يحتفل اليمن اليوم أرضا وإنسانا مع كافة المسلمين في عموم أرجاء المعمورة بأول أيام عيد الفطر المبارك وسط فرحة مؤجلة وسعادة غير مكتملة وسرور نسبي جراء تداعيات جائحة كورونا ، التي عصفت بالعالم ، ووصلت إلى بلادنا ، وبدأ فيروس كورونا يتفشى تدريجيا في المحافظات الحرة ، في الوقت الذي ينتشر الفيروس بسرعة في المحافظات المحتلة .
يحل اليوم عيد الفطر المبارك على بلادنا تزامناً مع دخول الشهر الثالث من العام السادس للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الغاشم ، والحصار الجائر ، وأبطالنا المغاوير من جيشنا ولجاننا ومن خلفهم شعبنا اليمني الحر الأبي الصابر الصامد الوفي يخوضون معركة النفس الطويل دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والسيادة والكرامة ، وهم يجسدون العظمة والسمو والرفعة ، ويسطرون أروع صور البذل والتضحية والفداء بالمرابطة والثبات في الجبهات يجرعون الأعداء كؤوس المنايا ، ويسقونهم السم الزعاف ، شعارهم ( أعيادنا جبهاتنا ) ، بعد أن فضلوا قضاء إجازة العيد في متارسهم وداخل ثغورهم وفي الخطوط الأمامية لجبهات الشرف والكرامة ، يتصدون لقوى العدوان ومرتزقتهم ، ويذودون عن الحمى ويسطرون ملاحم بطولية تشرئب لها الأعناق .
وهي فرصة لأن نذكر الناس بالالتزام بالإجراءات الاحترازية الواجب التقيد بها خلال هذه المناسبة العيدية الدينية العظيمة ، وذلك من أجل سلامة الجميع ، والحفاظ على أرواحهم ، وتوفير الحماية لهم من الإصابة بفيروس كورونا ، لضمان عدم تعكير أجواء العيد ، فمن أجل أن تكتمل فرحتنا بالعيد علينا أن نكون أكثر حرصا على تجنب المحظورات التي أعلنت عنها اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ووزارة الصحة العامة والسكان .
قبل يومين احتفل كل اليمنيين الشرفاء بالعيد الوطني الثلاثين لتحقيق الوحدة المباركة ، الوحدة اليمنية عيد الأعياد اليمنية ، وقدر ومصير الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة ، وليس في ذلك ( شور وقول ) ، فالوحدة اليمنية ليست شراكة بين شريكين ، تتيح لهما متى ما أراد كلاهما أو أحدهما فض هذه الشراكة ، الوحدة اليمنية قدر كل اليمنيين ولا صلاحيات لأحد في إعلان الانقلاب عليها ، وفك الارتباط والدعوة إلى الانفصال والتشظي مهما كانت المبررات .
ثلاثون عاما مرت على تحقيق الوحدة المباركة ، شهدت خلالها اليمن منعطفات ومحطات خطيرة ، وأحداثاً عاصفة ، لم تكن الوحدة المسبب لها ، والمجرم فيها ، ولله ثم للتاريخ فإن ما تعرضت له الوحدة من طعن وضرب في خاصرتها قبل حرب صيف 1994وخلالها وما أعقب نقلاب 7 يوليو تعد أخطاء فادحة مشتركة بين القيادتين في صنعاء وعدن ، واللتين لم تخلصا النوايا ، ولم تكن أفعالهما متطابقة مع أقوالهما ، ومن الغباء أن يحقد البعض على الوحدة ، ويناصبونها العداء ، ويطالبون بالقصاص منها ، رغم أنها لم تنهب أرضا ، ولم تصادر عقارا ، ولم تقتل مناضلا ، ولم ترتكب جريمة ، وهاهي اليوم تواجه الكثير من المخاطر الحقيقية التي تهددها في ظل سقوط المحافظات الجنوبية تحت وطأة الاحتلال السعودي والإماراتي الذي يعيث فيها الفساد ، ويمارس في حق أهلها صنوف الإذلال والاستبداد والاستعباد ، بمساعدة الخونة المرتزقة من أبناء الجنوب الذين تحولوا إلى أحذية وقباقيب في أقدام السعودي والإماراتي .
وكم هو مخجل حال مرتزقة الفنادق الذين باعوا الوطن بأكمله ، ووقفوا إلى جانب أعداء الوحدة “دعاة ورعاة الانفصال” ، وفي ذكرى الوحدة ينشدون” لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” ، وهم يرفعون علم الانفصال ، ويقفون مع الممول الرئيسي لمشروع الانفصال، ويتشدقون بالوحدة، يقاتلون في صف الإماراتي المحتل للجنوب واليوم يباركون للشعب اليمني بعيد الوحدة ، وقاحة ما بعدها وقاحة !!!
دامت أعيادك يا وطني ، ودامت انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ودام اليمن حرا كريما مستقلا ، والخزي والعار للغزاة البغاة ، وللخونة المرتزقة ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين جيشا ولجانا ومواطنين ، والرحمة والخلود للشهداء الأبرار، ، والشفاء للجرحى ، والحرية للأسرى ، وعيدكم مبارك ومن السالمين الغانمين وفي صحة وسلامة وعافية.