قبل انتشار فيروس كورونا الإقامة الجبرية ، خشية هروبهم وعدم عودتهم إليها ، فهي لا تزال في حاجة إليهم ، ومتى ما شعرت السلطات السعودية بأن هذه الكائنات الرخيصة لم تعد تمثل لهم أي أهمية ، وأنهم باتوا في نظرها كروتا محروقة ؛ فإنها لن تتردد في رفع الكرت الأحمر في وجوههم ، وتعلن البراءة منهم ، على اعتبار أنهم نجاسة مغلظة ( لا يعفى عن شيء منها ) ويرغبون في التطهر منها ..
ويبدو أننا سنشهد هذه الخطوة في القريب العاجل ، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تتعرض لها مملكة المنشار ، حيث بدأت السلطات السعودية بمخاطبة ملاك وإدارات الفنادق التي يقيم فيها قطيع المرتزقة بإشعار المرتزقة بضرورة إخلاء الأجنحة والشقق والغرف التي يقيمون فيها مع نهاية شهر مايو الجاري ، كون السلطات السعودية ستوقف دفع تكاليف إقامتهم ( السكن والتغذية ) بعد هذه المدة ، ومن أراد أن يبقى فعليه أن يتحمل تكاليف ذلك بعد انتهاء المهلة الممنوحة، لهم حيث استغلت الحكومة السعودية هذه الأزمة المترتبة على انخفاض أسعار النفط ، وتخفيض كمية الإنتاج اليومي منه ، بناء على التوجيهات والأوامر الأمريكية وجعلت منها شماعة لرفع الكرت الأحمر الأول في وجه المرتزقة المنتهية صلاحيتهم ، أولئك الذين لم تعد السلطات السعودية في حاجة إليهم ، بعد أن انتهت مهمتهم التي تم استئجارهم من أجلها ، فأصبحوا في نظرها كروتا محروقة ومستهلكة ، وبات تواجدهم على أراضيها ، وباتت إقامتهم في فنادقها ، وتحملهم نفقات معيشتهم تشكل عبئا ثقيلا عليها ، لذا قررت التخلي عنهم تدريجيا ..
بالمختصر المفيد: هذه هي نهاية العلاقة المشبوهة بين السعودية ومرتزقة حكومة الرياض الفندقية ، هذه هي النهاية الطبيعية للعلاقات القائمة على النفعية والمصالح والحسابات السياسية ، لقد أدرك المهفوف أن أكذوبة الشرعية لم تعد تجدي نفعا ، ولم تعد مصدر إقناع حتى له نفسه ، فاللعب صار على المكشوف ، وأهدافه من وراء العدوان اتضحت على أرض الواقع ولم تعد بحاجة للعزف على وتر الشرعية الدنبوعية ، لذا لم تعد له مصلحة من ( إيواء وتسمين ) مرتزقة حكومة الفنادق ، وآن الأوان لينفقوا الأموال التي قاموا بتوفيرها وادخارها خلال الخمس السنوات الماضية ليسهموا في دعم الاقتصاد السعودي المثخن بالعلل والأسقام ، بعد ذلك سيتخلص منهم وسيجعل منهم كبش الفداء وسيحملهم مسؤولية العدوان والجرائم والمذابح التي ارتكبها في حق أبناء شعبنا ، والخراب والدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة ، وسيحاول التنصل من كل هذه الجرائم ، وتحميلها كامل المسؤولية ، ولا أستبعد أن يبادر بتسليم الدنبوع وحكومته للمحاكمة على ذمة ارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية ، ويدعو إلى إنشاء صندوق دولي خاص بإعادة إعمار اليمن ويبادر إلى الإعلان عن المبلغ الذي ستتبرع به بلاده لهذا الصندوق ، فهو أكثر قذارة ووساخة وانحطاطا ودياثة من هادي وحكومته الفندقية وقطيع المرتزقة المتواجدين في السعودية والإمارات وتركيا وقطر ومصر والأردن وأمريكا وبريطانيا وسلطنة عمان وغيرها من الدول .
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .