اثنان وسبعون عاما ًمنذ أن احتلت فلسطين، ونحن العرب والمسلمون نرفع شعار استعادة الأراضي العربية، وفي كل يوم نفقد ارضاً أخرى، ونضيع دولة أخرى .
ففي سبيل استعادة الأراضي العربية التي احتلها الكيان الصهيوني الغاصب في عام 1948م، وما عرف بعام النكبة، فقد فقدنا أراضي عربية عديدة في سوريا ولبنان ومصر وباقي أراضي فلسطين، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ونحن العرب نمني انفسنا بعودة فلسطين إلى الحضن العربي وعاصمتها القدس الشريف .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى ستتحرر فلسطين، وتعود القدس عاصمتها ؟
كما نعلم أن ما يحصل في الوطن العربي من حرب ودمار وقتل بين العرب، وتمزيق للبلدان العربية الهدف منها أبقى فلسطين محتلة وإعلان الدولة اليهودية الكبرى على الأراضي العربية من النيل إلى الفرات وصولا ًإلى مكة والمدينة المنورة، وهذا هو ما يتم بالفعل في وقتنا الحاضر. ففي الوقت الذي تطالب الشعوب العربية الحرة والشريفة باستعادة فلسطين وعاصمتها القدس، تقوم عدة دول عربية وللأسف بإعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني. فكيف سنحرر فلسطين وتعود إلى الحضن العربي، ونحن العرب نرتمي في الحضن الصهيوني؟
كيف سنحرر فلسطين ومعظم الدول الإسلامية تعترف بالكيان الصهيوني إسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية وتبادل تحاري وتعاون ثقافي وإعلامي؟
كيف ستعود فلسطين عربية وعشرات الدول العربية تعترف بإسرائيل، وسفارات الكيان الصهيوني تتواجد في عواصم الدول العربية في القاهرة وعمان، والبقية يتم التطبيع مع الكيان الصهيوني ويوجد تبادل تجاري، وتعاون ثقافي ، ويسمح للفرق الرياضية الصهيونية بالمشاركة في البطولات العالمية، التي تقام في الدول العربية وكيف سنحرر الأراضي العربية والتطبيع الخليجي مع الكيان الصهيوني وصل إلى اعلى المستويات ؟
فيكفي كذباً وتضليلاً على الشعوب العربية!
ففلسطين لن تعود عربية ولن تتحرر حتى يتحرر القرار السياسي العربي؟
فعلينا أولا ًقبل أن نفكر في تحرير فلسطين أن نحرر بلداننا العربية التي ندعي أنها حره ومستقلة، وذات سيادة.
وفي الحقيقة فمعظم البلدان العربية محتلة ومسلوبة القرار، وقرارها بيد أعدائنا أمريكا وإسرائيل، وأن الأنظمة العربية الحاكمة ليست سوى شكليا ً، وان من يحكم هي السفارات الأمريكية والصهيونية والبريطانية، وإنما هم عبارة عن منفذي للقرارات والسياسات الأمريكية ففلسطين أضاعها العرب والمسلمون، وباعها العرب والمسلمون بثمن ٍبخس وهو بقاء الأنظمة الحاكمة على كراسي الحكم.
وإذا أردنا عودة فلسطين فإن علينا أن نعلم علم اليقين أنها لن تعود بمفاوضات السلام بل ستعود بالقوة ورفع شعار (ما أخذ بالقوم لن يعود إلا ّبالقوة) وحمل البندقية بدلا ًمن حمل غصن الزيتون.
وما مبادرات السلام إلا مضيعة للوقت.
وأن الطريق الصحيح يبدأ من توحيد الكلمة العربية ورص الصفوف العربية وتوحيد محور المقاومة في جميع الدول العربية، والتوجه نحو فلسطين لتحريرها من براثن الاحتلال الصهيوني.
وأن الأمل بعد الله معقود ٍعلى الشعوب العربية الحرة والشريفة الرافضة للذل والهوان والتواقة للحرية والاستقلال، أما الأنظمة العربية الحاكمة فلا أمل فيها، بل أنها جزء من الاحتلال وأداة من أدوات الاستعمار الخارجي للبلدان العربية وهي سبب ضياع فلسطين وكل الأوطان العربية .
وعاشت فلسطين حرة عربية والقدس عاصمتها الأبدية.